هل تنفع المقالات؟!!

المقصود بالنفع التأثير في الوعي الجمعي وتشكيل السلوك المتوافق مع المصالح الوطنية.
العديد من الأقلام وعلى مدى عقود كتبت عن التحديات ووضعت المعالجات , ولا تزال تكتب وتنشر وتبحث وتدرس بجدية وإجتهاد , وتطرح رؤاها وتصوراتها عمّا تواجهه مجتمعاتنا , وما فعلت شيئا , ولا زحزحت الخطوات قيد أنملة , فالماء يجري وفقا لإرادة الذين يحفرون المجرى وينطلقون به إلى مصبات الكراسي المرهونة بأسيادها.
الأمة فيها أفذاذ فكر ومعارف وقدرات علاجية أصيلة , ممنوعة من التفاعل مع مراكز القرار في الدولة , لأن النظام السياسي القائم هدفه تأمين مصالح الطامعين في البلاد , والإستحواذ على ثروات العباد , وحرمانهم من أبسط الحاجات الأساسية , ومصادرة حقوقهم الإنسانية , ما دامت تحقق مصالح الآخرين وتؤمِّن بقاء الوكلاء في الكراسي العتيدة إلى حين.
ومَن لديه تعليل لعدم جدوى ما يُكتب ويُنشر ويُطرح في وسائل الإعلام الأخرى , فليقدم ردّاً مقنعا يفند فيه أي تفسير آخر.
تأملوا محطات التلفزة والمواقع والصحف والمنابر الإعلامية , ستجدونها تشير للسلبيات وتطرح المعالجات , ولا مَن يأخذ بها , أو يتدارسها , ولو أخذتم أي مشكلة قائمة في المجتمع ستكتشفون مئات من ذوي الأقلام قد تناولوها وشرحوها وطرحوا أسبابها ومعالجاتها , وما من إنجاز أو قرار يتوافق مع ما أوضحوه ولو بنسبة ضيلة جدا.
ولا نريد الإشارة للمشاكل المستفحلة المزمنة والتي يمكن حلها ببضعة أشهر , لكنها تُستثمر كوسيلة للحكم وقهر الإرادات الوطنية , ومثلما جرى في سابق العهود من إستغلال المشاكل والتحديات لتأكيد الحكم وتواصله , مما يشير أن الذي يحكم بعض الدول ليس من الذين يعملون لتأمين مصالحها , وإنما من مواصفات الجلوس على الكراسي تحقيق أهداف ومشاريع الأسياد القابضين على مصير البلاد والعباد.
تلك حقائق مؤلمة تبرهنها الأدلة العملية الدامغة , مما يجعل ما تكتبه الأقلام وتدونه المقالات , بلا دور في الحياة الوطنية في بلدان الأمة , فالمواقع ووسائل الإعلام منافذ ترويحية بإسم الديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي , فما قيمة التعبير الخالي من الجدوى والتأثير؟
فهل لنا أن نكسر أقلامنا ونستريح من الهذيان فوق السطور , فما عاد للكلام معنى وأثر؟!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here