عودة حماس

عودة حماس، نعيم الهاشمي الخفاجي

عودة حماس إلى إعادة العلاقات مع سوريا شيء طبيعي بعد ان تكشفت حقيقة كذب ثورات الربيع العربي والتي وجهت إلى استهداف دول ترفض التطبيع والتوقف عن دعم الشعب الفلسطيني، دول الخليج دعمتهم دول الاستعمار لتثبيتهم حكام على دول الخليج مقابل تسليم الثروات والتوقيع على إعطاء فلسطين لليهود، وثائق الخارجية البريطانية تؤكد ذلك وتم نشر تلك الوثائق مابين عبدالعزيز سعود وبريطانيا ومابين شريف مكة حسين مفتي العالم العربي السني مع الحاكم البريطاني إلى مصر، قادة الشعب الفلسطيني من خلال عرفات وقعوا على اتفاق سلام وسمحت لهم بالعودة للضفة والقطاع والنتيجة لم يعطوهم دولتهم وفق قرار التقسيم.

عودة حماس إلى إعادة العلاقات مع سوريا وإيران شيء طبيعي لأن كلتا الدولتين تدعمان المنظمات الفلسطينية المقاومة ومنهم حماس والجهاد..الخ شيء طبيعي يحضر قادة حماس لزيارة لبنان وسوريا واخرهم خليل الحية الذي زار دمشق، شعر قادة حماس بكذب مشاريع التسوية وحل الدولتين، لذلك الهدف من عودة حماس إلى المحور السوري هو إعادة ترتيب أوراق التحالفات على ضوء المستجدات الدولية ورفض مشروع الانبطاح، العلاقات السورية الفلسطينية لم تنقطع فبقيت حركة الجهاد على تواصل وثيق مع الحكومة السورية والقوى المقاومة بالمنطقة، بل حتى قبل أيام استقبل الرئيس السوري بشار الأسد، ضمن وفد فلسطيني «مقاوم» ضمّ رئيس حركة الجهاد زياد نخّالة بمعية خليل الحيّة، عضو المكتب السياسي لحركة حماس.

وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا ذكرت أن الأسد قال، سوريا التي يعرفها الجميع قبل الحرب وبعدها لن تتغير، وستبقى داعماً للمقاومة.

شيء طبيعي القوى الفلسطينية تعتبر دمشق هي العمق الإستراتيجي للقوى الفلسطينية المقاومة،

في مؤتمر صحافي للفصائل في دمشق، قال القيادي بحركة حماس خليل الحية، نستأنف حضورنا في سوريا والعمل معها دعماً لشعبنا ولاستقرار سوريا.

بضغط من مرسي عندما وصل الإخوان للسلطة في مصر وبضغط من أردوغان ومن الغنوشي خرجت من التحالف مع دمشق وانزلقت في دعم المجاميع المسلحة القاعدية بدمشق في عام 2012 تحت عنوان فضفاض التضامن مع كذبة أحداث الربيع وثورة الشعب السوري، حتى بتلك الحقبة حماس لم تصدر بيان واضح ورسمي في الوقوف مع المجاميع المسلحة الإرهابية في سوريا بل كانت قرارات فردية لبعض قادة حماس في المخيمات الفلسطينية في دمشق وحلب ……الخ لكن هناك جزء فلسطيني كبير وقف مع الحكومة السورية مثل الحركة الشعبية والجهاد و…الخ من الفصائل الفلسطينية الثورية، زيارة الحية لدمشق سبقتها تصريحات للرئيس التركي أردوغان أعرب عن استعداده للاجتماع مع الرئيس الأسد، أيضا هناك اتصالات قطرية سورية بل نفسه خليل الحية في مؤتمره الصحفي الذي عقده بدمشق أشار بالقول، نحن أعلمنا قطر وتركيا بخطوتنا.

سوريا تتبنى القومية العربية ودعم الشعب الفلسطيني يلتقون ضمن مشروع واحد هو رفض التطبيع، فقد ذكر عبدالحليم خدام ان الرئيس حافظ الأسد طلب منه المجيء للمطار في تاريخ 17 نوفمبر (تشرين الثاني) 1977 لأن أنور السادات سيصل لمشاورات مهمة، وصل السادات وحسب قول خدام كان السادات مضطرباً بعكس الأسد الذي بدا هادئاً ومستمعاً معظم الوقت، وحسب قول خدام أن السادات قال، إن ما حققه الجيشان المصري والسوري في أكتوبر (تشرين الأول) 1973 لا يمكن إنجاز أكثر منه لأن المواجهة ستكون مع الولايات المتحدة، وتكلم عن ضخامة الجسر الجوي الذي أمر به الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون وأقيم في مدة خمسة أيام، كلام السادات لتخويف حافظ الأسد ومقدمة لما جاء به حيث قال السادات، إنه لديه مبادرة ينهي الصراع ويحرج إسرائيل وسوف بسترد سيناء واذا شارك الأسد بالمبادرة يحرج الاسراىيليين ويعيد الجولان، وحسب قول خدام، أن الأسد حدّق طويلاً في عيني السادات وبعد دقائق عدة من الصمت الرهيب انتظر فيها الجميع الرد، وقف الرئيس السوري وقال للسادات بازدراء اذهب وحدك إلى القدس، أنا سأخوض معركة الصمود والتصدي التي وحدها تعيد حقوق الفلسطينيين والعرب.

وغادر مكان الاجتماع من دون مصافحة الرئيس المصري الذي توجّه إلى الطائرة بلا مرافقة وأدنى المراسم البروتوكولية.

بقيت الجولان السورية محتلة وترامب وهب الهضبة إلى إسرائيل في مارس (آذار) 2019، وقال دونالد ترمب الرئيس الأميركي السابق، إن الجولان جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل، لكن الحكومة السورية قالت تبقى الجولان سورية، لذلك الصراع يبقى مستمر ولا يمكن التوصل إلى سلام حقيقي بدون الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية والانسحاب من الجولان، جربت قيادة منظمة التحرير بزعامة الرئيس ياسر عرفات وعاد إلى رام الله وبلدوزرات شارون حاصرت عرفات في مكتبه وتم تهديم بناية الرئاسة فوق رأس السيد الرئيس ياسر عرفات، بل قنصوا مدير حمايته كان جالس بجانب عرفات قنصه القناص من داخل شباك الغرفة المهدمة، وبعدها تم تصفية عرفات، لو كانت الحلول مطبقة لما بقيت الصراعات رغم مرور مايقارب ثلاثين عام على عودة القيادة الفلسطينية إلى الضفة الغربية وغزة.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

24/10/2022

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here