أخيرا : أكد رئيس مجلس القضاء الأعلى على ما كنا نقوله مرارا وتكرارا

بقلم مهدي قاسم ــ صحيفة صوت العراق

كتب العديد منا في السنوات الماضية مُشيرين إلى عدم استقلالية القضاء العراقي ، بعد سقوط النظام السابق ، على أثر الغزو الأمريكي للعراق ، و إذا كان التعقيب أو الرد يأتي نادرا ، فقد كان يأتي هذا الرد من مجلس القضاء العراقي مهددا باتخاذ إجراءات قانونية و بهدف معاقبة كل مَن يزعم أمورا كهذه !!..

بالطبع ، كنوع من تخويف وابتزاز للصحفيين والكتّاب الذين كانوا يتجرأون في الكتابة عن خضوع هذا الجهاز لضغوط الساسة المتنفذين وقادة الأحزاب الفاسدين ..

علما حتى الساذج أو الأبله كان يحس و يستشف مدركا مدى الخضوع أو عدم الاستقلالية هذه في خضم الصراعات السياسية على المناصب والمغانم ..

الآن يأتي تصريح رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان التالي :

ــ “ تعرضت شخصياً للابتزاز عندما رشحت رئيساً لمحكمة التمييز وتأخرت عملية التصويت سنة بسبب الابتزاز السياسي ”.

نقول يأتي هذا التصريح كدليل ، بل و تأكيدا على ما قلناه مرارا وتكرارا في مقالاتنا السابقة المنشورة في صحيفة صوت العراق و غيرها من مواقع و صحف أخرى ، بعدم استقلالية القضاء ، و ربما بفساده أيضا ، و ذلك و بكل بساطة ، لكونه خاضعا لسياسات و ابتزازات الأحزاب الحاكمة وسطوة الميليشيات المتسلطة،بهدف أن يكون هو مستجيبا مرنا و مفهما لمطالب هذه الأحزاب والتنظيمات المتنفذة سياسيا ، كشرط أساسي للقبول بالمناصب ” السيادية ” في جهاز القضاء العراقي ، بالطبع، كمساومة مقدمة و أولية للموافقة على القبول أو التعيين من قبل أحزاب السلطة المنخورة بسرطان الفساد و الفشل والخيانة الوطنية..

بل ………………….

و سوف لن استغرب إذا ما وجدتُ ذات يوم مقالات السيد فائق زيدان منشورة في صحيفة صوت العراق أو غيرها ، وهو يكشف للقراء مزيدا من حقائق ومعطيات مثيرة وخطيرة ، فيما يتعلق الأمر ، بعدم استقلالية القضاء ، وربما في تورطه في تسهيل العديد من الأمور السياسية والجنائية ، بناء على تدخلات أو طلب هذه الأحزاب ..

طبعا ، سيكتب ليس الآن إنما بعد إحالته إلى التقاعد ، حينما يغادر العراق للعيش في وطنه الثاني ، هذا إذا كان لاجئا سابقا ..

مثلما فعل قبله وزراء سابقون و رؤساء تحرير صحف ونواب مستشارون وقضاة سابقون أيضا بعد انتهاء مهامهم الرسمية ، عندما بدأوا الكتابة في صحيفة صوت العراق وفي مواقع أخرى عن الفساد والساسة الفاسدين !! ..

بطبيعة الحال سوف لن نسأل السيد فائق زيدان أنه : لماذا لم تستقل بسبب هذا الابتزاز السياسي معلنا أمام الكاميرات ، لتكشف طبيعة هذا الابتزاز وأسماء الساسة المتنفذين الذين مارسوا هذا الابتزاز السياسي بكل وقاحة واستهتار..

أقول لن نسأل إذ من الواضح أنه قد فضّل مزايا موقعه السلطوي على ضميره المهني و القضائي ..

ويجدر هنا أن نذكر أنه : من الملفت للنظر هو تردد السيد فائق زيدان إلى في إيران في مناسبات عديدة ولقاءاته مع مسؤولين إيرانيين كبار في السلطة العليا ، فضلا عن اللقاءات المتكررة مع السفير الإيراني في بغداد ..

هامش ذات صلة :

فائق زيدان: تجربة النظام البرلماني فاشلة بامتياز وانا مع تغيير النظام إلى رئاسي

وصف رئيس مجلس القضاء الاعلى فائق زيدان، اليوم الاربعاء، تجربة النظام البرلماني في العراق بــ”الفاشلة” بامتياز.

وقال زيدان في حوار خاص مع مركز البيدر للدراسات والتخطيط إن “تجربة النظام البرلماني في العراق فاشلة بأمتياز والاحداث التي ترونها في العراق دليلً على ذلك”، مؤكداً أنه “مع تغير النظام الى نظام رئاسي وليس شبه رئاسي”.

وأضاف زيدان “تعرضت شخصياً للابتزاز عندما رشحت رئيساً لمحكمة التمييز وتأخرت عملية التصويت سنة بسبب الابتزاز السياسي”.

أدناه نص الحوار:

https://www.baidarcenter.org/wp-content/uploads/2022/11/876t5t2.pdf

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here