أليست هذه هي العنصرية المقيتة يا فلانة..؟

محمد مندلاوي

ذات يوم قال لي زميلي الأريتيري في العمل: محمد، إياك أن تصدق العربي، كل الذي يقوله لك كلام لا يجاوز حنجرته. قلت له يا فلان اشرح لي المغزى، الدلالة. قال: معناه أن الكلام الذي يقوله لك نسبة الصحة فيه صفر بالمائة. وقال: ليس صادقاً قيد أنملة فيما يقول لك في كل الأمور، وعلى وجه التحديد إذا كان الكلام عن الكورد وكوردستان. قلت له: يا رفيقي في العمل، هذا أعرفه جيداً منذ نعومة أظافري. قال لي: كيف عرفت. قلت: لأني شاهدتهم بأم عيني كيف استولوا عنوة وبدعم من الأنظمة العراقية المجرمة دون استثناء أي نعم دون استثناء من ملكييهم إلى جمهورييهم بعلمانييهم وقومييهم بإسلامييهم واليوم بطائفييهم على أراضينا وممتلكاتنا ونهبوا أموالنا واستعربوا مدننا وقرانا وقبله استخدموا ضدنا أفتك أنواع الأسلحة المحرمة دولياً الخ الخ الخ.

إلى الموضوع،عزيزي المتابع، البارحة شاهدت برنامج مع ملا طلال؟ كانت الحلقة الأولى بعنوان: سرقة القرن. عنا بها سرقة المليارين ونصف دولار، استضاف المحاور امرأة عضوة في البرلمان العراقي الاتحادي ومن خلال ردها على سؤال المحاور قالت في سياق حديثها في تلك الجزئية عن الذين سرقوا مبالغ من أموال الشعب العراقي قالت: كان معهم اثنين أكراد. طبعاً لم تقل إنهم كانوا ثلاثة عرب واثنان تركمان وواحد مسيحي وواحد آخر من الشيعة الذين من أصول فارسية الخ. فقط قالت بنبرة..: منهم اثنين أكراد. أليس هذا تشويه متعمد لاسم الشعب الكوردي المسالم عند الشارع العراقي؟ وإلا ما الداعي من ذكر اسم قومية المُتَهْمَّين، هذا إذا كانت النائبة صائبة في اتهامها لهما. أنا لست قانونياً، وليس لي إلمام بالقانون، لكني أتساءل: يا ترى ماذا يفعل الذين يمثلون الكورد في بغداد، أعني ممثلي كل الكورد دون استثناء أولئك الذين في البرلمان الاتحادي وفي الوزارات الاتحادية لماذا لا يسجلوا دعوى قضائية على هذه الأنثى التي ذكرت اسم الكورد الذي لم يستوجب الحاجة إلى ذكره في سياق حديثها. الطامة حتى أن المحاور الذي كنا نتصور إنه مهني لم يقل لها لماذا تذكرين اسم الشعب الكوردي مع أن الموضوع شخصي لا يستوجب ذكر اسم الكورد كشعب، لكنه لم يفعل، وهذا دليل على أنه من ذات الطينة..؟ لأني شاهدت قسمات وجهه

أخذت بالعرض إذا لم أكن خاطئاً هذا دليل على ابتهاجه من الداخل لمثل هذا الكلام التحريضي ضد الشعب الكوردي الجريح. إن الشعب الكوردي في إقليم كوردستان وخارجه يطلب من ممثليه في بغداد أن لا يسكتوا عن هذه التجاوزات والخروقات التي تجاوزت الحدود والتي لها مردود سلبي على اسم وسمعة الشعب الكوردي. حقاً نتعجب من هؤلاء الكورد في بغداد، ألا يشاهدوا قنوات التلفزة، ألا يقرؤوا الصحف، إلا يطلعوا على مواقع التواصل الاجتماعي كيف أن الذين في العملية السياسية بسنتهم وشيعتهم وملحقاتهم في كل لقاءاتهم التلفزيونية يحاولون خلق رأي عام عنصري في الشارع العراقي ضد الشعب الكوردي الجريح، وذلك بتشويه اسمه من خلال سرد التلفيقات والأكاذيب ضده على سبيل المثال وليس الحصر، كما يزعمون عدم تسليمه نفط الإقليم لسلطة بغداد، أو عدم سماحه لسلطات بغداد من زيارة جمارك الإقليم التي في المنافذ الحدودية الخ من هذه الأكاذيب الرخيصة التي لا يقولها ولا يرددها بقصد دنيء إلا من كان رخيصاً ورخيصاً جداً.

” إياك أن تقرأ حرفاً من كتابات العرب فحريتهم إشاعة.. وسيفهم خشب وعشقهم خيانة ووعدهم كذب!” (نزار قباني)

20 10 2022

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here