ظهور التحليل الجيني لشعوب العصر الحجري الحديث في بلاد الرافدين

وجد فريق من الباحثين المنتسبين إلى مؤسسات علمية متعددة في تركيا ، مع باحث واحد من النمسا واثنين من السويد ، في أنّ هناك أدلّة على التنوّع البشري لمزيج من التركيبة السكانية في العصر الحجري الحديث الذين عاشوا في أعالي بلاد الرافدين؛ وذلك من خلال التحليل الجيني.

الورقة المنشورة في مجلة “ساينس أدفانسز Science Advances ” في 4 تشرين الثاني / نوفمبر 2022؛ حيث يصف فريق الأبحاث كيف استخرجوا عيّنات الأنسجة من رفات الأشخاص المدفونين في منطقة “كايونو هيل Çayönü Tepesi ” التركية، خلال الفترة من عام 8500 إلى عام 7500 قبل الميلاد.

لقد كانت أعالي بلاد الرافدين منطقة تقع بين نهري دجلة والفرات بما يُعرف الآن (تركيا وإيران). ويعتقد الباحثون أنها قد لعبت دوراً رئيسياً في التحوّل إلى العصر الحجري الحديث ، وذلك عندما بدأ الناس في الانتقال من نمط حياة الصيد والتخزين إلى نمط الحياة القائم على الزراعة، وبنفس الوقت كانت المنطقة مناخاً للعديد من التبدلات الثقافية الأخرى.

لسنوات عديدة ، تسائل المؤرخون عمّا إذا كان هذا التحوّل في بلاد الرافدين قد نتج عن مساعي السكان المحليين لوحدهم الذين عاشوا هناك ؛ أم كانت هناك بوتقة إنصهار جمعت أفكار لأشخاص جاؤوا من أماكن مختلفة مع عناصر الثقافة المحليّة ؟ . للإجابة على هذا السؤال ، أجرى الباحثون تحليلاً جينياً للحمض النووي لـعيّنة تتكون من ثلاثة عشر شخصاً عاشوا وماتوا خلال تلك الفترة ، ودُفنوا بطريقة تحافظ على بعض من أنسجتهم ، وهم: رجلان بالغان ، وست نساء بالغات ، وأطفال عدد إثنان من الذكور وثلاث من الإناث .

من خلال مقارنة العيّنات عن طريق القياس المتعدد الأبعاد مع جينومات الآخرين من المناطق المجاورة ؛ وجدوا دليلاً على أن السكّان كانت لديهم خلفيات من خليط ثلاثي : جنوب بلاد الشام ، و وسط مناطق الأناضول ، و وسط زاغروس. إلاّ أنه كان هناك استثناءً ؛ حيث كانت إحدى النساء تحمل جينوم أصول قوقازية / زاغروسية. وقد أظهر هذا التحليل في حدوث هجرة أو نزوح إلى المنطقة من مستوطنات أقصى الشمال ، وربما من مناطق مختلفة أخرى . كما وجد الباحثون أيضاً؛ أن أحد الأطفال الصغار، قد تعرّض لثقب في الجمجمة وكيّ لها بشكل مُتعمّد ، وقد يكون هذا الاجراء جزء من علاج طبيّ .
كما يعتقد الباحثون أن الجزء العلوي من نهر دجلة في بلاد الرافدين خلال العصر الحجري الحديث ؛ كان على الأرجح مركزاً نابضاً بالحياة من خلال النشاط البشري الدؤوب في التنقل الدائم الناتج عنه التنوع السلعي والثقافي .

Science Advances

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here