باريس (أ ف ب – طهران
استعانت السلطات الإيرانية بخيّالة الشرطة للسيطرة على الاحتجاجات التي اندلعت قبل أكثر من سبعة أسابيع اثر وفاة مهسا أميني بينما كانت محتجزة لدى شرطة الأخلاق، بحسب تسجيلات مصوّرة انتشرت على الإنترنت.
إيران تنتقد مشاركة رياضية في مسابقة خارجية من دون حجاب
فيما انتقدت وزارة الرياضة الإيرانية الثلاثاء مشاركة رياضيّة في مسابقة خارجية للتزحلق بالعجلات من دون وضع الحجاب، مؤكدة أنها لم تكن تمثّل الجمهورية الإسلامية بشكل رسمي.
وخلال الأسابيع الماضية، قام عدد من الرياضيين والرياضيات الإيرانيين بخطوات رمزية ينظر إليها على أنها تأييد للاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ 16 أيلول/سبتمبر إثر وفاة الشابة مهسا أميني بعد أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران، على خلفية عدم التزامها قواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.
وبموجب هذه القواعد، على الرياضيات الإيرانيات اللواتي يمثّلن بلادهن في مسابقات خارجية، وضع غطاء للرأس.
وأفادت وزارة الرياضة إن «نيلوفر مرداني شاركت بلا إذن في مسابقة للتزحلق بالعجلات على حلبة في تركيا»، وفق ما أوردت وكالة «فارس» للأنباء.
وأضافت إن «هذه الرياضية لم تكن ترتدي الزي الخاضع لموافقة الوزارة»، وهي شاركت في المسابقة «بشكل شخصي». وشددت على أن مرداني «لم تعد جزءا من المنتخب الوطني» لهذه الرياضة منذ الشهر الماضي، وأن المنتخب الإيراني لم يشارك أساسا في المسابقة.
وتوجت مرداني في فئتها خلال المسابقة التي أقيمت في مدينة اسطنبول. ووفق وسائل إعلام محلية، رفعت الكأس في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر على المنصة من دون أن تضع حجابا على رأسها، وارتدت قميصا قطنيا أسود اللون كتب عليه «إيران» بالأبيض.
وتهزّ حركة احتجاجية إيران منذ توفيت أميني (22 عاما) في 16 أيلول/سبتمبر، بعد ثلاثة أيام على توقيفها بتهمة خرق قواعد اللباس الصارمة التي تفرضها الجمهورية الإسلامية.
وقادت النساء التظاهرات إذ خلعن وحرقن حجابهن بينما رددن شعارات مناهضة للنظام وواجهن القوى الأمنية في الشوارع رغم حملة القمع التي أودت بالعشرات. وفي خطوة نادرة من نوعها، نشرت السلطات مجموعة من عناصر الشرطة على متن أحصنة في شوارع طهران لإخماد الاحتجاجات، وفق تسجيل نشر على مواقع التواصل الاجتماعي وتحققت فرانس برس من صحته.
وشوهدت وحدة خاصة ضمن دورية تقف أمام صف من الأعلام الوطنية الإيرانية على طريق رئيسي في حي صادقية الواقع في شمال غرب طهران.
وتضم قوة خيالة الشرطة المعروفة بـ»أسواران» خيولا تركمانية وعربية.
وسبق أن شوهدت وحدة الفرسان في شوارع العاصمة الإيرانية في الماضي، خصوصا خلال مراسم استعراضية، لكن نشرها أثناء تظاهرات يعد أمرا غير مألوف. واتبعت السلطات الإيرانية تكتيكات عدة للسيطرة على الاحتجاجات التي يعتبرها المسؤولون «أعمال شغب».
وأطلقت قوات الأمن النار مباشرة على المحتجين مستخدمة الذخيرة الحية والخرطوش والغاز المسيل للدموع وحتى كرات الطلاء.
كما فرضت الحكومة قيودا على الإنترنت شملت منع الوصول إلى «إنستغرام» و»واتسآب»، بينما نفّذت حملة اعتقالات واسعة.
وذكرت «منظمة حقوق الإنسان في إيران» ومقرها النروج بأن قوات الأمن قتلت 186 شخصا على الأقل في الحملة الأمنية التي استهدفت الاحتجاجات الأخيرة.
وقتل 118 شخصا في تظاهرات منفصلة اندلعت منذ 30 أيلول/سبتمبر في سيستان-بلوشستان، وهي محافظة يقطنها السنة على وجه الخصوص تقع عند الحدود الجنوبية الشرقية بين إيران وباكستان.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط