بقلم: عامر ممدوح
كاتب وأكاديمي
بين الإنسان والزمان علاقة وثيقة، فهو ركن أساسي من حياته بعد المكان، وجزء رئيس من أي حدث يعيشه المرء اليوم ويغدو بعد مضيه من مضامين تاريخه الخاص.
ومنذ فجر هذا الكون والعلاقة والأحوال بين الإنسان والزمان تتباين، بين تعايش ايجابي ومثمر، أو سباق محموم، أو صراع ومحاولة كسر الارادات!
على الإنسان دوماً ألا ينسى أن الزمان هو العمر، وهو تاريخه وحاضره ومستقبله، وهو ميدان فعله وفاعليته، فلا يجب أن يزهد به، او يجعله خصماً له، بل ينبغي ان يبقيه سانداً وشاهداً على نجاحه عبر فعله وسلوكه، فلا يدع الزمن ليكون شاهداً عليه ودليلاً على انتهاء صلاحيته وصلاحه!
والزمان هو الوطن، فإعماره واجب، والتخلي عنه مرفوض، وهو بأبنائه يتّقوى، وبدونهم يصاب بالضعف والوهن، ويجد الأغراب فرصتهم ليقتحموا ميادينه ويشوهوا صورته وعنوانه وهويته!
والزمان محطة الأخيار والأشرار على حدٍ سواء، فليكن المرء مع الفريق الأول مهما كانت التحديات، وإياه ان ينظم للزمرة الثانية، فهو طريق الخسران مهما كان لامعاً ومغرياً!
والزمان هو إطار فعل الإنسان ووعاء حركته، فلا يجب ان يمنحه الفرصة ليتجاوزه، فان فاته الميعاد معه كان الإخفاق موقعه، وغدا يتحرك خارج نطاقه وعبثاً يحاول اللحاق!
والزمان لطيف ودود مهما بدا قاسياً، فهو يمنح الفرصة تلو الفرصة ليعود الإنسان مجدداً إلى حضنه لينبض قلبه مجدداً بالحياة، ولكن حذار من التحايل ومحاولة العودة دون استكمال شروط الاستئناف!
فعلى الإنسان أن يجعل الزمان مدرسته، فماضيه الذي ذهب وانتهى بيده مفتاح إصلاحه عبر تحسين حاضره بالاستدراك، ومستقبله الذي لم يقع بعد بإمكانه ان يخط فيه قلمه من أول سطوره، ويكتب عنوانه ومساره من خلال تخطيطه الدقيق والانطلاق.. بعد التوكل على الله.
هذه أحوال الإنسان مع الزمان.. فاختر لنفسك أفضل الأحوال.. والسلام!
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط