نحنُ الآن بأمس الحاجة إلى توحيد الصفوف للتصدي إلى مؤامرة كبيرة تستهدف تاريخ ووحدة ومصير وحضارة العراق والعراقيين ؟

نحنُ الآن بأمس الحاجة إلى توحيد الصفوف للتصدي إلى مؤامرة كبيرة تستهدف تاريخ ووحدة ومصير وحضارة العراق والعراقيين ؟
كتب : د . خالد القره غولي ..
منذُ تنصيب فيصل الأول ملكاً على العراق وهو لم يكن عراقياً أصلاً بل من السلالة الهاشمية في عام 1921 وتشكيل أول حكومة عراقية وحتى يومنا هذا يُذكر ويُستعرض تاريخ بعض الشخصيات السياسية بدون حياد وعلى وفق مزاج وأنائية المؤرخ أو الكاتب .. فنوري السعيد القره غولي تبين أنه لم يكن مجرد عميلٍ للقوات البريطانية نفذَ لها مخططاتها بدون وجع رأس ! وأصبح مناضلاً وشخصيةً تاريخيةً لايمكن المساس بها لأنه كان يرتاد مقهى الشابندر !! عبد الكريم قاسم والعودة إلى إعتباره الزعيم الأوحد وتأليف معاجم وقواميس عن إنجازاته البطولية للمدة التي تولى فيها الحكم ( 1958 – 1963) عبد السلام محمد عارف ( 1963 – 1966 ) وإعادة الحياة للسياسة العراقية وهيكلة الجيش العراقي والإنجازات التي لاتعد ولاتحصى ! عبد الرحمن محمد عارف
( 1966- 1968) والحقبة العارفية المباركة بنظر البعض والرجعية بنظر البعض الآخر .. كثيرٌ من الباحثين والمؤرخين يُذعن لمزاجه ومصالحه أكثر من بحثه عن الحقيقة ونقلها بصدق .. في فترة حكم الزعيم إشتعل العراق من شماله إلى جنوبه بسبب سوء التخطيط حتى تتوج هذا الضعف السياسي بثورة الشواف في الموصل ( 1959 ) وهي حربٌ أهلية مصغرة بين طائفتين تغطت إحداهما بالقومية والأخرى بالشيوعية .. وآلاف الضحايا بدون وجه حق وهيمنة وسيطرة تامة من عسكريين لايفقهون بالسياسة إلا تنفيذ الأوامر على كل مفاصل الحكم وشخصية كاريزمية عجيبة تستبدل إتجاهها العقائدي في كل يوم .. وحين يستبسل أحد ويبدأ بالدفاع عن الزعيم فسيذكر جملة من الأمور العجيبة أولها أنه عاش ومات عازباً ! والأمر المضحك الآخر أن العراقيين في إختلاف لحد الآن هل كان الزعيم شيعياً أم سنياً ؟ فبيت أخيه حامد في الأعظمية ( آنذاك) وهي منطقة غالبيتها من السنة وهو عاش في الصويرة ( غالبيتها شيعية) قبل توليه الحكم .. وكان المرحوم يرتدي الزي العسكري دائماً وغيرها من الأمور التي مازالت لحد الآن تُثير إختلاف العراقيين وتزيد مشاكلهم عمقاً .. أما الحكم العارفي للأخوين فلم يذكر أحد فيه أن أحد أسباب هزيمة حزيران التي سقطت القدس فيها بيد الصهاينة كانت في أثناء هذا الحكم الوطني ! ( نكسة حزيران 1967) .. وسنبقى مختلفين عن ساسة وقياديين وشخصيات رحمهم الله جميعاً .. نحنُ الآن بأمس الحاجة إلى توحيد الصفوف للتصدي إلى مؤامرة كبيرة تستهدف تاريخ ووحدة ومصير وحضارة العراق والعراقيين .. سيمرُّ الماء من تحتنا .. ومازلنا في هذا الصراع المضحك .. شيعي أم سني .. كيف تتوضأ وكيف تلبس وكيف تأكل وكيف تنام ؟! الا يكفي الناس هذه البطولات الفارغة والعراق ينزف من أبنائه المئات بلا ذنب ؟ فلنطوي بطولات الملوك والزعماء الميتين ولننتبه إلى بطولات الرؤساء والوزراء والنواب والمحافظين ( الحاليين ) ونضعها على ميزان حكم الشعب .. فالشعب يبقى هو الحُكم والحاكم ..
ولله – الآمر

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here