شقيقة السجين المصري علاء عبد الفتاح تطالب بعفو رئاسي عنه


القمع أدى إلى تكميم المعارضة والمجتمع المدني بأكمله
تقدمت شقيقة السجين السياسي المصري-البريطاني علاء عبد الفتاح، الجمعة، بطلب رسمي لإصدار عفو رئاسي بحقه في وقت تقول إنه يواجه خطر الموت نتيجة إضرابه عن الطعام منذ سبعة أشهر.

ويأتي الطلب بعد ساعات من لقاء في شرم الشيخ على هامش مؤتمر المناخ كوب27 بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأميركي جو بايدن الذي “شدد على أهمية حقوق الإنسان واحترام الحريات الأساسية” في مصر.

وقالت منى سيف عبر تويتر “سبق أن قدمت طلبا في يونيو، واليوم قدمت طلبا جديدا لتكرار التزامي سلوك أي طريق قانوني لإيجاد حل لأزمة شقيقي”.

يأتي ذلك بعد أن صعّد الناشط إضرابه، ويعرب أقاربه منذ أيام عن خشيتهم من إطعامه قسرا بعد سبعة أشهر من اقتصاره على كوب شاي وملعقة عسل يوميا قبل توقفه عن تناول الطعام قبل أسبوع ثم الشراب الأحد مع افتتاح كوب27.

وتشدد عائلة علاء عبد الفتاح على أنها لن تطمئن إلا بعد أن يراه ممثل عن السفارة البريطانية أو أحد أقاربه.

وقالت النيابة العامة المصرية الخميس إن “العلامات الحيوية” للمعارض المسجون “طبيعية”، وأن “حالته الصحية جيدة” و”لا تستدعي نقلَه إلى المركز الطبي” وسط مخاوف متزايدة على حياته.

وكانت والدته ليلى سويف قد علمت من سلطات سجن وادي النطرون (100 كيلومتر شمال القاهرة) أن هناك “إجراءات طبّية قد اتُخِذت بعلم جهات قانونية”.

واستدعت النيابة محاميه خالد علي، صباح الخميس، لإصدار تصريح زيارة له، لكن السجن رفض قبول التصريح المؤرخ مساء الأربعاء، بحسب المحامي.

لم يحصل المحامي على تصريح زيارة منذ نحو ثلاث سنوات، وجرى استدعاؤه بعد يوم مكثف من التعبئة لصالح علاء عبد الفتاح في كوب27.

فقد عقدت شقيقته سناء سيف مؤتمرين صحفيين شهدا تغطية كثيفة في شرم الشيخ، وطالب قادة ومسؤولون عدة، بينهم المستشار الألماني أولاف شولتس والمفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، من الرئيس المصري الإفراج عن عبد الفتاح.

ودعت سيف الأمم المتحدة إلى تنظيم مؤتمر صحفي جديد في شرم الشيخ حيث تعقد كوب27، حتى تتمكن من تقديم “طلبها لمؤسسة الرئاسة بالعفو عن شقيقها”، بحسب ما قال خالد علي عبر فيسبوك مساء الجمعة.

خلال أول مؤتمر صحفي لها في كوب27، تعرضت سيف وهي نفسها سجينة سياسية سابقة، لهجوم كلامي شنّه نائب برلماني مؤيد للسيسي لكن سرعان ما أخرجه أمن الأمم المتحدة من القاعة.

وحضّت مجموعة من الخبراء المستقلين المكلفين من الأمم المتحدة، القاهرة على الإفراج عن السجين المصري البريطاني، وقالت إن “سجن علاء عبد الفتاح ومحنته لا يمكن أن يصبحا صورة كوب27”.

وألقى بايدن الجمعة كلمة أمام 40 ألف مشارك في مؤتمر المناخ، وقد التقى السيسي ورحب خصوصا أمام الصحافة بإعادة تنشيط لجنة العفو الرئاسي في أبريل رغم تعرضها لانتقادات مستمرة من نشطاء حقوق الإنسان.

وأدى إحياء لجنة العفو الرئاسي إلى الإفراج عن 766 معتقلا سياسيا بحسب منظمة العفو الدولية التي قالت إنه جرى خلال الفترة نفسها سجن ما يقرب من ضعف هذا العدد بسبب نشاطهم.

منذ أن تولى السيسي السلطة عام 2013 إثر إطاحة الرئيس الإسلامي محمد مرسي، أدى القمع إلى تكميم المعارضة والمجتمع المدني بأكمله، في حين يتناقص عدد وسائل الإعلام المستقلة باستمرار، وفقا لفرانس برس.

كما يمكن أن تكون الشبكات الاجتماعية خطيرة، إذ أحيل 200 مصري على القضاء العسكري بسبب نشر آرائهم عليها، وفق منظمات غير حكومية.

وقد بدأت حملة توقيف منذ ثلاثة أسابيع مع ظهور دعوة غامضة للاحتجاج الجمعة.

وانتشرت الشرطة بكثافة الجمعة في وسط القاهرة حيث يقع ميدان التحرير، بؤرة “ثورة” 2011 التي أصبح عبد الفتاح أحد أيقوناتها. وفتش رجال يرتدون ملابس مدنية هواتف شبان على دراجات نارية أو عابرين، بينما أغلق عناصر بالزي الرسمي شوارع محددة.

لم يخرج متظاهرون، لكن سيارات الشرطة كانت متوقفة على الجسور المؤدية إلى وسط المدينة التي يقطنها أكثر من 20 مليون نسمة.

فرانس برس

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here