الليبرالية والاسلام، معا على الطريق

الليبرالية والاسلام، معا على الطريق * بقلم د. رضا العطار

هناك قواسم مشتركة بين الاسلام والليبرالية بخصائص اسلامية – وهي :

1 – ان الاسلام يدعو الى الحرية الفردية في العمل والقول – شرط ان لا تخالف العقد الاجتماعي – وكذلك تدعو الليبرالية الى الحرية الفردية – شرط عدم الانفلات المجاني.

2 – الاسلام يدعو الى المساواة بين الناس – وان النصوص كافة التي ورد فيها التفريق بين حقوق المرأة والرجل تخص فقط مجتمعا كان قائما منذ 15 قرنا – وهي النصوص التي يلوك بها بعض الفقهاء الحرفيين البعيدين عن – المقاصدية النصية – التي تقول انه – متى تحققت الغاية فلا داعي للوسيلة الابدية الواحدة – وما تطبيقها الان في بعض المجتمعات العربية الا بفضل الطغيان الذكوري في تلك المجتمعات – والتي تحررت تونس منها منذ نصف قرن،

3 – الاسلام يحترم الفرد ويحترم اداءه العام في كل الميادين ويعلي من قيمة الفرد واثره في بناء الحياة – والليبرالية تقول بذلك وتفعل بذلك.

خصوم الليبرالية في العالم العربي قليلون ولا يشكلون اكثر من 5% وعلى راسهم بعض رجال الدين المتشددين وغبار هؤلاء اكثر بكثير من امطارهم – – – ففتوى واحدة يمكن لهم ان يثيروا غبارا لاسابيع كثيرة في حين تظل سماؤهم ضنينة بالغيوم والمطر – – لقد وقع بعض رجال الدين العقلاء والمنفتحين في شرك بعض رجال الدين المتشددين ممن يطلقون على انفسهم (الصحويون) الذين ظهروا في السعودية خاصة. في ظروف واحداث حرب الخليج 1991 وما سبقها وما لحقها – وهؤلاء (الصحويون) كانوا قد اوقعوا بعض رجال الدين العقلاء في ذلك الوقت في شباكهم – – وما زالوا يرمون شباكهم حتى الان لاصطياد المزيد من (الفتاوي المستحلبة) منهم. – – وقد قال لنا الشيخ احمد بن باز من ان بعض طالبي الفتوى كانوا (يستحلبون) الفتوى من والده الراحل، لكي يضيروا بها خصومهم ويكيدوا لهم.

وهذا ما حدث قبل مدة حين طلب الداعية السعودي سليمان الخراشي المتشدد جدا والذي له موقع على الانترنت مخصص للهجوم المستعر على الليبرالية والعلمانية وكل القيم الحداثة، من (هيئة كبار العلماء) باصدارفتوى حول الاختلاط بين الجنسين في جامعة (كاوست) وهي جامعة الملك عبد الله بن عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا .

ومن الاسئلة الخبيثة التي يطرحها الشيخ الخراشي هذا : (هل يجوز للمسلم ان يقول انه ليبرالي ؟ فالليبرالي في نظر شريعتنا كافر! – – – لكن القارئ يعلم علم اليقين ان معلومات هذا الشيخ عن الليبرالية محدودة لدرجة، لو انه فتح النافذة يوما لدخل منه الذباب فقط. ومن اقواله المنحرفة : (الذي يريد الحرية التي لا ضابط لها الا القانون الوضعي، متمرد على شرع الله يريد حكم الجاهلية وحكم الطاغوت فلا يكون مسلما)

ان بعض شيوخ الاصولية الدينية يفتون عند الطلب او يفتون على هواهم دون ان يتحققوا من صحة الليبرالية، والتي تكون نصوصها في معظمها مشابهة مع الخصائص الاسلامية – – وبالتاكيد فانهم لم يقراوا ادبياتها منذ القرن التاسع عشر. وهم يعلمون جديدا ان نوافذهم لو فتحت لم يدخل منها الهواء النقي. ولهذا ومن باب (سد الذرائع) علينا اغلاق هذه النوافذ.

* شاكر النابلسي ( العرب بين الليبرالية والاصولية الدينية ). مع التصرف.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here