اشارات الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر عن القرآن الكريم من سورة التوبة (ح 86)

الدكتور فاضل حسن شريف

جاء في كتاب فقه الاخلاق للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: التفكر في الخلق: هو من الأمور التي حثَّ عليها القرآن الكريم كثيراً، وهو فقهياً من المستحبات المؤكدة، التي لها آثارٌ وضعيةٌ جليلةٌ ومحمودة، وحيث لم يعزل له الفقهاء مكاناً في فقههم، ناسب ذكره في مقدمة العبادات. وقد حثَّ عليه القرآن الكريم بأساليبَ مختلفةٍ عديدةٍ، منها شجب الأعراض وهو عدم الإلتفات إلى الآيات الكونية والتهاون في أمرها، كقوله تعالى: “فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ” (التوبة 76). وقد ورد لفظ “مُعْرِضُونَ” و “مُعْرِضِينَ” تسع عشرة مرةً في القرآن الكريم.

جاء في كتاب الصلاة للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: الرسالة لها عدة مستويات، كلُّها معنونةٌ بعنوان الإسلام، فالرسالة الظاهرية هي من أجل الإسلام الظاهريِّ الذي يحقن به الدم، ويصان به المال والفرج، ويتفق فيه المسلمون بشهادة التوحيد والرسالة والقرآن الكريم. والرسالة الأخرى هي دعوةٌ إلى الله سبحانه من أجل الإسلام الحقيقي، ومن درجات هذا الإسلام: التسليم والرضا بكلِّ ما قضى الله وقدر، ومن درجاته إيكال التدبير والفعل في الخلق كلِّه لله عزَّ وجل. قال الله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ” (التوبة 111).

في خطبة الجمعة للشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: بعد ان انتهى النصف من شعبان المعظم وتأجلت مسألة المشي الى كربلاء المقدسة يحسن بنا الآن ان نأخذ العبرة عما حصل فإن لكل شيء عبرة وهذا من اهم الامور التي يجب أن نأخذ منها العبرة توخيا للهداية والتعمق في الايمان وفي بعضها سنسمع بعض المناقشات بالحكمة والموعظة الحسنة بطبيعة الحال بعونه سبحانه وتعالى. وذلك بالالتفات الى عدة نقاط: النقطة الاولى: اننا عهدنا الاستعمار والمستعمرين منذ وجدوا يكرهون الاسلام الحنيف والمذهب الجليل ويكيدون ضده مختلف المكائد والدسائس ويريدون اضعافه بكل وسيلة ويكرهون القيام بشعائره وطقوسه ويحاولون تقليلها إلى أقل مقدار ممكن بل الغائها بالمرة بما في ذلك مواسم الزيارات وإصدار الكتب والنشرات وإلقاء الخطب والصلوات. ومن هنا كانت صلاة الجمعة شوكة في عين المستعمرين عامة لما كان وما زال فيها من عز المذهب والدين وهداية الناس والتسبيب الى لم الشعث وجمع الكلمة على الحق. وكذلك بطبيعة الحال فإن السير الى زيارة الحسين عليه السلام ايضا شوكة في عين المستعمرين. ومن الواضح انه يكون مشمولا لقوله تعالى : “وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ” (التوبة 120). النقطة الثانية : أنه كان من المتوقع والطبيعي ان تبذل اقصى القوة في سبيل منعه والحيلولة دون استمراره، الأمر الذي ينتج منه بكل وضوح التقليل من الشعائر الدينية والكفكفة من تصرف المجتمع بما فيه الهداية والإخلاص لله ورسوله والمعصومين. ولعله من باب الحمل على الصحة إن الجماعة لا يعلمون ان في ذلك نفعا للمجتمع. اذن فليعلموا من الآن ذلك وهو واضح وجداني لكل احد، غير قابل للمناقشة بل نقول لاي فرد لم يلتفت الى ذلك كما قال الشاعر: اذا كنت لا تدري فتلك مصيبة وان كنت تدري فالمصيبة أعظم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here