خصائص الانتفاضة الحالية للشعب الايراني

محمد حسين المياحي

أهم رسالة بعثت بها الانتفاضة الشعبية الايرانية التي إندلعت على أثر مقتل الشابة مهسا أميني على يد مايسمى بدوريات الارشاد، الى القادة والمسٶولين في النظام الايراني وفي مقدمتهم خامنئي، إن الشعب يرفض هذا النظام ويرفض تشريعاته ويعمل کل مابوسعه من أجل إسقاطه، وإنه مصمم على تنفيذ ماقد صمم عليه ولن يتخلى عن ذلك.
الانتفاضة الحالية تميزت عن إنتفاضة 15 نوفمبر2019، إنها تمددت الى مساحة جغرافية أکبر بحيث غطت معظم المحافظات وتستمر الانتفاضة الحالية لأکثر من 4 أسابيع في حين إن إنتفاضة 2019، إنتهت في غضون 3 الى 4 أيام، لکن الميزة الاهم في الانتفاضة الحالية إنها حددت هدفها الاهم بإسقاط النظام في حين إن الانتفاضة الاخرى لم تحدد هدفا سياسيا محددا وواضحا لها.
القوات الامنية التي کانت تندفع بکل قسوة ووحشية من دون أي تردد في قمع إنتفاضة 2019، لکنها إضافة الى إنها کانت مترددة بل وحتى إنها قد لاذت بالفرار أمام سخط وغضب الشعب الايراني في إنتفاضته الحالية، وهو ماقد أکد بأن الانتفاضة الحالية قد حطمت جدار الخوف والرهبة الذي بناه النظام على مر ال43 عاما الماضية وقد ترجمت الانتفاضة الحالية وبصورة عملية ذلك على أرض الواقع.
الهوة التي کانت موجودة أساسا بين النظام وبين الشعب قبل الانتفاضة الحالية فإنها قد توسعت أکثر الان والاهم من ذلك إنها لم تعد قابلة للردم أو التقليص بل على العکس من ذلك تماما، ولذلك فإن کل مايفعله ويقوم به النظام عبثا ومن دون طائل من أجل إتخاذ الاجراءات والاحتياطات التي تحافظ عليه وتضمن بقائه.
الملاحظة الاهم والاکثر لفتا للأنظار هي إن الانتفاضة الحالية ذات صبغة سياسية جلية وإن الترکيز على شعار”الموت للديکتاتور” والمقصود به خامنئي قد تم ترديده في سائر أرجاء إيران، هو بحد ذاته شهادة إثبات عملية بهذا الصدد، وإن هذا هو ماقد أصاب النظام بحالة من الهستيريا والجنون وجعله يتهم البلدان الخارجية بالتدخل وحتى الاستعداد من أجل القيام بحملة عسکرية لتوجيه ضربة عسکرية لدول مجاورة کما کان الحال مع التوتر الذي ساد مع الاقليم الکردي العراقي.
العالم وهو يرى ويسمع مايجري في إيران منذ إندلاع الانتفاضة التي بدأت بسبب مقتل أميني ثم تطورت لتتخذ بعدا ومسارا أکبر وتصبح قضية التغيير في إيران هي الهدف الاساسي لها، مطالب بأن يتخذ موقفا أکثر حزما مع النظام الايراني وهو يرى جرائمه وإنتهاکاته الفظيعة التي يرتکبها من أجل إخماد الانتفاضة، خصوصا وإن التغيير إضافة الى إنه يفيد الشعب الايراني وينهي محنته فإنه مفيد أيضا للعالم لأنه يحسم أمر واحدة من أکثر البٶر التي تثير الفوضى والمشاکل والازمات لبلدان المنطقة والعالم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here