بيان حول كتاب :(دور الفكر في تقويم الحياة)

بيان حول كتاب :(دور الفكر في تقويم الحياة) :
و الذي سينشر قريباً إن شاء الله :
بينما محنة بلاد الرافدين كانت تتزايد و الغربان تُحلّق بأجوائها الملتهبة و للآن ؛ كنا نحن الثلة آلفتية المؤمنة نتواصى فيما بيننا كأصحاب الحسين(ع) .. يضمّ بعضنا بعضاً كآلعاشقين عند اللقاء خصوصاً بموسى و وافي البصري و كريم و محمد و فؤآد و مؤمن و بديع و موسى و خليل و غيرهم .. رغم ذلك الحصار المرعب و القهر و الشدّة و قلّة الناصر و المعين ؛ لكننا بقينا على العهد أحبّاء و عاشقين كروح موحدة و أنفاس طاهرة كانت تُضيئ مجالسنا وهم يتلون آيات الله و قصص الأنبياء و مواقف أصحابهم و يتواصون بآلحقّ و لم يمدّوا يد السلام للظالمين رغم الإغراآت, بل صبروا كصبر الحسين(ع) حتى ملّ الصّبر منهم, و كانت لأوّل مرّة في التأريخ بعد مأساة عاشوراء؛ يُعلن الصّبر إستسلامه أمام أؤلئك الأفذاد الكونيين, لأنّ أهل العراق حتى سكان المدن المقدسة .. ركعت بعد ما خُليت من أهل الحقّ كمحمد باقر الصدر و حسين معن و سعدي و محمد فوزي وووووو, و حلّ محلّهم الشياطين الذين يحكمون آلآن كالمرتزقة المنافقين مُدّعين نصرتهم كذباً و دجلاً للأسلام و للفيلسوف الكونيّ, لأنهم كانوا ينتمون إلى أحزاب الجّهل و المخابرات و الأمن و آلجيش و آلشرطة ولم يتعلموا من الحياة سوى آلغيبة و و التجسس وزرع العداوة و القساوة و الفرقة بين المحبين حتى داخل العائلة ليصطادوا في الماء العكر ما يمكن صيده, لكننا وحدنا صمدنا صمود البدرين في معركة غير متكافئة البته, و ما زلنا نواجه بقايا أؤلئك الخبثاء المنافقين الذين لا يرتاحون في مجالسهم إلا لتلك العادات المشينة و كشف عورات الناس كثقافة أصيلة لهم نتيجة لتربيتهم !

ونحن ما زلنا نبتسم للموت الذي كلكل على العالم و ليس العراق فقط .. لنشر الفكر و الثقافة و القيم و الرحمة و المحبة بين الناس رغم أننا صرنا كآلفريق الخاسر نعيش خارج الزمان و المكان كسقراط و علي و الحسين و الصدر .. لقساوة الناس و إنغماسهم في الملذات و آلرواتب الحرام, و هكذا نعيش سنوات حياتنا و للآن بظل هذه الأجواء اللاهبة, و ما زلنا صابرين لا نبغي سوى نشر الحقّ و العلم و الفكر لرضا الله تعالى مقابل كل الظلم بسبب فعال الأحزاب المتحاصصة التي لا تضم اليوم بين كتائبها إلا الأنتهازي و آلظالم و الفاسد.. و نحن ما زلنا نقاوم لهداية الناس الذين ما زالوا يعيشون من ناحية الثقافة و الفكر والأيمان في القاع, فما زالوا حائرين وعادوا حتى الذي يريد لهم الخير و الفلاح!؟

فسلام من السلام عليكم أيها الشهداء .. ها نحن على العهد سائرون و إن كُنا في آلصف الأخير بعد خيانة دعاة اليوم المتأسلمين للدّولار و المناصب , فآلشّوق غشانا للقياكم لنكمل مناسكنا بأمان عند مليك مقتدر حول العرش .. بعكس أهل الجنة الذين سارعوا لنيل ما وعدهم الله من الخيرات و آلملذات و الحُور العين و أنهار آلعسل و اللبن و آلخمر, أما أنتم أبيتم حتى تلك الملذات للبقاء عشاقاً أبد الدهر! فالملذات لم تعد لها طعم لأنّ غذائكم هو الفكر الكونيّ الذي حملتموه بأمانة مع جمـالكم الذي بغيابهِ تَقَبَّحَ كلّ شيئ في العراق و العالم, فالنّاس لم تعدّ تعرف الحُبّ و لا الوفاء و لا لا الصبابة و الأشواق و لا الصّدق بعد ما فقدوا البصيرة!
و أنتم طلّقتم كعليّ كلّ الدّنيا و سعيتم لِحَلّ لُغز الخلق و الوجود ؛ لتنصروا المعشوق أمام آلخلق فرميتم بأنفسكم في البلاء لتبرهنوا بتضحياتكم العظيمة ؛ أنّ هذا الأنسان – المطرود – المنبوذ المخلوق في كبد و الذي صبر و تحمل كآلحسين(ع) و صحبه؛ هو الجواب الفاصل الذي ما كنتم تعلموه !
وها هم قد أجابوا على ما كنتم تجهلوه ولو بعد حين من الدهر, بل و تركوا حتى الجّنة لأنّها لا تسعهم بعد ما عرفوا حقيقة المحبّة التي بها كشفوا سرّ الوجود الذي بدونه يختنق العاشق و يحزن المعشوق .

وها أنا كما تشهدون بقيت وحدي وفيّاً أبَيّن نهجكم من كتاب العشق الذي سطّرتموه لمن يُريد المعرفة و الكمال بالوصال مع المعشوق تمهيداً لظهور منقذنا, بعد ما وصل الحال ألحضيض و المسخ كما تشهدون لكثرة المنافقين أللاهثين وراء الفساد و المواقع و لقمة الحرام , فما عند الله خيرٌ و أبقى و الحمد له أبداً .
ألعارف ألحكيم عزيز حميد مجيد

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here