الحجاب وتعطيل العقل!!

التركيز على الحجاب في التفاعل مع المرأة , يعني إلغاء العقل وإعتبارها وليمة , وما يظهر منها أشبه بالمقبلات.
والداعون المتعصبون للحجاب , يبدون بلا معاني نبيلة سامية , وكأنهم كتلة من العواطف المبلدة , والرؤوس المتحركة وفقا لسلطة ما تحت الحزام.
فعقولهم عاطلة , لعدم قدرتهم على التفاعل المعاصر مع المرأة , وإنفعالاتهم تستعبدهم , وعواطفهم عنوان سلوكهم , وقدرتهم على بناء الحياة الحرة الكريمة ضعيفة , فبلدانهم وراء الدنيا , ومغرمة بما تتخيله وتحسبه ضربا من الأوهام اللذيذة.
ترى ما هو الدافع الحقيقي وراء التركيز على الحجاب , وإخفاء وجه المرأة؟
هل أن قادته منحرفون سلوكيا ؟
إذا إقتربنا من الموضوع بصراحة وجرأة فأنه يحمل دوافع جنسية , ويؤكد أن الرجل مقهور جنسيا , وغير قادر على التفاعل مع المرأة إلا على أنها من ممتلكاته.
أما أن يتعامل معها كمثله , فهذا أمر لا يستوعبه ولا يرضاه , لإن فيه إهانة لرجولته وفحولته!!.
كما يشير لوجود نوازع تلذذ بقهر الآخر وإمتلاكه وإلغاء كينونته الإنسانية , فأمر المرأة بالتحجب مهما قدم من ذرائع , ففي حقيقته إستعبادها , وأمرها بتعطيل عقلها والتأكيد على أنها جسد!!
لا توجد رسومات أو توصيفات معتمدة توضح كيف كان زي المرأة العربية قبل وبعد الإسلام , والمتعارف عليه أن الإسلام لم يتعرض لعادات وتقاليد الشعوب وهذب بعضها.
فالعمامة على سبيل المثال كانت قبل الإسلام , وما تبدو عليه المرأة في ذلك الوقت هو نفسه الذي مضت عليه بعد الإسلام الذي لم يفرض مظهرا ما , وإنما تعامل مع الجوهر البشري , وإرتقى به إلى المعاني الإنسانية العالية , فالكثير من المظاهر تنسب إليه وهي ليست منه.
سيعترض الكثيرون وربما سيغضبون ويصفون المقال بالجهل والعدوان على الدين , لكنهم لا يمكنهم الإتيان بدليل واضح وبرهان يقين.
فلماذا نمحق الجوهر ونتمسك بالمظهر؟!!
والدين العمل , وإن لم تتحرر المرأة من قهر الرجل , فلن تتقدم المجتمعات!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here