الأستاذ عبدالجليل الركابي .. التاريخ والسيرة  .. الحلقة الثانية   

الأستاذ عبدالجليل الركابي .. التاريخ والسيرة  ..
الحلقة الثانية   
 
سنتناول  في هذه  الحلقة  من   –    تاريخ  وسيرة  الراحل الكبير  الأستاذ عبدالجليل الركابي   –  ،  ما يتعلق بحسبه ونسبه  وموقعه  الإجتماعي وإنتمائه  القبلي   ،  وقبل  ذلك كله   سوف ندون   بإيجاز   مفهوم  –  علم الأنساب  –   وماذا  يعنيه   ؟   ،   وهل هو علم  يجب الإهتمام به والنظر إليه بعين  الرعاية    ؟    ،   وبما إننا نكتب في السيرة والتاريخ   فمن إشراط ذلك  إعطاء مزيدا من الرعاية لهذا العلم   ،  الذي أهتم   به  الراحل الكبير وأولاه  رعاية  خاصة   ،   كان ذلك  في حوارته  مع  القريبين   أو تلك التي كان يجريها  في سياق تكوين  الوطن و تحديد ملامحه وشكله وهويته  الطبيعية   . 
ونقول :  علم الأنساب  ،  هو ذلك  العلم  الذي يرتبط  بمفهومنا العام للتاريخ   من الناحية  الموضوعية    ،  ويرتبط  كذلك  بالتدوين  التاريخي  أو تدوين  التاريخ  من الناحية العلمية    ،  وهذا الإشتراط   يأخذ صفته  الطبيعية  من  خلال المادة  التي يركز عليها  ويجعلها أساس عمله ،  ومن أجل  توضيح   معنى علم الأنساب  يلزمنا  :   
أولاً   :  تحديد صفة علم الأنساب   من حيث  هو  ،   وهل هو  علم مستقل  بذاته  أم  يقوم على غيره من العلوم     ؟   . 
وثانياً  :  وهل يرتبط علم الأنساب  بالبحث التاريخي  ودراسات المكونات الإجتماعية   ؟  . 
 في المداخلة التي أجرآها  جان مريتان  عن  طبيعة التاريخ  قال :    أن  علم الأنساب  هو  حلقة إرتباط  في سياق  البحث  التاريخي      ،  هذا بلحاظ   كون  اللفظ   –  جينيالوجيا –  بحسب  تعريف   الموسوعة الدولية   ،  هو لفظ مشتق   من  معنى دراسة المكونات الإجتماعية  لدى الأغريق القدامى ،  ونرى أن  العرب عرفوه   :  –   كعلم بالأسر والعشائر  والقبائل    –   ،  وصفة العلم  هنا  جهة إشتقاق لما   يقوم به  من  تنظيم   لحياة الناس ،  وفهم  قواعدهم   والكيفيات التي يعيشون على أساسها  من نواميس وأخلاق وعادات  وتشريعات وقوانين    . 
  وهذا يجعلنا   ننتمي إلى تلك الفئة  التي  تعتبره  علماً   مستقلاً من جهة  أصله  المعرفي  و التاريخي  ،  ومن جهة ثانية نؤيد فكرة كونه يعبر عن إرتباط طبيعي لمكونات المجتمع وأسس تنظيمها    ،  والفائدة المرجوة  من  فهمنا  لطبيعته  المادية   :  هو في  إحتراز  أو التوثق  من عدم  الخطأ  في  تقسيم  الحقوق  القانونية  والمواريث الشرعية   ،  وفكرة الإحتراز والتوثق   المشار إليهما  هنا  تعبير غير مباشر  لتلك الملكة التي يعتمدها  ويدعيها  علماء الكلام    ،   يروى أن النبي  عليه  السلام  قال  : –  تعلموا الأنساب كي تصلوا أرحامكم  –  ،  وهذه الجملة  إرشادية  و المعيار فيها   قيمتها الموضوعية  في حفظ الحقوق  الشرعية  والقانونية  التي  أشرنا إليهما  ،  وفي  عدم الإختلاط المضر بالبنية الإجتماعية  والأسرية  من جهة ثانية  . 
   و في مجال بحثنا  هذا   نريد  من هذا العلم  أن يوصلنا  للطبيعة المادية  والمعنوية للتكوين المجتمعي الواحد أو المتعدد  الأعراق  كما كان يركز عليه الراحل رحمه  الله    ،   يقول رحمه  الله :   (  ليس حكراً  على  المجتمعات  البدائية  الحفاظ  على شجرة النسب لها    ،  فشعوب العالم وأممه المختلفة   تحتفظ بهذه السمة  حيث أتجهنا  في أطراف هذا العالم الكبير   )   ،  ويضيف رحمه الله  :  إننا من خلال ذلك نستطيع  :  
أولاً  :   فهم طبيعة   التمايز الموجود  في  مختلف  المكونات الإجتماعية  ، من حيث العادات  والتقاليد  والشعائر  والسلوك الإجتماعي  في مجالي الحرب والسلم .    
وثانياً  :  يمكننا  فهم   كذلك  معنى  التعارف  المشار إليه في القرآن المجيد   ، كما قال  الله  تعالى   :  –  إنا  خلقناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا الحجرات13 ،  والإشادة  بمفهوم  التعارف  للتخفيف من حدة التمايز بحيث يكون صفة  إيجاب بدلا أن يكون صفة سلب  . 
وصفتي  التمايز أو التعارف  يعدها كثيرين  من السمات الغالبة   لدى معظم الشعوب والأمم  والقبائل  ،  وبهما أيضاً  يمكننا فهم نوعية وطبيعة الإنتماء والشعور الإجتماعي والوطني  يقول رحمه الله    ، والشعوب المشرقية والعربية  لا تخرج عن هذه  القاعدة  من جهتي    التكوين والوضع   ،   كذلك  وبنفس السياق  ساد  هذا  الواقع  لدى شعوب  العالم أجمع   ،    ففي أوربا  مثلاً  نقرأ عن القبائل الجرمنية وعن القبائل الهنغارية وعن  قبائل  الفايكنغ وغيرهما    ،  وهكذا في دول آسيا البعيدة  وأفريقيا  ولدى الهنود الحمر في القارتين   ،  وكثير منهم  لازال متمسكاً  و محافظاً  على تلك الصفات والسمات ،    كتعريف بهويتهم   أولاً    ،  وإنتمائهم  ثانياً    ،  أو  كالذي نرآه فيما تبقى من سلالات ملكية  أوربية   ، والمتمسكة بتاريخها ونسبها  رغم ماحدث من  ثورات صناعية  كبرى  وتطور تكنولوجي  باهر  ، أعني  أن  كل  هذا التطور  لم يستطع  محو  هذه السمات  الطبيعية والإجتماعية  . 
في جلسة خاصة جمعتنا به رحمه  الله  ،  قال  :  أن الثورة الثقافية في سلوك الناس وأنماط حياتهم  ، لم تستطع  نزع هذه القوة التي ترتبط بضمير الناس وتكوينهم ،  لذلك قال :   إن  الواجب  هو في التركيز  على إحترام –  إنسانية الإنسان  –  ،  بمعنى إن هذه السمات والصفات  ليست موجبات للقهر والتنظيم الطبقي السيء   ،  بل المطلوب  هو التركيز على أهمية الحقوق  المتساوية للجميع  من غير نظر  لهذه الصفات والسمات ،  وهنا يجد الراحل الكبير  إن المسؤولية تقع مباشرة في ذلك على الدولة والحكومة  ،   وطبيعة القوانين التي تُسن في ذلك من أجل  تنظيم المجتمع وحماية أفراده   ،  من هنا وجد رحمه الله  أن  :   القضاء  هو  أهم سلطة وأعظم سلطة  وعليه تقع المسؤولية والواجب  ،  في  تحرير الناس  من سطوة الإنتماءات الضيقة  والإعتبارات الإجتماعية ذات الصفة المحدودة  ،  يقول  رحمه  الله  : وحسنا فعلت منظمة الأمم المتحدة   ،  حينما سنت  ونظمت  قوانين  حماية الحقوق للجميع    ،  وجعلت من الحقوق مقدمة على الواجبات   ،  من غير نظر  في  نسب هذا الإنسان أو إنتمائه العرقي   ،  ويرى رحمه الله  :   إن الكتب السماوية في غالبها ركزت  على مفهوم   –  إنسانية الإنسان  –   من خلال الدعوة  لتكريم بني آدم  ، كما يقول الله تعالى  :  –  ولقد كرمنا بني آدم   –  الأسراء 70  ،  فأنبياء الله ورسله   كانت سباقة في  الدعوة والتبشير  بحماية  الأفراد من غير نظر إلى إنتمائهم الطبقي    ،  يأتي هذا  من خلال  التركيز على  الصفات الموجبة  التي يكون   العمل الصالح  الجزء الأهم فيها لأنه يؤدي إلى خدمة الجميع   . 
 ولكن لماذا  نتطرق  إلى –  علم الأنساب  –   ما دمنا نؤكد على أهمية العمل الصالح    وعلى  الحقوق   ؟   ،  يقول رحمه الله  :  إننا  مع كل مالدينا  لازلنا  ننتمي بالشعور المحسوس وغيره  إلى ذلك التكوين الأولي   ،  بل  ونحتفظ   و نعتني  بشجيرات النسب التي ننتمي  إليها   وهذا لا يضر بجهة إنتمائنا الوطني    . 
  أما لماذا يكون ذلك   ؟    ،  فيقول رحمه  الله :   أن بعض الدول والمجتمعات  لم ترقى  بعد  في سلم التطور الإجتماعي والمعرفي  ، و  لذلك تستند في  التعرف  على  قضاياها  وحاجاتها  الإجتماعية من خلال  تكوينها القبلي ،  ويقول :  ربما يكون ذلك من باب  سد النقص  حين تغيب قوى الدولة والقانون في القيام بمهماتها  الوطنية  والقانونية الصحيحة  في حماية التجمعات البشرية  من عبث الأخرين  ،  فيكون الإتكاء على النسب جزءا من الحماية  نفسها  ومن  الدفاع الفطري  نفسه    ،  وهذا الشيء يتكثف  وجوداً  في بلدان مثل العراق وبعض الدول  العربية والإسلامية  . 
ملاحظة   :   
 لكن  هل  دراسة الأنساب  تتم  بنفس الطريقة  التي تتم  بها دراسة   العلوم  الأخرى   ؟   ،  نقول  : المفروض  أن يكون ذلك كذلك ، لما قلناه في المقدمة  عن إندماج هذا العلم  بالتاريخ وتدوين التاريخ  الإجتماعي    ،   ومن خصائص العلم التي نعرفها  إنه  يحاول التعرف  على الأشياء  وتحديد ملامحها وصفتها من خلال قواعده المهنية الصارمة   هذا من جهة  ،   ومن جهة ثانية   كون الأنساب  تعتبر من قضايا التاريخ  التي دونت  عبر طرق شتى ،   والعلم  من صفاته انه يهتم بالتحري  عن طبيعة التدوين هذا   ،  والتحقق منه سواء  بمن  كانوا يحفظون معلوماتهم عن ظهر   قلب  أو  بالمادة  التي يرويها هؤلاء الحفاظ   ،   وقد برع العرب  كغيرهم من أمم الشرق وشعوبها في هذا المجال  ،  عبر كتب  وردتنا  نقرئها كفهارس أو مدونات لعلماء مهمين     ، ومن جانب أخر يمكننا إعتبار   علم الأنساب من الروافد المهمة التي تجعلنا أكثر إلماماً  بالشخصيات التي أثرت في الماضي   وعلى نحو ما   .
ونقول  :  إن مفهوم النسب  شكل  ثقلاً في الثقافة العربية  والإسلامية  ، فأنت حين تشير إلى أديب أو كاتب أو قاص فأنت دائماً تشير إلى حسبه ونسبه ، وهذا الشيء اللاحق يضفي أهمية ما  على المادة التي قدمها  فتأخذ   منها أو تردها   ،  بناءا على ذلك و بحسب ما يرقى إلى أذان السامع أو المتلقي  . 
  وشخصية   الأستاذ عبدالجليل  الركابي  تنتمي من جهة الإختصاص والنسب  إلى  قبيلة  –  بني ركاب  –  ،  تلك  القبيلة  الذائعة الصيت  والكبيرة  والمحترمة   ،  وذات الأثر  الملحوظ  في تاريخ شعوب المنطقة عامة   ،  فلا تخلو  بلاد  سواء من الجيران  أو من الأقليم  إلاَّ ونجد  هناك فرعا أو بيتا من بيوتات الركابيين   ،  وقد  أختُلف  في نسب هذه القبيلة  كما أُختُلف  في نسب معظم  القبائل العراقية والعربية  ،   والإختلاف  في ضبط الأنساب  كان  بسبب  التباعد  عن الأصل التاريخي  وشحة المدوناة  في هذا الشأن  ،  إضافة  للتمدد  والسعة  الكبيرين  الذي  جعل  لكل  قبيلة حكاية وقول في كل بلد ومكان  أستوطنوه       . 
ومبدئياً  نحن  متفقون   مع أراء  البعض  بأن  نسب  –  بني ركاب –  يعود  على  أسم  علم  ،   وليس على أسم صفة ،  أو مكان  ، أو عمل ،  أو حرفة ما   ،   ويعزز هذا القول  ما نقرئه  عن   –  ركاب  –  تلك الشخصية التي ورد ذكره  في كثير من المواضع  ، ومنها  ركاب بن محمد من ذرية  الإمام الحسن السبط عليه السلام    ،  ومن خلال  بحثنا  المتواضع  توفرت  لدينا  معلومات  عامة  عن  –  ركاب  –  الأسم  المنبثق  من ثلاث جذور وفروع  :     
الفرع  الأول  :   هو  ذلك  النسب العلوي الشريف   ،  أي أن   –  ركاب  –    هو :  –   ركاب  بن  محمد  بن الحسن بن عبدالله بن الحسن المكفوف الينبعي بن الحسن العابد بن الحسن المثلث بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن السبط عليهم السلام  –  راجع كتاب عمدة الطالب  في أنساب  آل أبي طالب  لجمال الدين الحسيني  ،  وكتاب  الغايات في الأنساب  لأبن الطقطقي النقيب المتوفي سنة 700 هجرية  -.  
أو  هو : –   ركاب بن الحسن بن كثير بن إبراهيم  بن أحمد بن عبدالله بن محمد الثائر الأكبر بن موسى الثاني بن عمرو بن عبدالله بن موسى الجون بن عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن السبط عليهم السلام –  كتاب الغايات في الأنساب لأبن الطقطقي  ..   
  وهذا تأكيد واضح  على أن  –  ركاب  – هو  أسم علم ذات  ،   متعلق بشخصية   معينة    ،  وإليه  يرجع  هذا اللقب  المعروف  –  الركابي  –  و هذه القبيلة  –  بني ركاب  –   التي أتت عبر هذا  الطريق الشريف    ،  و هذا  رأي  محترم   وله مريدين وأنصار   ،  فإعتبار  هذه  القبيلة من ذرية  الإمام الحسن السبط بن الإمام علي عليهما السلام ،  ولو صح  هذا النسب العلوي  فيكون ذلك  شرف ما بعده شرف  بل من  المفاخر  التي نعتز بها  ،  لأن  هذا النسب  سنام العرب  وشرفها المقدم    . 
ولكن  لماذا لا ينتسب  – بني ركاب –  إلى هذا الفرع العلوي  الشريف    في أعصارنا   ؟   ،   والجواب  في هذا المقام  كما نعتقد  هو    :   الخوف   من ملاحقة قوى السلطة  التي كانت  تمنع  ذكر علي عليه السلام وآله   ،  وتحاسب  كل فرد ينتمي  إليهم  بالنسب والحسب بل وبالفكر أيضاً    ،   فكان لا بد من التقية والتعمية خوفاً وخشية  ، وهذا راجح  بحسب الواقع الذي كان سائداً   . 
الفرع  الثاني  :  هو  النسب اليهودي  الصالح  ،   يعني إن  –  بني ركاب  –  هم فرع  من بني إسرائيل  ،  أو قل هم الفرع الصالح   كما يذكر ذلك    الإصحاح الخامس والثلاثون  من سفر إرميا  من الكتاب المقدس  ،  يقول  النص  المترجم عن العبرية   : –   الكلمة التي صارت إلى إرميا  من قبل الرب  في أيام يهوياقيم  بن يوشيا ملك يهوذا   ،   قائلة  :    إذهب  إلى بيت الركابيين وكلمهم ، وأدخل  بهم إلى بيت الرب إلى  أحد  المخادع  وأسقهم خمرا !!   ،  فأخذت يازنيا بن إرميا   إخوته  وكل بنيه    بيت الركابيين ،   ودخلت بهم إلى بيت الرب   ،  وجعلت أمام بني بيت الركابيين طاسات  وأقداح  ملآنة خمراً  ، وقال  :  لهم أشربوا خمراً  ، فقالوا :  لا نشرب خمراً   ،  لأن  –  يوناداب  بن ركاب   –  أبانا أوصانا قائلاً  :  لا تشربوا  خمرا أنتم ولا بنوكم إلى الأبد ، …. قالوا :  فسمعنا  لصوت   – يوناداب بن ركاب  –  أبينا في كل ما  أوصانا  به  ،  أن لا نشرب خمرا كل أيامنا ،   نحن  ونساؤنا وبنونا وبناتنا  .. من أجل هذا  قال  رب الجنود إله إسرائيل  :  لا ينقطع ليوناداب بن ركاب إنسان يقف أمامي كل الأيام   )    ،  وهنا كذلك  نلتقي برجل  أسمه   –  ركاب  –  وإليه ينتسب بيت من البيوتات الشهيرة  من بني إسرائيل  ،  وكما يقول الإصحاح  فإن هذا  النسل لم ينقطع  مع الظروف والأوقات والمحن التي مرت على بني إسرائيل  وإلى يومنا هذا  .  
الفرع الثالث  :  النسب الذي يرتبط  بأسم  –  ركاب  –  على نحو خاص ،  وهنا   سنستعين  بما ذكره الكاتب  الرائع  : –  نبيل  محمد حسن الكرخي  –  في كتابه  كشف النقاب عن نسب قبيلة بني ركاب  ،  ذكر الكاتب  أسماء  وردت في التاريخ  بأسم  – ركاب  –  منهم  :   
1 – ركاب بن  محمد  الحسني   ،  من نسل الحسن المثنى بن الإمام الحسن السبط عليه السلام ، و الذي  جاء  ذكره  عندنا  في الفرع الأول  من هذا البحث   .  
2 –  دليم بن ركاب   ،   وهو  الجد الأكبر لبني ساعدة  في دولة الإمارات العربية وسلطنة  عُمان  . 
3 –  سالم بن ركاب   ،  وهو  من تلاميذ   سراج الدين  المبارك  بن أبي بكر  الحنبلي  . 
4  –   نفيسة  بنت إبراهيم  بن سالم بن ركاب بن سعيد   الأنصارية  ،  وهي أخت  المحدث  المعروف  إسماعيل الخباز .  
5  –  يزيد بن ركاب الكلبي    ،   وهو  أحد قادة جيش الكوفة الذين قاتلوا الإمام الحسين عليه السلام .  
6 –    ركاب بن سعيد    ،  وهو أحد الرواة  في كتاب الكامل للجرجاني  . 
7 –  إسماعيل بن ركاب المعلم ، وهو أحد الرواة في كتاب سير أعلام النبلاء للذهبي  .  
8 –  عمر بن علي بن ركاب  ، أحد الرواة في كتاب سير النبلاء للذهبي  . 
9 – ويوناداب بن ركاب   ،   الذي  ذكرناه   في الفرع الثاني من بحثنا  عن سفر إرميا الإصحاح الخامس والثلاثون .  
هذه  أسماء أعلام وردت باللفظ  والدلالة  على أسم معين  ومحدد    ،  وفي العادة  حينما ينسب المرء  إلى قبيلة ما  ،  فإنما  يُنسب  إلى جده الأكبر  مقروناً  بشجرة دالة على ذلك     ،  وهذا هو الراجح عندنا بدليل واقع الحال وطبيعة التشكيل القبلي عند العرب وغيرهم   ،  ومن هذه الأسماء تتشكل القبائل  وتتكون تباعاً  ،  وأما التبعية التي  يقال ان بني ركاب  يعودون إليهم ، فقول لا يعضده دليل  إنما هو مجرد وهم  ولا أصل له بحسب الشجيرات التي تكتب هنا وهناك   ،  بل  هو قول أستحسنه البعض وتوهم إنه كذلك  ،  إذ  لا يصح نسبة هذه القبيلة  بثقلها  ووزنها  إلى سند منقطع  غير صحيح     .. 
ملاحظة  :   
كنا قد أشرنا إلى تمدد هذه القبيلة في بلدان المشرق والمغرب ،  وبالبحث نجد  هناك  في الغالب تنتمي إلى النسب العلوي الشريف  ،  سواء أكان هذا في بلاد الشام  ومصر والسودان وبلاد المغرب العربي  وحتى  إيران  ،  وذكر العلامة السيد محسن الأمين   منطقة  –  ركاب  –  بين نجد والحجاز  أستوطنها  بني ركاب      .    
وتبقى  قبيلة بني ركاب التي ينتمي إليها الراحل الكبير   أحد أهم   القبائل  التي كان لها دوراً فاعلاً في صناعة  تاريخ العراق الحديث    ،  وكان  لجده  الأكبر  الشيخ  فارس   دوراً  في تنصيب  زعماء هذه القبيلة الكريمة أيام الحكم العثماني   .. 
 فالأستاذ الكبير رحمه الله    هو : –  الشيخ  الحاج  عبدالجليل بن الشيخ إلحاج إبراهيم بن الشيخ  فشاخ  بن الشيخ  فارس بن سلمان بن مبارك بن عواد  بن زليف  بن  حمزة     –   والذي ينتهي  نسبه الأعلى  إلى  تلك السلالات الطيبة  والشريفة      ،   وهذا   هو  الراجح  عندي  من جهتي  الأب  و الأم   ،  فوالدته  المغفور لها بأذن الله   : –  هي  الحاجة  جميلة بنت الشيخ  علي بن الشيخ ناصر  بن الشيخ  فارس  إلى  حمزة  فركاب    ،     ولد  الشيخ  عبدالجليل  رحمه الله   سنة  1944 م   في قرية جده  الشيخ فشاخ الفارس   من نواحي   قضاء الرفاعي  التابع أدارياً   لمحافظة ذي قار  في الجنوب العراقي ، وفيها عاش وتربى وأشتد عوده  في أرض أجداده  –  الصفاوة الشمالية – التي كانت ملكاً  صرفاً  لجده  ،  والتي أخذت منهم عنوة ومن غير وجه حق  في ظل  قانون الإصلاح الزراعي  سيء الصيت  الذي طبقه  النظام البائد  على مناطق محددة من العراق   ..  
يتبع في الحلقة المقبلة  
راغب الركابي  

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here