«الجفاف» يهدد الأمن الغذائي.. وتوقعات بتراجع في دخل العراقيين

ترجمة: المدى

دعا معهد أوروبي المجتمع الدولي لمساعدة العراق في الحصول على حصصه المائية، في وقت تشير التوقعات الى أن البلاد ستواجه تهديداً لأمنها الغذائي مع استمرار الجفاف.

وذكر تقرير لموقع (ريليف ويب) الإخباري ترجمته (المدى)، أن «المجتمعات الزراعية في العراق شهدت انخفاضاً في محاصيل القمح والخضروات والفاكهة للعام الثاني على التوالي بسبب ظروف الجفاف القاسية».

وتابع التقرير، أن «الأسر في جميع أنحاء البلاد ستكون عرضة بشكل متزايد لتآكل الدخل وتحديات الحصول على الغذاء الكافي».

وأشار، إلى أن «ربع الأسر البالغ عددها (1341) أسرة التي شملها المسح من قبل المجلس النرويجي للاجئين في خمس محافظات هذا العام، سجلت خسائر في محصول القمح بسبب نقص المياه».

وبين التقرير، أن «25% من الأسر الأخرى قالت إنها لم تحقق أرباحا إضافية من محصولها للقمح على مدى عام بأكمله».

وشدد، على أن «مدد الجفاف الطويلة أجبرت ربع الأسر الزراعية بالاعتماد على المساعدات الغذائية وسط قلة المحصول».

ويقول جيمس مون مدير المجلس النرويجي للاجئين في العراق، إن «البلاد تشهد استمرار الضرر الناجم عن أزمة المناخ والمياه في العراق».

وأضاف مون، ان «الناس يلاحظون أن أراضيهم الخصبة ومحاصيلهم تتلاشى عاماً بعد آخر، حتى أصبحت الأراضي تتعرض إلى الجفاف بسرعة كبيرة».

وأكد التقرير، أن «أزمة المناخ وشح المياه تؤديان إلى كارثة للمناطق التي اعتمدت منذ فترة طويلة على الزراعة كمصدر رئيس للدخل وسبل العيش».

ويجد، أن «استمرار ظروف الجفاف الحالية وأثرها السلبي على المحاصيل الزراعية، سوف يدفع الكثير من سكان المجتمعات الزراعية في العراق إلى ترك أراضيهم باتجاه المدن بحثاً عن مصادر بديلة للدخل».

ولفت التقرير، إلى أن «المجلس النرويجي وثق للسنة الثانية على التوالي تأثير أزمة المياه والمناخ في العراق على المزارعين».

وأفاد، بأن «واحدة من كل ثلاث أسر اضطرت إلى تقليص مساحاتها المزروعة بسبب الجفاف، وهذا أدى إلى خسائر كبيرة في المحاصيل وتراجع مستوى الدخل».

وأورد التقرير، أن «أربع أسر من عشرة حصدت كميات أقل من القمح والشعير والفواكه والخضراوات مقارنة بالعام الماضي».

وشدّد، على أن «أزمة الجفاف في العراق تفاقمت خلال السنوات الأخيرة بسبب الانخفاض القياسي في هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة نتيجة التغيّرات المناخية».

وتابع التقرير، أن «هذه الظروف جاءت بالتزامن مع انخفاض تدفق الأنهار من البلدان المجاورة للعراق، فضلاً عن الافتقار إلى الاستثمار وإدارة المياه على المستوى الوطني، ما أدى إلى تدهور نوعية المياه وكميتها».

ونوه، إلى أن «المجلس النرويجي للاجئين أجرى مقابلات مع أشخاص قالوا إنهم أو أقاربهم اضطروا لمغادرة أراضيهم نتيجة لهذا الوضع».

ولفت التقرير، إلى أن «ثلث الذين شملهم الاستطلاع تحدثوا عن توترات اجتماعية بسبب التنافس على الموارد المائية».

يعود جيمس مون ليطالب بـ «إدراك أن الحياة وسبل العيش تتضرر كل يوم؛ بسبب أزمة المناخ والمياه، وهذا يتطلب تكثيف الجهود الوطنية والدولية».

وتابع التقرير، أن «4% من الذين شملهم الاستطلاع أجبروا على الانتقال إلى أماكن أخرى مع تفاقم ظروف الجفاف».

ويقول المزارع تيسير، «أفكر في مغادرة ارضي التي تقع في قضاء الحويجة التابع لمحافظة كركوك مع زيادة التوقعات بخسائر كبيرة ستلحق بدخلي».

وأضاف تيسير، أن «دخلي الموسمي كان 10 ملايين دينار، لكني تحصلت العام الحالي على مليوني دينار فقط؛ لأنني لم أتمكن من زراعة سوى نصف أرضي؛ لذا لم أحصل إلا على نصف الإنتاج التي كنت أحصل عليه».

وأشار تيسير، إلى أن «استمرار الجفاف سوف يدفعني للبحث عن وظيفة أخرى، حيث لن أتمكن من زراعة أرضي».

ولفت تيسير، إلى «مغادرة 10 عائلات في المنطقة ذاتها أراضيها، فهم لم يتمكنوا من حفر آبار لسقاية المزروعات».

وأكد التقرير، أن «المجلس النرويجي للاجئين يحث المجتمع الدولي على مساعدة العراق في التكيف مع المتغيرات المناخية، وتكثيف الجهود الدبلوماسية لضمان تدفق المياه الإقليمية العابرة للحدود إلى نهري دجلة والفرات».

ومضى التقرير، إلى أن «الحكومة العراقية عليها زيادة الاستثمار في إدارة المياه وتطوير البنية التحتية لتحسين كمية ونوعية المياه للمجتمعات الزراعية وتحسين سبل عيشهم في المستقبل».

عن: موقع (ريليف ويب) الإخباري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here