استفزاز متعمد أم صفعة.. كيف رأت دول الغرب سقوط الصواريخ على بولندا؟

بين “الاستفزاز المتعمد” و”الصفعة”، تبادلت روسيا وأوروبا الاتهامات بشأن مسؤولية سقوط صواريخ على بولندا، فيما لا زال الحلف الأطلسي يتحقق.

وزعمت تقارير أوروبية لا زال البيت الأبيض والأطلسي يتحققان منها، سقوط صواريخ روسية على الأراضي البولندية، بالقرب من الحدود الأوكرانية، مما أدى إلى مقتل شخصين.

وصب حادث سقوط الصواريخ الزيت على النار في الأزمة الأوكرانية، التي شهدت يومًا حافلا من التصعيد الروسي، تمثل في إسقاط قرابة 100 صاروخ على كييف، وفقًا للرواية الأوكرانية، للمرة الأولى منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

يأتي التصعيد بعد مغادرة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قمة مجموعة العشرين، قبل يوم من انتهائها، وبعد إلقائه كلمتها التي كال فيها الاتهامات لأوكرانيا، فيما كشفت تقارير صحفية عن مسودة بيان ختامي –لم يتم الاتفاق بشأنها حتى اللحظة- تدين العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا وتطالبها بإنهائها.

إلا أنه بمغادرة لافروف وبالتصعيد الروسي اللذين يضيفان إلى سقوط الصواريخ على بولندا –إن تأكدت الرواية التي تزعم بأن موسكو مسؤولة عنها- فإن الأزمة الأوكرانية تتجه إلى مزيد من التصعيد، الذي قد يجر معه حلف شمال الأطلسي، وخاصة بعد ردود الأفعال الأوروبية والغربية.

فكيف علقت بولندا؟
دعت بولندا المنضوية في حلف شمال الأطلسي إلى اجتماع لمجلس أمنها القومي وللحكومة الثلاثاء، وفق ما أعلن مسؤولون.

تصعيد جديد بأزمة أوكرانيا.. الجارة بولندا تدخل على خط “الحرب”
وقال المتحدث باسم الحكومة بيوتر مولر “بسبب الوضع المتأزم، دعا رئيس الوزراء ماتيوش مورافيتسكي إلى اجتماع لمكتب الأمن القومي”، فيما أفادت الوكالة البولندية نقلا عن الحكومة بأن مجلس الوزراء سينعقد.

وكان الإعلام البولندي قد أشار في وقت سابق إلى مقتل شخصين بانفجار في مزرعة في قرية بريفودوف قرب الحدود، ولم يرد أي تفسير رسمي بشأن أسباب الانفجار.

ماذا عن أوروبا والغرب؟
وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قالت إنها “تتحقق من” تقارير صحافية عن سقوط صاروخَين روسيَين “داخل بولندا أو على الحدود مع أوكرانيا”.

وقال المتحدث باسم “البنتاغون” بات رايدر لصحافيين: “نحن على علم بالتقارير الصحافية التي تفيد عن استهداف صاروخين روسيين مكانًا داخل بولندا أو على الحدود الأوكرانية”، مضيفًا: “ليس لدينا معلومات حتى الآن تؤكد وقوع ضربة صاروخية (..) نتحقق من ذلك بشكل أعمق”.

فيما أعلن حلف شمال الأطلسي أنه “يتحقق من” تقارير غير مؤكدة عن احتمال سقوط صواريخ روسية في بولندا مؤكدا أنه يعمل عن كثب مع وارسو العضو في الحلف، وفق ما ذكره مسؤول.

وقال المسؤول في الناتو طالبا عدم الكشف عن هويته “إننا ننظر في تلك التقارير وننسق عن كثب مع حليفتنا بولندا”.

وأعرب الاتحاد الأوروبي عن “صدمته” بسبب الأنباء عن مقتل أشخاص في بولندا جراء سقوط صواريخ روسية

وأعلنت الرئيسة الليتوانية داليا غريباوسكايتي تضامن بلادها “الكامل” مع بولندا، مؤكدة “أهمية الدفاع عن كل شبر من أراضي حلف الناتو”.

وزيرة الخارجية النرويجية أنكين هويتفلدت، قالت في بيان مقتضب، إن “حادثة سقوط صواريخ روسية في بولندا أمر خطير للغاية”، فيما قال وزير خارجية لاتفيا إدغار رينكوفيس، إن “الصواريخ الروسية التي تضرب أراضي دولة عضو في الناتو أمر غير مقبول، وهذا تصعيد خطير للغاية”.

وأفادت صحيفة وول ستريت جورنال أن نائب رئيس الوزراء اللاتفي أرتيس بابريكس، الذي يشغل أيضًا منصب وزير دفاع لاتفيا، قال إن الانفجارات في القرية البولندية نجمت عن هجوم صاروخي، مضيفًا أن مسؤولين بولنديين أكدوا أنباء الضربات الصاروخية.

وكتب بابريكس على تويتر: “أطلق النظام الإجرامي الروسي صواريخ لم تستهدف المدنيين الأوكرانيين فحسب ، بل سقطت أيضًا على أراضي الناتو في بولندا. ولاتفيا تقف تمامًا مع الأصدقاء البولنديين وتدين هذه الجريمة”.

وقالت وزارة الخارجية الإستونية، في بيان مقتضب صادر عنها، إن بلادها مستعدة للدفاع عن كل شبر من أراضي الناتو، معربة عن تضامنها الكامل مع بولندا. فيما طالب وزير الدفاع السلوفاكي ياروسلاف ناد، موسكو بتقديم توضيحات بشأن ما حدث، مشيرا الى أن “الأفعال الروسية غير المسؤولة تخرج عن السيطرة”.

أما رئيس الوزراء المجري فكتور أوربان فدعا مساء الثلاثاء إلى اجتماع لمجلس الدفاع، بحسب المتحدث باسمه زولتان كوفاتش، والذي قال إن الاجتماع بدأ عند الساعة 20,00 بالتوقيت المحلي (19,00 ت غ).

ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء الضربات الصاروخية الروسية الجديدة التي استهدفت شبكة الكهرباء في بلاده بأنها “صفعة لمجموعة العشرين”.

وكتب زيلينسكي على وسائل التواصل الاجتماعي أن “هذه الإبادة الجماعية للأوكرانيين ردا على خطة السلام هي صفعة ساخرة لمجموعة العشرين والعالم”.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك إن برلين “تراقب الوضع عن كثب”، مشيرة إلى أن برلين على اتصال مع بولندا المجاورة وحلفاء آخرين في الناتو.

كيف ردت روسيا؟
وصفت روسيا الثلاثاء تقارير أفادت بسقوط صواريخ روسية في بولندا المجاورة لأوكرانيا بأنها “استفزاز”. واعتبرت عبر حسابها على تلجرام أن “ما أفادت به وسائل إعلام بولندية ومسؤولون عن سقوط مزعوم لصواريخ روسية قرب بلدة بريفودوف ينطوي على استفزاز متعمد هدفه تصعيد الأوضاع”.

ويلتزم أعضاء منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) بالدفاع الجماعي، وقد أثار احتمال أن يكون الانفجار البولندي ناتجًا عن ضربة روسية مقصودة أو عرضية ناقوس الخطر.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here