لا نصنع ولا نزرع!!

الزراعة والصناعة متكاتفتان , فمن لا يزرع لا يصنع , ومن لا يشبع لا يصنع , وتلك بديهيات أمور إتبعتها مجتمعات الدنيا فكانت بها وتطورت , وفي مقدمتها الصين وغيرها من الدول.
في القرن الماضي عندما تعبر المنفذ الحدودي العبدلي نحو الكويت تجد نفسك في عالم آخر , وكذلك عندما تعبر جسر إبراهيم الخليل إلى الجهة التركية , تكون في دنيا مغايرة , وتتساءل وتحتار بالأجوبة.
علمونا أن الزراعة عيب , والتربية الحيوانية كذلك , ولابد لنا لنتقدم أن نتنكر لهما ونهملهما تماما , فأصيبت الزراعة بكارثة مروعة وفقا لقوانين الإصلاح الزراعي المزعومة , وتحت سعار “الأرض لمن يزرعها”!!
وإنتهينا إلى مجتمعات تعجز عن إطعام نفسها , وتعتمد على الآخرين لتوفير الطعام للمواطنين , ولولا النفط وعائداته لضربت المجاعات معظم دول الأمة.
فهل وجدتم دولة ذات إكتفاء ذاتي؟!!
توجد دولة واحدة وتحقق تدميرها , ولا تزال تدور في فلك الصراعات المتصاعدة.
الزراعة أساس القوة والحياة , ومَن لا يزرع لا يصنع , ولا توجد دولة صناعية غير زراعية , فدول أوربا من أولوياتها الأساسية الزراعة والثروة الحيوانية , وبدونها لا قدرة لها على الصناعة والحياة الحرة الكريمة , والحفاظ على السيادة.
إن دول الأمة لكي تستعيد قوتها وكرامتها , عليها أن تهتم بالزراعة والثروة الحيوانية وتعتمد على نفسها في الطعام , وترعى الشجر وخصوصا النخيل , وتؤسس مشاريع ستراتيجية للمواشي والأبقار , وبعدها من حقها أن تفكر بالصناعة وفقا لحاجتها.
والصناعة ليست صعبة , وإنما متيسرة لدى شعوب الدنيا كافة , وعليها أن تشبع لتصنع.
فهل سنعرف كيف نكون؟!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here