اَلسِّبَاقْ {{مَسْرَحِيَّةْ}}

اَلسِّبَاقْ {{مَسْرَحِيَّةْ}}
بقلم أ د / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر وروائي مصري
{{اَلْمَشْهَدُ الْأَوَّلْ}}
{ الْأَوْلاَدُ يَلْعَبُونَ الْكُرَةَ أَمَامَ بُيُوتِهِمْ وَالْآذَانُ يُؤَذِّنُ فَأَسْرَعَتْ مَجْمُوعَةٌ كَبِيرَةٌ لِلصَّلاَةِ وَتَأَخَّرَ شُكْرِي وَأَخَذَ يَلْعَبُ ضَرَبَاتِ الْجَزَاءِ عَلَى حَارِسِ الْمَرْمَى}
نُورْ: اِلْعَبْ يَا شُكْرِي
شُكْرِي: نَعَمْ يَا نُورْ , اَللَّعِبُ لَذِيذْ
نَبِيلْ: كَمْ حُرِمْنَا مِنَ اَللَّعِبِ أَثْنَاءَ الدِّرَاسَةْ
مُصْطَفَى: اِنْسَ الدِّرَاسَةَ وَأَيَّامَهَا
رَاضِي: مَا أَقْسَاهَا مِنْ أَيَّامْ !!!
شَادي: جُولْ جُولْ جُولْ
رَفِيقْ: اللَّهُ عَلَيكَ يَا شَادي
سَمِيرْ: أَصْبَحَتِ الْمُبَارَاةُ مُمْتِعَةْ
تَقِيُّ الدِّينْ: نِدَاءُ اللَّهِ يَا إِخْوَةْ
وَصِيفْ: أَسْرِعُوا لِلصَّلاَةْ
مُصْطَفَى: هَيَّا لِلصَّلاَةْ يَا شُكْرِي
شُكْرِي: اِذْهَبُوا سَأَلْحَقُ بِكُمْ
شُكْرِي: أَيُّهَا الْحَارِسُ ,هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُدَّ تَسْدِيدَاتِي ؟!
اَلْحَارِسْ: أَجَلْ , وَلَكِنِ الصَّلاَةْ
شُكْرِي: اِنْتَظِرْ ,سَنَذْهَبُ مَعاً
اَلْحَارِسْ: لاَ بَأْسْ
شُكْرِي: اَللَّهْ ,هَدَفْ هَدَفْ هَدَفْ
اَلْحَارِسْ: اَلصَّلاَةُ يَا شُكْرِي
شُكْرِي: هَيَّا إِلَى الْمَسْجِدْ
{{اَلْمَشْهَدُ الثاني}}
يَدْخُلُ شُكْرِي الْمَسْجِدَ وَالْإِمَامُ يُسَلِّمُ وَلاَ يَجِدُ شُكْرِي مَنْ يُصَلِّي مَعَهُ جَمَاعَةْ
اَلْإِمَامْ: اَلسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهْ اَلسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهْ
شُكْرِي(فِي نَفْسِهْ): اِنْتَهَتْ صَلاَةُ الْجَمَاعَةْ,وَاأَسَفَاهْ
شُكْرِي(لِأَحَدِ الْمُصَلِّينْ): صَلِّ بِنَا
اَلْمُصَلِّي: لَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ الْجَمَاعَةْ ,عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (صَلاَةُ الْجَمَاعَةِ أَفْضَلُ مِنْ صَلاَةِ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةْ) .صَحِيحِ الْبُخَارِي
شُكْرِي(فِي نَفْسِهْ): أُصَلِّي فِي الْبَيْتِ , سَأُصَلِّي سَبْعاً وَعِشْرِينَ مَرَّةً وَأَتَفَوَّقُ عَلَى كُلِّ هَؤُلاءِ الَّذِينَ سَبَقُونِي لِلْجَمَاعَةِ الْأُولَى
{{اَلْمَشْهَدُ الثالث}}
شُكْرِي فِي بَيْتِهِ يُنَادِي عَلَى أُخْتِهِ تَقْوَى لِتُحْضِرَ لَهُ سِجَّادَةَ الصَّلاَةِ وَ يَنْتَهِي مِنَ الصَّلاَةِ وَيُسَلِّمْ
شُكْرِي: مِنْ فَضْلِكِ يَا تَقْوَى نَاوِلِينِي السِّجَّادَةْ
تَقْوَى: أَمْرُكَ يَا أَخِي
شُكْرِي: اَلسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهْ, اَلسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهْ
تَقْوَى: حَرَماً يَا أَخِي
شُكْرِي: جَمَعاً إِنْ شَاءَ اللَّهُ يَا تَقْوَى
تَقْوَى: هَلِ انْتَهَيْتَ مِنَ الصَّلاَةْ؟
شُكْرِي: لاَ لَيْسَ بَعْدْ
تَقْوَى: مَاذَا بَعْدْ ؟!!
شُكْرِي: سَأُصَلِّي سَبْعاً وَعِشْرِينَ مَرَّةً
تَقْوَى: لِمَاذَا ؟!!
شُكْرِي: لِأَسْبِقَهُمْ جَمِيعاً
تَقْوَى: مَنْ هُمْ ؟!!
شُكْرِي: الَّذِينَ سَبَقُونِي إِلَى صَلاَةِ الْجَمَاعَةْ
{{اَلْمَشْهَدُ الرابع}}
يَنَامُ شُكْرِي وَيَتَغَطَّى بِاللِّحَافِ بَعْدَ أَنْ أَدَّى صَلاَةَ الْعِشَاءْ سَبْعاً وَعِشْرِينَ مَرَّةً وَيَرَى فِي مَنَامِهِ سِبَاقاً لِلْفِرْسَانْ
اَلْحَكَمْ : ” أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ “. قَالَ تَعَالَى :بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) سُورَةِ الْمُطَفِّفِينْ – آيَةْ 26.
شُكْرِي: سَأَسْبِقَهُمْ جَمِيعاً
اَلْحَكَمْ : سَنَرَى
شُكْرِي: لَقَدْ سَبَقُونِي جَمِيعاً وَأَعْجَزُ عَنِ اللِّحَاقِ بِهِمْ
اَلْحَكَمْ : مَنْ هُمْ ؟!!
شُكْرِي: اَلَّذِينَ سَبَقُونِي إِلَى صَلاَةِ الْجَمَاعَةِ سَبَقُونِي أَيْضاً فِي رُكُوبِ الْخَيْلْ
اَلْحَكَمْ : تَنَافُسٌ شَريفْ
{{اَلْمَشْهَدُ الخامس}}
يَسْتَيْقِظُ شُكْرِي مِنْ نَوْمِهِ بَاكِياً مُنْتَحِباً فَتَذْهَبُ أُمُّهُ إِلَيْهِ وَيَقُصُّ عَلَيْهَا الرُّؤْيَا
أُمُّ شُكْرِي: مَا بِكَ يَا بُنَيْ ؟!!
شُكْرِي: يَسْبِقُونَنِي فِي صَلاَةِ الْجَمَاعَةِ وَفِي رُكُوبِ الْخَيْلْ ؟!!!!
أُمُّ شُكْرِي: وَمَاذَا كُنْتَ تَحْسَبْ ؟!!
شُكْرِي: أَحْسَبُنِي أَسْبِقُهُمْ
أُمُّ شُكْرِي: لِمَاذَا يَا شُكْرِي ؟!!
شُكْرِي: لِأَنَّنِي صَلَّيْتُ سَبْعاً وَعِشْرِينَ مَرَّةْ
أُمُّ شُكْرِي: وَلَوْ صَلَّيْتَ اللَّيْلَ كُلَّهُ لَنْ تَسْبِقَهُمْ
شُكْرِي: لِمَاذَا يَا أُمَّاهْ ؟!!!!
أُمُّ شُكْرِي: يَا شُكْرِي يَا نُورَ عَيْنِي , صَلاَةُ الْجَمَاعَةِ لَهَا خَمْسَةُ تَوَابِعَ تَجْعَلُ صَاحِبَهَا يَسْبِقُ غَيْرَهُ لاَ مَحَالَةْ
{{اَلْمَشْهَدُ السادس}}
شُكْرِي وَالْأُسْرَةُ يَنْطَلِقُونَ لِصَلاَةِ الْفَجِرِ فِي الْمَسْجِدْ
شُكْرِي: مَا هُوَ التَّابِعُ الْأَوَّلُ لِصَلاَةِ الْجَمَاعَةِ يَا أُمِّي ؟!!
أُمُّ شُكْرِي: إِذَا انْطَلَقْتَ , لِصَلاَةِ الْجَمَاعَةِ -يَا وَلَدِي – فَكُلُّ خُطْوَةٍ تَخْطُوهَا بِرِجْلِكَ الْيُمْنَى يَكْتُبُ اللَّهُ لَكَ بِهَا حَسَنَةً , وَكُلُّ خُطْوَةٍ تَخْطُوهَا بِرِجْلِكَ الْيُسْرَى يَمْحُو اللَّهُ لَكَ بِهَا سَيِّئَةً مِنْ سَيِّئَاتِكَ
{{اَلْمَشْهَدُ السابع}}
شُكْرِي وَالْأُسْرَةُ يَدْخُلُونَ الْمَسْجِدْ
اَلْأَبْ : اَللَّهُمَّ افْتَحْ لَنَا أَبْوَابَ رَحْمَتِكْ
شُكْرِي: مَا هُوَ التَّابِعُ الثَّانِي لِصَلاَةِ الْجَمَاعَةِ يَا أُمِّي ؟!!
أُمُّ شُكْرِي: رَحْمَةُ اَللَّهِ – يَا حَبِيبِي الَّتِي تَفْتَحُ أَبْوَابَهَا لِمَنْ يَدْخُلُونَ الْمَسْجِدْ
شُكْرِي: مَا هُوَ التَّابِعُ الثَّالِثْ لِصَلاَةِ الْجَمَاعَةِ يَا أَبِي ؟!!
اَلْأَبْ : تَسْوِيَةُ الصُّفُوفِ فَهِيَ مِنْ تَمَامِ الصَّلاَةِ , وَوُقُوفُ الْمُسْلِمِ إِلَى جِوَارِ أَخِيهِ لَهُ فَضْلٌ عِنْدَ اللَّهْ
شُكْرِي: مَا هُوَ التَّابِعُ الرَّابِعُ لِصَلاَةِ الْجَمَاعَةِ يَا أَبِي ؟!!
اَلْأَبْ : سُؤَالُكَ عَنْ أَخِيكَ الْمُسْلِمِ لَهُ فَضْلٌ كَبِيرٌ عِنْدَ اللَّهِ , وَعِنْدَمَا تُسَلِّمُ عَلَيْهِ تَتَسَاقَطُ ذُنُوبُكَ كَمَا يَتَسَاقَطُ وَرَقُ الشَّجَرْ
شُكْرِي: مَا هُوَ التَّابِعُ الْخَامِس لِصَلاَةِ الْجَمَاعَةِ يَا أُمِّي ؟!!
أُمُّ شُكْرِي: زِيَارَتُكَ اللَّهَ فِي بَيْتِهِ وَحَقٌّ عَلَى الْمَزُورِ أَنْ يُكْرِمَ زَائِرَهْ
شُكْرِي: لَنْ أَتَخَلَّفَ عَنْ صَلاَةِ الْجَمَاعَةِ بَعْدَ الْيَوْمْ
أُمُّ شُكْرِي: رَعَاكَ اللَّهُ يَا وَلَدِي
بقلم أ د / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر وروائي مصري
[email protected] [email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here