اعتداء إيراني جديد على إقليم كردستان يوقع عدداً من الضحايا

بغداد/ حسين حاتم

عاودت الصواريخ الايرانية قصفها الأراضي العراقية بعد هدوء استمر لقرابة الشهر، إذ جددت قوات الحرس الثوري قصفها الأول بعد تشكيل الحكومة العراقية برئاسة محمد شياع السوداني، على مقار تابعة للأحزاب الكردية المعارضة للسلطات الإيرانية في بلدة كويسنجق بمحافظة أربيل عاصمة إقليم كردستان.

وفي الوقت ذاته، استهدف قصف ايراني ثان مقراً تابعاً لحزب كوملة الايراني الكردي المعارض في محافظة السليمانية.

ويقول قائممقام قضاء كويسنجق طارق حيدري، لوسائل اعلام كردية تابعتها (المدى)، إن “10 اشخاص سقطوا ما بين قتيل وجريح اثر استهداف الحرس الثوري الإيراني لمقرات أحزاب كردية إيرانية معارضة”. واضاف حيدري، أن “القصف الصاروخي بدأ في الساعة الثامنة و49 دقيقة من صباح الامس واستمر لغاية التاسعة و15 دقيقة، باستهداف مقرات لاحزاب كردية معارضة لايران في منطقة القلعة”، مشيرا الى ان “القصف اسفر عن مقتل شخصين واصابة ثمانية اخرين”.

وتابع حيدري قائممقام قضاء كويسنجق، ان “مخيمات اللاجئين الكرد اخليت من الساكنين خوفا من آثار القصف اضافة الى توقف الدراسة في خمس مدارس ونقل طلابها الى مدارس اخرى”.

وبعد ساعات قليلة من الهجوم الصاروخي، تبنى الحرس الثوري الإيراني قصف مواقع في منطقة كويسنجق شمال اربيل وقضاء عربت ضمن محافظة السليمانية بإقليم كردستان.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية، بينها قناة العالم ووكالة تسنيم التابعة للحرس الثوري الإيراني، أن هذه الهجمات تمت بالطائرات المسيرة والصواريخ، حيث استهدفت مقرات احزاب وصفتها بـ” الارهابية” شمالي العراق . بالمقابل، نقل تلفزيون العالم عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني قوله إن طهران لن تصمت على الأنشطة المتشددة من قبل إقليم كردستان العراق وذلك بعدما استهدف الحرس الثوري مقرات للحزب الديمقراطي الكردستاني-إيران في أربيل.

الى ذلك، استنكرت وزارة الخارجية العراقية، الهجمات الإيرانية بالصواريخ والطائرات المسيرة على مناطق اقليم كردستان، واصفة إياها بـ”النهج العدائي”.

وقال المتحدث باسم الوزارة، أحمد الصحاف، في حديث متلفز، تابعته (المدى)، إن “العراق يدين ويستنكر بشدة الهجمات الإيرانية بالصواريخ والمسيرات على مناطق اقليم كردستان، اليوم، والتي اسفرت عن استشهاد وإصابة عدد من العراقيين الأبرياء”.

وأكد الصحاف أن “النهج العدائي والتجاوز الإيراني السافر على السيادة العراقية لن يكون عاملا للاستقرار، بل سيرفع مستوى الارباك والتوتر في المنطقة”.

وتوعد المتحدث باسم الخارجية بـ”اتخاذ العراق إجراءات دبلوماسية عالية المستوى ولن نتوانى في الحفاظ على سيادة وامن واستقرار العراق وشعبه”، مؤكدا أن “الهجمات الايرانية على كردستان تُغذي بيئة التوتر وتتيح للجماعات المتطرفة فرصة التمدد، وتكرس ان تكون الأراضي العراقية ساحة لتصفية الحسابات والنزاعات”.

وبين الصحاف أن “الدستور العراقي ينص على ان لا تستخدم الأراضي العراقية مقرا وممرا لإلحاق الأذى والضرر بدول الجوار، ورفضنا ونرفض الاجراءات الأحادية من الجانب الإيراني أو أي جانب يسيء لسيادة العراق، وان هذه الاعمال لا تتوافر على تنسيق مع الحكومة العراقية وتسيء لمبادئ حسن الجوار”. من جهته، أكد رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، أن الإقليم لا يريد أن يشكل خطراً على دول الجوار، بل عامل استقرار في المنطقة. وقال بارزاني في كلمة له خلال حفل افتتاح معهد الإبداع والتجديد باربيل، “للأسف، تعرضت منطقة كويسنجق وبعض المناطق الحدودية للقصف، إن إقليم كردستان يريد أن يكون عاملا للاستقرار في المنطقة، وله علاقات جيدة مع جميع جيرانه، لكن يجب على الحكومة العراقية أن تضع حداً لهذه الخروقات”.

بدوره، يقول الباحث بالشأن الأمني والستراتيجي علاء النشوع لـ(المدى)، إن “الهجمات المتكررة على الاراضي العراقية اصبحت شبه يومية، وإيران تعيش حالة من الفوضى وتسعى الى تصديرها الى دول الجوار”.

وأضاف النشوع، أن “رد الفعل من الجانب العراقي تجاه القصف الايراني خجول جدا ولا يرتقي الى المستوى المطلوب”.

واشار الباحث بالشأن الأمني، الى أن “النظام السياسي العراقي والمؤسسة العسكرية بحاجة الى ارادة قوية لدرء الاخطار والحفاظ على سيادة البلد”.

ولفت النشوع الى، ان “هنالك اهدافا ودوافع خلف القصف، كون اقليم كردستان له سمعة دولية واقليمية جيدة ذات تأثيرات كبيرة”. من جانبها، دانت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق يونامي، الهجمات الإيرانية على إقليم كردستان، فيما شددت على أن الحوار هو السبيل للمضي قدماً.

وذكرت البعثة في تدوينة، تابعتها (المدى)، “ندين تجدد الهجمات الإيرانية بالصواريخ والطائرات المسيرة على إقليم كردستان، والتي تنتهك السيادة العراقية”.

وأضافت، “لا ينبغي استخدام العراق كساحة لتصفية الحسابات ويجب احترام سلامة أراضيه”، مشيرة الى ان “الحوار بين العراق وإيران حول الشواغل الأمنية المشتركة هو السبيل الوحيد للمضي قدماً”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here