خطيب مدرسة الإمام الخالصي يحذر من حالات التفكك الاسري وانتشار الطلاق،

ويؤكد بأن تأييد المقاومة والمقاومين ورفض التطبيع والمطبعين من اهم المواقف الثابتة التي لم تتغير في مدرسة الإمام الخالصي

أكد سماحة الشيخ علي الجبوري عضو الهيئة العلمية لمدرسة الإمام الخالصي خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 16 ربيع الثاني 1444هـ الموافق لـ 11 تشرين الثاني 2022، على اننا اليوم بأمس الحاجة الى إعادة ترتيب المنظومة الاسرية في مجتمعاتها، لأن الغرب استطاع مع كل اسف ان يفككها ويضعفها، وهو يسعى جاهداً من أجل ألا تكون هناك علاقات داخل الاسرة الواحدة.

وبيّن: إن الإسلام وأحكامه وتشريعاته اعطى للأسرة مكانة مقدسة وسمى العقد بين الزوجين بالميثاق الغليظ، وذلك لأهميتها في بناء المجتمعات ودوامها، فلا خير في مجتمع تفقد الأسرة فيه مكانتها وقداستها.

وتابع قائلاً: ان الشريعة الإسلامية من خلال النص القرآني والسنّة المطهرة وضعت شروطاً في اختيار الزوجة الصالحة وكذلك الزوج الصالح، إذا تم الالتزام بها كانت لدينا أسرة ناجحة، والمقدمات الصحيحة تؤدي الى نتائج صحيحة، فلابد لمن يريد الزواج أن يضع نصب عينيه اختيار المرأة المؤمنة الخلوقة والملتزمة ذات الأصل الطيب؛ لأن رسول الله (ص) حذرنا مما سماه بـ(خضراء الدمن) وهي المرأة الحسناء في منبت السوء.

وقدّم سماحته وصيّة إلى الآباء بلزوم النظر إلى من يتقدم لخطبة ابنته وملاحظة أخلاقه ودينه، كما نص على ذلك رسول الله (ص)؛ فإن توفرا معاً فهذا هو المطلوب، وإن تخلف واحد منهما عليك ان يتوقف.

وقال: ما نعيشه من زيادة كبيرة في حالات الطلاق يدعونا إلى التفتيش عن الأسباب الحقيقية لذلك، واهم سبب ترجع هذه الزيادة إليه هو عدم الالتزام بما نسميه (فقه الاسرة) وبما نصت عليه الروايات والأحاديث في كيفية اختيار الزوجة أو الزوج، مبيّناً بأن هناك سببان يكادان يكونان السبب الأبرز في زيادة نسبة الطلاق، وهما الزواج المبكر وخصوصاً للفتاة، وأجهزة الهاتف وما يجري فيها مع خروقات ومشاكل بسبب الاستخدام السيئ لها، وهذه هي الحرب الناعمة التي شنت على أسرنا المسلمة لتدميرها.

ووجه رسالة إلى القضاء العراقي: لا تستعجلوا في البت بمسألة الطلاق، بل لابد من السعي نحو الإصلاح ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، وذلك من خلال الباحثة الاجتماعية أو ارسال حَكَم من أهل الزوج وآخر من أهل الزوجة للإصلاح بينهما.

وفي سياق متصل تساءل سماحته: ماذا يعني ان تفرض وزارة التعليم العالي على الجامعات تشكيل وحدة إدارية بعنوان (تمكين المرأة)؟ وهي كلمة حق يراد بها باطل، نقول لهم: أن الإسلام اعطى للمرأة من الحقوق والكرامة والعزة ما لم يعطيه أي دين آخر أو قانون وضعي على الاطلاق.

وفي الشأن السياسي المحلي بيّن سماحته إن موقفنا من العملية السياسية واضح ويعرفه القاصي والداني، وغايتنا من هذا الموقف خلاص العراق واستقلاله وسيادته على كامل ارضه، والوقوف مع الشعب في كل مطلب محق، وإعادة الكرامة والعزة إليه بعد ان حاول الاحتلال ومشروعه اسقاطها.

وأضاف: ان معارضتنا للعملية السياسية معارضة بناءة نريد من خلالها الحفاظ على عقيدة هذا الشعب وأخلاقه، وكل خطوة تسير بهذا الإتجاه حتى لو صدرت من العملية السياسية نباركها ونؤيدها ونقف معها، ومن ذلك القرار الشجاع بحجب المواقع الإباحية الموجهة الى العراق.

وفي الشأن الإقليمي والدولي أشار سماحته إلى مؤتمرين مهمين أقيم الأول منهما في الجزائر للجامعة العربية، والثاني في مصر للمناخ، اللافت فيهما أن الأول أعاد القضية الفلسطينية من جديد إلى الساحة العربية، بينما الثاني كان محاولة لفك عزلة الكيان الصهيوني المؤقت من خلال اجراء بعض اللقاءات بين رئيس هذا الكيان وبعض الساسة العرب.

وختم سماحته مؤكداً: ان موقفنا في مدرسة الامام الخالصي ثابت لا يتغير وهو رفض التطبيع والمطبعين، وتأييد المقاومة والمقاومين وخصوصاً في فلسطين الحبيبة، وسيأتي اليوم الذي يعود الحق إلى أهله وهذا وعد الله، والله لا يخلف وعده، وعندها يخسر من طبع ويندم ولكن ولات حين مندم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here