“كوب27″.. حاضرون وغائبون و”مزاج مختلف” في شرم الشيخ

مؤتمر الأطراف السابع والعشرون للأمم المتحدة حول المناخ (كوب27) انطلق في منتجع شرم الشيخ

انطلق، الأحد، في منتجع شرم الشيخ السياحي بمصر مؤتمر الأطراف الـ27 للأمم المتحدة حول المناخ (كوب27)، في محاولة لإعطاء دفعة جديدة لقضية مكافحة الاحتباس الحراري وتداعياته وسط عالم منقسم وقلق من أزمات أخرى أمنية وسياسية واقتصادية.

ويلتقي ممثلون لحوالي 200 دولة في المؤتمر، بعد عام شهد كوارث مرتبطة بتقلبات الطقس، جعلت الحاجة ماسة إلى إجراءات ملموسة.

وخلال كلمته الافتتاحية، قال ألوك شارما، رئيس مؤتمر الأطراف حول المناخ في نسخته الـ26: “أتفهم ما واجهه الزعماء في جميع أنحاء العالم هذا العام من أولويات مختلفة، يجب أن نكون واضحين.. فإن التقاعس عن العمل يمكنه فقط إرجاء كارثة المناخ”. وأضاف: “كم يحتاج العالم وقادة العالم من نداءات للاستيقاظ بالفعل”.

وفيما يلي أبرز الأحداث المتوقعة في مؤتمر هذا العام كما وردت في تقرير لوكالة بلومبيرغ:

الحاضرون والغائبون

سيحضر أكثر من 100 رئيس دولة وحكومة. ومن أهم الأسماء الرئيس الأميركي، جو بايدن، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني، أولاف شولتز، والفائز في الانتخابات الرئاسية البرازيلية، لولا دا سيلفا، ورئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين.

ومن المرجح أن تقود وزيرة المناخ الباكستانية، شيري رحمان، النقاش حول العدالة المناخية.

ومن المحتمل غياب الرئيس الصيني، شي جينبينغ، والناشطة غريتا ثونبرغ، التي تصدر غيابها عناوين الصحف.

مزاج متغير

وتقول بلومبيرغ إن مؤتمرات المناخ تشهد عادة احتجاجات جماهيرية يشارك فيها مشاهير، لكن الاحتجاجات قد تكون هذه المرة “مختلفة”، حيث أبلغ النشطاء عن صعوبات غير مسبوقة وتكاليف باهظة للوصول إلى شرم الشيخ، كما لايزال في أذهان الجميع حالة الناشط المصري البريطاني البارز، علاء عبد الفتاح، المسجون حاليا في مصر، الذي بدأ إضرابا كاملا عن الطعام وشرب الماء.

وكانت منظمات حقوقية حذرت من تداعيات عدم الإفراج عن عبد الفتاح، في ظل مخاوف بشأن تدهور حالته الصحية.

الناشط المصري علاء عبدالفتاح يتناول “آخر كوب ماء”.. ورئيس الوزراء البريطاني يتحرك
حذرت منظمات حقوقية من تداعيات عدم الإفراج عن الناشط المصري البريطاني، علاء عبدالفتاح، في ظل مخاوف بشأن تدهور حالته الصحية بعد أن بدء إضراب كامل عن الطعام وشرب الماء.

من يتحمل التكلفة؟

ومن المتوقع أن يدور نقاش حول من يتحمل تكلفة الأضرار الناتجة عن تغير المناخ. وبينما تريد البلدان النامية والدول التي هي عبارة عن جزر صغيرة منشآت تمويلية جديدة تساعد في تغطية الخسائر والأضرار، لا ترغب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في أن يكونا على المحك فيما يتعلق بعدد غير محدود من الطلبات.

والجدير بالذكر أن مجموعة العشرين مسؤولة عن 80 في المئة من الانبعاثات العالمية، إلا أن أغنى دول العالم متهمة بعدم تحمل مسؤولياتها على صعيد الأهداف والمساعدات إلى الدول النامية كذلك.

وسيكون استياء أفقر دول العالم غير المسؤولة عن الاحترار، لكنها أكثرها عرضة لتداعياته، في صلب مؤتمر كوب27، وفق فرانس برس.

وأفاد تقرير للأمم المتحدة، الأحد، تناول الارتفاع السريع في وتيرة الاحترار العالمي، بأن كلا من السنوات الثماني الأخيرة ستكون أكثر حرا من أي عام سابق لسنة 2015.

وأشارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، تزامنا مع افتتاح مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب 27)، في مقطع مصور بث في شرم الشيخ، الأحد، إلى تسارع في وتيرة ارتفاع مستوى مياه البحار وذوبان الأنهر الجليدية والأمطار الغزيرة وموجات الحر والكوارث القاتلة التي تتسبب بها.

التمويل

وسيكون أحد المقاييس الرئيسية لنجاح المؤتمر تحقيق هدف الوفاء بتقديم 100 مليار دولار سنويا، لتمويل معالجة أضرار المناخ في الدول النامية، وهو هدف فشلت في تحقيقه الدول الغنية على مر السنين.

وتقول بلومبيرغ إنه سينبغي العمل أيضا على هدف تمويل المناخ لما بعد عام 2025، الذي قد تكون تكلفته تريليونات الدولارات، ولن يكون ذلك ممكنا بدون دعم القطاع الخاص، وهو أمر لاتزال هناك شكوك كبيرة حوله.

الانتقال من الفحم

وتميل قمم المناخ التي عقدتها الأمم المتحدة إلى التركيز على دور الدول الغنية تجاه الفقيرة، وغالبا ما تتجاهل قضية رئيسية حاسمة في التحول، وهي البلدان المتوسطة الدخل المعتمدة على الفحم.

وقد تم الإعلان عن حزمة مساعدة بقيمة 8.5 مليار دولار لجنوب أفريقيا، العام الماضي، في محاولة لتحقيق ذلك، وهناك خطط قيد التنفيذ للمزيد من الجهود.

التخلص من الميثان

وقعت 120 دولة حتى الآن على مبادرة “التعهد العالمي بشأن الميثان”، وهو التزام بخفض انبعاثات الميثان، أحد أقوى غازات الدفيئة، بنسبة 30 في المئة بحلول نهاية العقد.

والجدير بالذكر أن الصين والهند لم توقعا عليها حتى الآن، لكن هناك أمل في أن الهند قد تعلن عن خطتها الخاصة لخفض غاز الميثان خلال مؤتمر شرم الشيخ. وهناك جهود لأخذ توقيعات دول أخرى مثل الجزائر وأذربيجان وتركمانستان.

مفاوضات تقنية وعمل شاق

ستكون المفاوضات تقنية للغاية، حيث من المحتمل أن يقضي ممثلو الدول ساعات في العراك بشأن صياغة البيانات بدقة، وسيكون على الدبلوماسيين أن يضعوا في اعتبارهم أن العالم لا يسير وفق الهدف الذي حددته اتفاقية باريس.

وتشير أحدث الأبحاث إلى ارتفاع درجات الحرارة بين 2.1 درجة مئوية و 2.9 درجة مئوية بحلول نهاية القرن، ويحذر العلماء من أن فرص التحرك تتضاءل.

وينبغي خفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 45 في المئة بحلول العام 2030، في محاولة لحصر الاحترار المناخي بـ1.5 درجة مئوية مقارنة بالحقبة ما قبل الصناعية، وهو أكثر أهداف اتفاق باريس للمناخ طموحا.

إلا أن التعهدات الحالية للدول الموقعة على الاتفاق في حال احترامها، ستؤدي إلى ارتفاع يراوح بين 5 و10 في المئة، ما يضع العالم على مسار يفضي إلى ارتفاع الحرارة 2.4 درجة مئوية بحلول نهاية القرن الحالي.

وهذا الأمر بعيد جدا عن الهدف الرئيسي لاتفاق باريس مقارنة بالحقبة التي بدأ فيها الانسان يستخدم على نطاق واسع مصادر الطاقة الأحفورية المسؤولة عن الاحترار، وفق فرانس برس.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here