لا يا محافظ الأنبار.. إحفظوا لأهلها الأقدار!!

حامد شهاب

منذ أن غادرت الأنبار الى بغداد منتصف السبعينات ، كان هدفي إعلاء شأن تلك المحافظة العزيزة على قلوب كل أهل العراق ، كونها المعروفة لكل مدن الدنيا ، بأنها أهل للمضايف وللكرم اليعربي ، وكل فضائل الخير التي ينهل من فيضها مايرفع المقام ويعلي شأن المشايخ والدلال ، وما يرفع من شأن الأقدار!!

ومن حسن حظ الأنبار ، وما أتشرف به، أن أكون من بين تلك النخب المضيئة والثايات التي حفظت لأهل الانبار مكانات العلا ، ورفعة الديار!!

أكملت المرحلة الجامعية نهاية السبعينات ، وكان أول بشر من منطقتي من إحدى قرى الأنبار من البوذياب، من تختاره الأقدار أن يكون من بين أحد مقامات صاحبة الجلالة وسلطتها الرابعة ، في العاصمة بغداد ، ويرفع شأنها ومقامها بشهادة كل الأخيار!!

كتبت عن الأنبار ، مثلما نذرت نفسي لكل العراق، وللعروبة وقيمها، بما يعز من رفعة مقامها ، ويشيد بثنايا عاداتها وتقاليدها ، التي هي محل ثناء وتقدير كل من عرف مكارم أهلها ، ومن أشادوا صروح كرمها المضيئة بين الأقمار!!

وأشرت على الدوام، الى أن تلك المحافظة ، أي الأنبار، كان يفترض أن تكون أجمل من دبي ، وأرفع مقاما من كل إمارات الخليج ، يوم حباها الله بثروات وإمكانات ، ووهب لها من العلم والعلماء ، وما إكتنز في رؤوس من رفعوا إسمها وقيمها من أسرار!!

أشرت أكثر من مرة ، وعبر بحوث معمقة، نشرت عربيا، الى أن بإمكان الانبار أن تكون سلة غذاء العالم ، وهي التي إمتلكت من معالم الثروات النفيسة والامكانات الطبيعية والبشرية ، ومن مواقع التاريخ والجغرافية لتكون قلعة للمجد وواحة خضراء ، يتفاخر بها أهلها وكل الثوار الأحرار!!

وأحمد الله أني أنجزت لها ولكل العراق، كتبا ومؤلفات وعشرات الالاف من المقالات، مايرفع رأس كل نخب العراق الى السماء، ويعرفني القاصي والداني من نخب العراق وكبار مثقفيه ، ممن إعتلوا المعالي ورفعوا رؤوس أهل الانبار!!

قبل أيام، أردت أن أختبر القائمين على شؤونها في مبادرة إنسانية ، وتوجهت بمناشدة مستعجلة الى محافظها الأستاذ علي فرحان الدليمي ، نشرت في كثير من المواقع والوكالات ، وظننت أن الرجل لن يخيب ظني، في أن ينقذ مريضا من أهله، ساءت به الأقدار!!

وقبلها توجهت بالنداء ، من خلال نقيب صحفيي الأنبار ، الدكتور أحمد الراشد، الذي تولى مهمة إبلاغ السيد المحافظ، كونه الأقرب اليه ، وهو من إحدى العلامات المضيئة هو الآخر من بين تلك الديار ، لكن مكتب السيد المحافظ ، كما يبدو ، حفظ تلك المناشدة بين ملفات الإهمال، ولم يتم إتخاذ بشأنها أي قرار !!

لا يامحاظ الانبار، لم نطلب منك شأنا شخصيا ، سوى أننا توسمنا فيكم فضائل الخير لكي تنتصروا لمن ينبغي أن تنصف أحواله من بلوى الزمان وما نزلت به الأقدار!!

لم نشأ أن نقول بما لايمكن أن نكتب عنكم من أنكم ربما مما يقترب منكم قول الشاعر : لقد أسمعت لو ناديت حيا .. لأني أعرف أن لديكم ضميرا حيا ، وان إستتر الضمير ، أحيانا لدى كثيرين بسبب ما نسمعه عن معارك أهل الأنبار ، وعما يقع هنا أو هناك من نزاعات، بدت وكأنها هي الطاغية ، وهي من قللت من شأن ومقام محافظة الأنبار!!

لا يا محافظ الأنبار..لاتلهيكم العزائم ولا الولائم، ولا مغانم الدنيا ، ولا ترهات الكراسي ، ولا الغوص في مشاكل من إرتضوا ان لايرفعوا مقامات الأخيار..!!

يا محافظ الأنبار.. إهتموا بشؤون أهلكم وناسكم وإهاتهم ومظالمهم ، فهي أكبر عند الله ممن أنت أو غيرك تعدهم من الكبار!!

لا يامحافظ الأنبار..لانريد منكم سوى أن تبقى رؤوس أهلكم مرفوعة ، ومضايفكم عامرة بالدلال ، وإهتموا بمن ضاقت به الدنيا من ربعكم ، عندما يتوجه اليكم أحد بالسؤال ، أو عندما تضيق بالبعض من المرضى الأحوال ..!!

كنا نأمل منكم يامحافظ الأنبار أن تردوا لمكانتي الدين والإعتبار..ولكن هناك غصة غائرة في القلب ، مما لم يجد لطلبي البسيط عن مواطن أنباري عاني من مرار!!

لقد وهبكم الله المعالي والمقامات العلا.. فإحفظوا قدر أهل الانبار..وأنتم ، قد إختارتكم الأقدار لتكونوا ولاة الديار..!!

أحفظوا شأن محافظتكم ، فهي من تعلق عليها الآمال ، بأن تبقى آخر الواحات التي لاتنطفيء جذوة شعلتها ، بعون الله ، وهي تبقى مرفوعة الرأس برغم أنف الزمان ، وما يخطط لها من مؤامرات وفتن ، من بعض من حسبوا على الأشرار!!

أتمنى من كل قلبي الخير والرفعة لأهلي وربعي ودياري في الأنبار.. ولن أتخلى عن رفعة رأسها بين مدن الدنيا..وأنا الذي نذرت نفسي لأن أكون من المدافعين عن إرثها وقيمها سجلها الحافل بالبطولات والأمجاد وتاريخ طويل من الإيثار!!

إكتبوا إسمي في محرك البحث (الغوغل )، يامحافظ الانبار.. وستجدوا عشرات الآلاف ممن يرفع مقامكم في المواقع ومراكز البحوث ، وما قدمته من منجزات ..وما حفلت به ذاكرتي من آثار!!

وكيف لا وأنا إبن الأنبار.. وإبن صاحبة الجلالة وسلطتها الرابعة ، التي حفرت في ذاكرتها عبر أكثر من 45 عاما من العطاء، ما يعلي الرؤوس ويرفع المقامات ، وأنا أتشرف وهاماتي ترتفع الى علياء السماء ، حين يقلدني كبار نخبها المنازل الرفيعة وعلامات الفخار..إنها من عطايا تلك البقعة التي ترعرت فيها لسنوات بين ثنايا أهلها ، في الخمسينات والستينات ، وحفظت لها العهد والود.. ورفعت رأسها بين كل الديار!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here