حق مشروع مقاومة الأمريكيين في العراق إذا لم يرحلوا بعد طلب رسمي

حق مشروع مقاومة الأمريكيين في العراق إذا لم يرحلوا بعد طلب رسمي

بقلم مهدي قاسم

إنها لوقاحة سافرة أن تصرح السفيرة الأمريكية إن أمريكا لن تنسحب من العراق في حالة المطالبة الرسمية بذلك ، ردا على رئيس الحكومة محمد شياع السوداني الذي نوه في أحد تصريحاته إلى مثل هذا الانسحاب ..

علما أن طلبا رسميا عراقيا من هذا القبيل قد يقف خلفه النظام الإيراني ، بهدف الابتزاز بعد توقف المباحثات بشأن الملف النووي ، وخاصة بعدما رجع أزلامه إلى السلطة بقوتهم الكبيرة ، وفي أيديهم خيوط دميتهم المطيعة التي سيحركها المالكي من خلف الكواليس متى ما يرغب ويريد ..

ولكن قبل هذا وذاك فأن الإدارات الأمريكية المتعاقبة كانت متفقة دوما مع النظام الإيراني ، فيما يتعلق الأمر بالعراق ما بعد السقوط ، متفقة حصريا و تحديدا ، على تدمير و تخريب العراق ولكن ضمن حد معين ، بحيث يبقى لا هو بحيّ ولا ميت ..

فأليس لهذه الغاية سلَّم ” الينكييون ” الأوغاد مصير العراق إلى أزلام النظام الإيراني الحاقدين والكارهين للعراق بهدف تعطيله و شله وتخريبه إلى أقصى حد ممكن ،كما هو الحال الآن ؟..

، فلهذا السبب وجدنا النظاميين البطجيين الأمريكي و الإيراني قد اختلفا حول كل شيء في العالم ماعدا حول العراق ، بل أن السفيرة الأمريكية قد اجتمعت مع السوداني أثناء ترشيحه ، و بعد التصويت النيابي على تعيينه لرئاسة الوزراء ، بالتزامن مع إعلان الإدارة الأمريكية دعمها له بشكل رسمي ؟!!..

وهل حقا إن الإدارة الأمريكية كانت غافلة عن مَن يكون محمد شياع السوداني ومن يمثل من أحزاب وتنظيمات ومليشيات موالية لإيران ومدافعة عن مصالحها في العراق لكي تعلن دعمها الكامل له ؟..

فبقدر الذي سنفرح به إذا سقط النظام الإيراني و ينهار تماما على وقع تظاهرات لا زالت متواصلة وصامدة يوما بعد يوم ، حتى ينتهي مكنوسا الى قمامة التاريخ ، فسوف نفرح أيضا و نحن نشاهد رحيل آخر وغد أمريكي وهو يغادر الأرض العراقية بلا رجعة ، على وقع صواريخ متساقطة ومتواصلة ، طبعا في حالة إذا لم يغادروا سلميا ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here