ملا غني والسوداني

عبد الجليل الزبيدي

° في منتصف القرن الثامن عشر شهدت ولاية الموصل سلسلة من الحروب العرقية والدينية بحكم تنوعها المتعدد الاعراق والاديان .
فكان الكل يقاتل الكل ، المسيحي يهاجم قرى الايزديين . الاكراد يهاجمون العرب والشبك ضد الايزديين وبالعكس ..
الصراعات بلغت حدا فقد فيه الوالي العثماني زمام الحكم وفر الى الاستانة مستنجدا .
السلطان العثماني قرر ارسال مستشاره وواعظه الديني الملا غني على راس قوة عسكرية لانهاء الصراعات في ولاية الموصل .
لما وصل الملا غني الى مشارف الموصل بعث بزمرة من عناصره لتقصي الاوضاع في المدينة .
ساعات وعاد فريق التقصي ليخبر الملا بان الاوضاع على خير وانهم شاهدوا المسيحي يجالس المسلم والكردي يصافح العربي ووو..
فقال الملا : هذا فأل حسن دعونا نعود الى الاستانة ولاداعي لدخول المدينة .
المتصارعون تبين انهم يعلمون جيدا بحركة ومسير الملا ،فمثلما علموا بقدومه فاوقفوا المعارك ، ايضا علمود بعوده فاستانفوا القتال مرة اخرى .
الملا وصله خبر الاقتتال مرة اخرى وقرر العودة الى الموصل التي دخلها متفاجئا حيث كانت الامور على مايرام .
صاحبنا مبعوث الاستانة اقام احتفالا ووليمه كبيرة دعا اليها علية الاقوام من كافة القوميات حيث كانوا متحابين وودودين .
وما ان غادر الملا مرة اخرى اطمان على استتباب الامن ، حتى استأنف الموصليون قتالهم .
هنا ، قرر الملا العودة لحسم الوضع وبدا على الفور تحقيقاته لمعرفة حقيقة هذا اللغز في التقاتل الذي تحول الى لعبة دموية ساخرة .
لم يصل الملا الى نتيجة واصابه الصداع من مشاكل العراقيين ،فطلب من عناصره اعتقال خمسة اشخاص من كل فئة دينية وعرقية وقرر اعدامهم في ساحة السرج خانه الشهيرة .
الاعدام على الطريقة السلطانية العثمانية البشعة وهي اسلوب الشنق بحبل من الحرير يلف على عنق الضحية ويشد من الخلف .
الملا تولى مهمة التنفيذ بنفسه وحينما يقف خلف الضحية وقبل ان يشد الحبل ليزهق روحه ،يهمس باءذنه قائلا :
اعلم انك برئ يا اخي ولكن في قتلك صلاح للامة .

° اما السوداني وبعيد جلسة انتخابه :
ازداد الانقسام بين الاكراد.

الشيعه صاروا ثلاث جبهات .

السنة اشتعلت الصراعات فيما بينهم .

المسيحيون رفعوا من أسعار المشروبات في بارات بلدة عينكاوه.

الايزديون يطالبوه بوزارة .

حروب قبلية غربا وجنوبا .

مسؤولون ابرياء وفاسدون يتزاحمون في المطارات للمغادرة.

سرقات الدولة العميقة صارت تكتب بالتريليونات .

العراق صار البلد الاول في العالم بارتفاع معدلات الانتحار .

جرائم مجتمعية كنا نشاهدها فقط في افلام هيتشوك .

نقيب الاطباء يضرب بالقنادر على كرسيه وعلى يد مساعديه .

شرطة فاسدة تكرم من وزيرها المغادر.

جيش مهمش وعاطل عن العمل ، يكرم من وزيره المغادر

° بالمختصر ، اعتقد ان السوداني ولكي ترضى الاستانه عنه ،يتعين عليه استيراد شاحنه من الحبال وعبر طريق الحرير.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here