هل يُصلِح الرئيس ما أفسدهُ الرئيس؟

الكاتب/سمير داود حنوش

ربما تكون من أهم القرارات التي تُلزم رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني بإتخاذها مع سَبق الإصرار هو رفع الظلم والحَيف عن شريحة الفقراء والمُعدمين التي سحقتهم سياسات الحكومة السابقة من خلال رفع سعر الدولار مقابل الدينار والنظر إلى الوضع المعاشي الذي يعيشه المواطن العراقي خصوصاً بعد البحبوحة التي هَبطتْ على العراقيين من جراء إرتفاع أسعار النفط دون أن يُشعِرهم ذلك بأي تغيير في حياتهم، بل زادتها الحكومة السابقة بقرارات مُجحِفة بدأها الراقص مع الثعابين بتأخير مواعيد إستلام الموظفين لِرواتبهم الشهرية.

وهنا لابُد من الإعتراف أنَّ مُهمة السوداني ستكون صعبة ولكن ليست مُستحيلة فيما إذا كان الرجل يحمل من الوطنية والإخلاص والإصرار لإنقاذ شعبه من بَراثن أخطاء السياسات السابقة.

سنتان أو أكثر كانت كافية لِتجويع العراقيين عندما حملتْ أيامهم لحظات عِجاف مُشابهة لما كان يحدث أيام الحصار الجائر من إرتفاع في أسعار المواد الغذائية والزيوت والطحين، ومن المؤكد أن الشعب ينتظر من رئيس الوزراء الجديد أن يَزف له بُشرى قرارات تُنهي أزماته التي طالتْ وإستحكمتْ في إرتباطها جميعاً بحياة المواطن والإلتفات إلى شريحة المتقاعدين وذوي الدخل المحدود والمشمولين برواتب الرعاية الاجتماعية وإيجاد فُرص عمل للعاطلين، فالسوداني يعلم قبل غيره حجم الأضرار التي سببتها الحكومة السابقة بالتغاضي أو حتى الإتفاق مع شركات الهاتف النقّال لِرفع أسعار كارتات الإتصال على المواطن وإستنزاف قوته في بلد يُعتبر من أغلى البلدان في أسعار الإتصالات والإنترنت ووجوب تخفيض هذه الأسعار للتخفيف عن كاهل الشعب.

وفي سابقة لم تعهدها أي سُلطة سوى من حَكَم العراق أن تقوم بتوزيع خيرات الشعب إلى الخارج تحت مُسمّيات شتّى، بينما يرزح المواطن في قعور الفقر والحاجة.

وفيما تجتاح العالم أزمة طاقة خانقة تضعه على أعتاب حرب عالمية ثالثة كانت السُلطة حينها تتبرع بثروات الشعب إلى كل من يُجالسها بقصد الحصول على ولاية ثانية.

تِكرار أخطاء السابقين ربما لن تكون الفرصة الأخيرة، بل نهاية النظام السياسي الذي تأسس بعد عام ٢٠٠٣ والعودة إلى المربع الأول في الفوضى والإنفلات، خصوصاً أنَّ مُهمة السوداني ستكون بِعنوان التحضير لإجراء إنتخابات مُبكرة يُفترض أنها سترفع من نِسب المُشاركة فيها قياساً إلى السنوات السابقة بعد توفير كل الخدمات والإستقرار المعاشي والمستلزمات التي تُطمئن المواطن للذهاب إلى صناديق الاقتراع وبِعكسه لن ينفع نَدمكم أيُها الإطاريون ولات ساعة مندم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here