وزير بريطاني: لم يعد لنا دور مركزي في العراق وعلى قادته تحمل المسؤولية

ترجمة: حامد أحمد

نفى مسؤول بريطاني امتلاك بلاده تأثيراً كبيراً على الوضع في العراق، داعياً الكتل السياسية إلى الاستماع لمطالب الشعب، محذراً من خروج تظاهرات جديدة شبيهة لما ما كان عليه الوضع في عام 2019 والتي تسببت بإسقاط حكومة عادل عبد المهدي.

وذكر تقرير لموقع (ذي ناشنال) ترجمته (المدى)، إن “أليستر بيرت، الوزير السابق لشؤون الشرق الأوسط بوزارة الخارجية البريطانية، أشار في حديث له خلال مؤتمر في لندن حول العراق بانه على قادة العراق ان يتصدوا للتحديات التي تواجه بلدهم وان لا يعولوا على شركاء خارجيين مثل بريطانيا بان تستطيع لعب دور أكبر في إعادة اعمار الدولة”.

وتابع التقرير، أن “بيرت قال في مؤتمر مبادرة العراق المنعقد في معهد (جاثام هاوس) للدراسات في لندن، انه من الواضح في الوقت الحاضر، ان مشكلة تحديد مستقبل أفضل للعراق أمر متروك بيد العراقيين والذين تم انتخابهم لقيادتهم، وليس بأيدي أي طرف من الخارج”.

وأشار، إلى أن “الجيش البريطاني يحتفظ بتواجد قليل من قواته في البلد لأغراض التدريب فقط وتطوير قدرات ومهارات القوات العراقية المطلوبة لمنع وكبح أي ظهور جديد لتهديدات عصابات داعش الإرهابية”.

وبين التقرير، أن “العراق كان قد ابتلي خلال السنوات والاشهر الأخيرة بسلسلة من المشاكل اشتملت على فساد منهجي ومعدلات بطالة عالية وفقر واحتجاجات شعبية وازمات سياسية”.

وأوضح، أن “البرلمان العراقي صادق الشهر الماضي على حكومة جديدة شكلها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني منهياً بذلك انسدادا سياسيا دام لأكثر من عام”.

ولفت التقرير، إلى أن “تحديات ما تزال قائمة ورغم حصول بغداد على دخل قياسي من عوائد النفط بسبب ارتفاع أسعار الخام، فان أبناء البلد البالغ عددهم 42 مليون نسمة يعيشون مع مشاكل كثيرة قائمة”.

ونوه، إلى أن “المسؤول البريطاني بيرت يعارض الدعوات التي تحث بريطانيا على لعب دور أكبر للتخفيف من مشاكل العراق الاجتماعية والسياسية”.

وقال بيرت، “بعد مرور 20 عاماً على الاجتياح الأميركي وبلدان التحالف للعراق عام 2003، لم يعد هناك دور مركزي لبريطانيا تلعبه في العراق”.

وأشار بيرت، الى “سلسلة المظاهرات والاحتجاجات المدنية التي انطلقت في عام 2019 ضد الفساد والطائفية السياسية وقلة فرص العمل”.

وتابع بيرت، “لأجل ان تسير الأمور نحو مستقبل واعد يتوجب على النخبة الحاكمة في بغداد ان تصغي لمطالب الشعب”. وشدد بيرت، على أن “الدور الذي يمكن لبريطانيا ان تلعبه في العراق في الوقت الحاضر يقتصر بنحو كبير على تشجيع المسؤولين المنتخبين على ان يتعايشوا مع العراقيين والاصغاء لاهتماماتهم ومطالبهم”.

وأكد بيرت، “ما لم يتم الاصغاء الى هذه الأصوات، فان اتجاه الحكومات لن يكون نحو الاحتياجات التي يريدها العراق ولا نحو المكان الذي يكون فيه العراق آمنا.”

وذهب التقرير، إلى أن “نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جينيفر جافيتو، تحمل نفس رأي المسؤول البريطاني بيرت”.

وقالت جافيتو، مخاطبة الحضور في المؤتمر، “على الرغم من ان الولايات المتحدة تنوي لعب دور في إعادة اعمار العراق لما بعد مرحلة الحرب ولسنوات طويلة قادمة، فانه لا يمكنها توفير الإرادة السياسية للتغيير الذي يطالب به كثير من العراقيين”.

وأجابت جافيتو في ردها على سؤال عن السبيل لمعالجة مشاكل العراق، بالقول إن “العراقيين هم من يحلون مشاكلهم بأنفسهم وليس بحلول مفروضة من الخارج.”

وأوضحت جافيتو، “لقد استثمرنا كثيرا في توفير التدريب المطلوب للقوات الأمنية العراقية من اجل ان تتولى حفظ امن بلدها بنفسها، اما الإرادة السياسية فانها شيء عائد للعراقيين”.

وأشار التقرير، إلى أن “سياسيين عراقيين سابقين مشاركين في المؤتمر طالبوا الحكومة الجديدة بأن تتخذ قرارات شجاعة من اجل تغيير الأوضاع وكبح الفساد وتنفيذ إصلاحات ضرورية”.

وقال الأكاديمي والسياسي ضياء الاسدي، خلال الملتقى في لندن، “علينا ان نكون واضحين، انه بدون تغيير النظام السياسي من الداخل فانه لن يتغير شيء، علينا ان نغير الأسس التي بني عليها النظام.”

من جانبه، يجد الأمين العام لكتلة الإطار التنسيقي البرلمانية عباس العامري، أن “الإصلاحات تأتي بعد استئناف تسلم السلطة”.

وأضاف العامري، أن “هذا الامر يتطلب خطوات عملية وتسلم السلطة هو الجانب الرئيسي لتمكين الإصلاح”.

وأشار العامري، إلى أن “الإصلاح يبدأ من نقطة رئيسة هي مواجهة الفساد وهو تحد يتطلب دعم العراقيين والحلفاء للحكومة من اجل مواجهته.”

عن: موقع (ذي ناشنال) الإخباري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here