قصيدة رائعة لمظفر نواب. الشاعر والسياسي العراقي البارز ذو المسيرة الادبية والسياسية الطويلة الذي نشأ في بيت ثقافة وادب وشعر وموسيقى فاكتسبها جميعا اضافة الى الشعر بالفصحى وبالعامية العراقية الجنوبية. وهي اللهجة التي نظم بها قصيدته للريل و حمد. التي كتبها على مدى عامين وقال فيها. يا ابو محابس شذر يا الشاد خزامات. يا ريل بالله بغنج. من تجزي بوم شامات. ولا تمشي مشية هجر. قلبي بعد ما مات. وهودر هواهم ولك. حدر السناب اللي قطت. لتشتهر ابياتها بين العراقيين الذين رددوا كلماتها شعرا وطربوا بها حين غناها اشهر مطربيهم. رفيقة السفر العابرة. عام الف وتسعمائة وستة وخمسين كان الشاعر مظفر النواب مسافرا في قطار. وكانت كانت عادته ان يستقل الدرجة الثالثة. فجلست امامه امرأة اربعينية جميلة الملامح متعبة. لكن النوم جافى عينيها رغم المشقة وطول الطريق. وعند وعند مرور القطار ببطء بقرية ام الشامات لاحظ الشاعر تأثر المرأة ونظرة الحنين في عينيها. لتسرد له قصتها. اذ جمعتها علاقة حب بابن عمها انكشف امرها بين الناس. وبما ان العادات والتقاليد لا تسمح بزواج من يعرف انهما يحبان بعضهما. هربت من قريتها الى بغداد. وكانت بين فترة واخرى تستقل القطار ببطء بقرية حبيبها لكنه لا يتوقف فيها. فتستعيد ذكرياتها مع حبيبها. قصة المرأة ولوعتها وشوقها لمحبوبها حركت الشاعر داخل مظفر النواب. لينظم مطلع قصيدته للريل و حمد اثناء الرحلة. ويقول فيها مرينا بكم حمد واحنا بقطار الليل. وسمعنا دك كهوا. وشمينا ريحة هيل. يا ريت صيح بقهر. صيحة عشق يا ريل. هودر هواهم ولك. حدر السنابل قطا. ولم يكملها مباشرة بل بعد مرور عامين لتكتمل قصيدة رفيقة سفر النواب بعد عامين من رحلته معها. ومن ابياتها ايضا يا ريل طلعو دغش والعشق جذابي دك بي كل العمر ما يطفى الطابي نتوالف ويا الدرب وترابك ترابي. وهودر هواهم ولك. حدر السنابل قضى. كلمات طرب بها العراقيون. القصيدة الرائعة للنواب تهافت عليها المطربون والفنانون العراقيون لتصبح احدى اشهر اغنيات التراث العراقي. ولتضاف الى تاريخ العراق الموسيقي الاصيل. اذ غناها كثيرون من عمالقة الطرب العراقي. امثال سعد جابر وسعد الحلي. وكريم منصور واخرين. في جلسة عراقية متكاملة. ايضا ابدع في غناء هذه القصيدة المطرب العراقي الملقب بصوت الارض ياس خظر.
عمار عصام
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط