قالت الولايات المتحدة إن مطالبة موسكو كييف بعدم استخدام ممر تصدير الحبوب لأغراض عسكرية “ابتزاز جماعي”، وذلك بعد هجوم بمسيّرات استهدف الأسطول الروسي في شبه جزيرة القرم؛ وعلّقت إثر ذلك موسكو اتفاق تصدير الحبوب.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس اليوم الاثنين إن وقف روسيا مشاركتها في مبادرة تصدير الحبوب عبر البحر الأسود -التي توسطت فيها الأمم المتحدة- له “آثار ضارة فورية” على الأمن الغذائي العالمي.
وأضاف برايس أن الأمر ليس مسألة بين أي دولتين؛ “إنه ضرورة ملحة” للدول النامية، مشيرا إلى أن أسعار المواد الغذائية ارتفعت بسبب حالة عدم اليقين المتعلقة بالاتفاق.
وأوضح أن تعليق موسكو المبادرة سيكون بمثابة عقاب جماعي لبقية دول العالم، لا سيما البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط التي تحتاج بشدّة إلى هذه الحبوب.
وشددت الخارجية الأميركية على أنه ليس هناك بديل آخر عن تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قالت إنه “لا يمكن ضمان (سلامة) أي سفينة في الممر الإنساني، قبل تقديم كييف ضمانات بعدم استخدامه لأغراض عسكرية”.
ممر بري
وكانت فرنسا قالت إنها تسعى إلى إتاحة طرق برية عبر بولندا أو رومانيا لمرور الصادرات الغذائية من أوكرانيا كبديل لطريق البحر الأسود وذلك بعد انسحاب روسيا من اتفاق نقل الحبوب، بينما حذر الكرملين من أن استمرار نقل الحبوب من أوكرانيا عبر البحر الأسود من دون مشاركة روسيا سوف يكون أمرا خطيرا.
وقال وزير الزراعة الفرنسي مارك فيسنو في تصريحات اليوم الاثنين “نتطلع إلى معرفة ما إذا كان بالإمكان، في حالة عدم التمكن من المرور عبر البحر الأسود، المرور بدلا من ذلك من طرق برية، خاصة من خلال دراسة الطرق البرية عبر رومانيا وبولندا”.
وأضاف أنهم سيواصلون العمل من أجل نظام “لا يضعنا رهن رغبة وحسن نية، أو في هذه الحالة سوء نية؛ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”.
في غضون ذلك، قالت الرئاسة الروسية إن استمرار نقل الحبوب من أوكرانيا عبر البحر الأسود من دون مشاركة روسيا سوف يكون أمرا خطيرا.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف -اليوم الاثنين- إن روسيا لا تستطيع ضمان ملاحة آمنة في المنطقة، ولذا “سوف يكون من الصعب تنفيذ” الاتفاق الدولي بشأن صادرات الحبوب.
وأضاف بيسكوف أن مبادرة الحبوب التي تهدف لضمان استمرار تصدير الحبوب من أوكرانيا خلال الحرب “سوف تأخذ فصلا مختلفا، أكثر خطورة وبلا ضمانات” من دون مشاركة روسيا.
إعادة تقييم
وفي تطور لاحق، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن على موسكو إعادة تقييم تعليق مشاركتها في اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة لاستئناف صادرات الحبوب من أوكرانيا.
وأكد أكار لنظيره الروسي سيرغي شويغو -خلال مكالمة هاتفية اليوم الاثنين- أنه من المهم للغاية أن يستمر اتفاق الحبوب، وأن يستمر تطبيقه على نحو منفصل عن الصراع في أوكرانيا.
في غضون ذلك، قال منسق الأمم المتحدة للإغاثة مارتن غريفيث إنه لم تكن هناك سفن تبحر في ممر الحبوب في البحر الأسود ليلة 29 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وهو اليوم الذي قالت روسيا إن سفنها تعرضت فيه لهجوم في خليج سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم.
16 سفينة
وعلقت روسيا يوم السبت مشاركتها في اتفاق الحبوب الذي عقد بوساطة الأمم المتحدة “لأجل غير مسمى”، بعدما قالت إن هجوما كبيرا بطائرات مسيّرة أوكرانية نُفّذ على أسطولها في البحر الأسود في منطقة القرم.
لكن الأمم المتحدة وتركيا وأوكرانيا مضت قدما في تنفيذ اتفاق نقل الحبوب عبر البحر الأسود، إذ تم الاتفاق على خطة حركة تنطلق بموجبها 16 سفينة، على الرغم من انسحاب روسيا من الاتفاق الذي سمح بتصدير المنتجات الزراعية الأوكرانية إلى الأسواق العالمية.
وقال أوليكسندر كوبراكوف وزير البنية التحتية الأوكراني إن 12 سفينة تحركت من موانئ أوكرانية اليوم بموجب مبادرة الحبوب من البحر الأسود، بعد أن قال متحدث من الأمم المتحدة باسم المبادرة إن فرقا من تركيا والأمم المتحدة استأنفت تفتيش السفن بموجب الاتفاق.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أكد أن بلاده ستواصل مساعيها الإنسانية بشأن اتفاقية نقل الحبوب، مشيرا إلى أن تركيا نقلت أكثر من 9 ملايين طن من القمح إلى العالم.
ورأى أردوغان أن روسيا تتصرف بتردد في هذا الموضوع، بسبب عدم حصولها على تسهيلات مماثلة لتلك المقدمة للجانب الأوكراني.
ولم تتحرك أي سفن أمس الأحد عبر الممر الإنساني البحري الذي أقيم بموجب اتفاق الحبوب، لكن الأمم المتحدة قالت -في بيان- إنها اتفقت مع أوكرانيا وتركيا على خطة لتحريك 16 سفينة اليوم الاثنين، هي 12 سفينة مغادرة و4 سفن قادمة.