ردنا على الفنان التشكيلي سامي الربيعي

محمد مندلاوي

قبل أن نتحدث عن الشخص المشار إليه في عنوان المقال أعلاه، أود أن نتحدث عن الشخص الذي استضافه في برنامجه اليوتيوبي “سيرة من بلادي” ألا وهو الأستاذ (مجيد حداد). للحق أقول، أن برنامجه أحد أنجح البرامج التي تقدم على الـ”يوتيوب” أضف إنه إنسان متحضر ومتوازن في أحاديثه التي نستمع إليها من خلال مشاهدتنا لبرنامجه المذكور . لقد سمعته ذات مرة في سياق إحدى حلقات برنامجه المشار إليه قال عن نفسه: أنا رجل منصف أحب أن أنشر الحقيقة لأني يوم ما سأقف أمام الله وأحاسب. كلام جميل يثلج الصدر، لكنه في بعض الحالات عندما يتعلق الأمر بالشعب الكوردي الجريح ووطنه كوردستان يشطح أستاذ مجيد بعض الشيء، أعتقد هذا نابع من عدم إلمامه بتاريخ وحضارة الأمة الكوردية ووطنه كوردستان، للأسف هذا ديدن العرب أنهم يفتقدون إلى المعلومات الشافية والوافية عن الأمة الكبيرة التي يعيشون بجواره، فعليه نقول له إذا كنت تريد أن نتابع برنامجك باستمرار ونقول بحقك كلمة طيبة يجب عليك قبل أن تتحدث عن الكورد وكوردستان أن تراجع المصادر المعتبرة والمعتمدة، أو تتصل بالأشخاص الذين لهم إلمام بتاريخ الكورد وحضارة كوردستان حتى لا تقع بالمطبات التي تكون سبباً بابتعاد الكورد عن برنامجك. تماماً كما حدث مع الصبي.. الذي يقدم برنامجاً في إحدى قنوات التلفزة، حين يذكر اسم كوردستان يجتر كالحيوان العاشب: كوردستان العراقي. يلحق حرف ياء النسب بالكيان العراقي الذي يعود – الياء- على كوردستان؟ يقوم بهذه الحركة الأكروباتيكية الفاشلة حتى يغيظ مشاهديه الكورد. يظهر أن هذا الصبي المعتوه يجهل أن العراق التاريخي حتى نهر الفرات عُرْضاً كان وطن الأمة الكوردية قبل أن تأتي إليها العرب في صدر الإسلام بزمن سحيق يصعب تحديده بالأرقام. عزيزي المتابع، في هذا المضمار شهد شاهد من أهله ألا وهو المفكر العربي (حسن العلوي) عندما قال في إحدى القنوات الفضائية بصوت عالي: إن الكورد يسبقون العرب في بلاد الرافدين بخمسة آلاف سنة. أضف لكلام الأستاذ حسن إننا أيضاً قلنا في مقالات سابقة لا عراق اسم عربي ولا بغداد ولا أنبار ولا بصرة ولا كوت ولا ميسان – ميشان ولا ديالى الخ الخ الخ.
دعونا الآن ندخل إلى صلب موضوعنا الذي أشرنا إليه في صدر المقال. عزيزي القارئ، استضاف الأستاذ (مجيد حداد) في برنامجه ” سيرة من بلادي” وفي حلقة بتاريخ 06 09 2022 التي كانت بعنوان: رحلة في أروقة متحف الزعيم عبد الكريم قاسم الفنان التشكيلي سامي الربيعي. حقيقة لا علي بما دار بين المحاور وضيفه في طول الحلقة وعرضه باستثناء جزئية قالها سامي وهي تقطر عنصرية مقيتة حين زعم أن شعار الجمهورية العراقية إبان حكم عبد الكريم قاسم كان من ابتكاري ألا أن اللجنة التي تركت الشعار عندهم حتى يتنافس مع بقية الأعمال الأخرى أعطاها لـ(جواد سليم) و(فائق حسن) مغزى كلامه إنه يتهمهم بالسرقة، أي أنهم – اللجنة- سرقوها منه كما زعم، والجزئية التي قالها هي كالتالي: أضافوا له سيف كوردي جاب مشاكل النه – لنا-. انتهى كلام سامي. يا هذا، كان خنجرٌ كورديٌ وليس سيفا؟. حتى أن الأغنية التي مجدت قاسماً في ذلك التاريخ قالت:
عبد الكريم یگول آني مو وحدي سيف العرب وياي والخنجر الكوردي.
كيف حولت الخنجر إلى سيف!. للعلم، أن الخنجر، اسم كوردي معرب من “خونگەر- خُنْگَرْ” أنه ليس سلاحاً هجومياً، لأنه في أقصى الحالات لا يتجاوز طوله 20 سانتيمتر، بمعنى أنه سلاح دفاعي يستخدمه الكوردي حين يهجم عليه شخص ما ويمسك بتلبيبه. بينما السيف كان سلاح هجومي في عصره، وطوله ليس أقل من متر واحد، استخدم إبان الغزو؟ والهجوم على الآخرين لقتلهم ونهب أموالهم وسبي ذراريهم ومن ثم بيعها في سوق النخاسة ؟. عزيزي القارئ الكريم، في الجزئية أعلاه ارتكب سامي الربيعي ذنباً كبيراً بشقين الأول كلامه السوقي غير المهذب عن الشعب الكوردي الجريح الذي وجد في المنطقة قبل الجميع. أما الشق الثاني حين اتهم فيه أستاذه في معهد فنون الجميلة (فائق حسن) بسرقة عمله!!. كيف بـ(فائق حسن) صاحب جدارية السلام التي توضع بمصاف الأعمال العالمية أن يرضى لنفسه وينسب له ما ليس له؟ وزميله عملاق الفن التشكيلي وصاحب نصب الحرية في بغداد. أم أن الكلام الذي زعمه سامي مجرد ادعاء باطل يطلق عبر الأثير ليس إلا، لأن جميع الشهود الذين كانوا أحياء في ذلك التاريخ قد رحلوا إلى عالم اللا عودة. لكننا نحكم على سامي من خلال ما قاله هو في لقاء له مع جريد الشرق الأوسط العدد 8011 بتاريخ 03 11 2000: إن الأستاذ (فائق حسن) أستاذي كنت أتعلم على يديه في معهد الفنون الجميلة. انتهى كلام سامي. هل الذي يعلم التلميذ مهنة ما يسرق منه وهو الذي يعلمه ألف باء المهنة؟ ليس هذا فقط، بل الأستاذ (فائق حسن) الذي زاره في مدرسة المأمونية عندما كان سامي معلماً فيها هو الذي أخذه إلى معهد فنون الجميلة كي يدرس فن الرسم في الدوام المسائي؟.
كان هذا توضيحنا أو ردنا على سامي الربيعي الذي تهجم على الشعب الكوردي الجريح بدافع عنصري مقيت وبطريقة تهكمية رخيصة. كان الأولى والأجدر بمقدم البرنامج الأستاذ (مجيد حداد) أن ينبهه ولا يقبل من كائن من كان أن يتطاول في برنامجه على الأمة الكوردية العريقة، لأن عدم تنبيهه لضيفه في برنامجه يعد شريكاً له في هذا الكلام العنصري الذي لا يليق به ولا ببرنامجه الناجح.
” تنتهي العنصرية عندما نتوقف عن الحديث عنها” (مورغان فريمان)

25 10 2022

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here