إذا كان الخبر صحيحا فنحن ندعمه تأييدا :فكرة إلغاء سفارات عديمة الجدوى اقتصاديا وسياسيا

إذا كان الخبر صحيحا فنحن ندعمه تأييدا :فكرة إلغاء سفارات عديمة الجدوى اقتصاديا وسياسيا

بقلم مهدي قاسم

تداولت صحف ومواقع خبرا عن نية رئيس الحكومة محمد شياع السوداني بإلغاء عشرين سفارة في بلدان لا يتواجد فيها عراقيون ..
مع إنني لا أخذ تصريحات و أقوال هؤلاء المسؤولين بجدية و اعتبار لكونهم عوّدونا على أن يقولوا ما لا يفعلونه فيما بعد ، ولكن مع ذلك أوّد أن أشير إلى إنه :
قد ذكرني هذا الخبر بعدة مقالات سبق لي أن كتبتها في السنوات الماضية بهذا الخصوص ، ونُشرت في صحيفة صوت العراق وكذلك في صحف ومواقع أخرى ــ نقلا عن صحيفة صوت العراق ــ ، اقترحتُ خلالها على
الحكومات العراقية المتعاقبة إلى ضرورة إلغاء عدد من سفارات عراقية في الخارج نظرا لتكلفتها المالية الهائلة *والتي تثقل كاهل الميزانية العامة للدولة ، طبعا ، دون أي مردود تجاري أو اقتصادي أم سياسي يُذكر بحيث يستحق كل هذه التضحيات المالية الكبيرة و الفادحة.
بل ……………….
و اقترحت ـ(بالإضافة إلى جانب عملية اغلاق بعض سفارات ) في تلك المقالات ،فاقترحتُ فكرة دمج سفارتين في سفارة واحدة بين بلدين مجاورين خاصة في دول لا يوجد فيها إلا عددا محدودا من العراقيين ، فضلا عن انعدام أي نشاط اقتصادي ملحوظ أو نافع ، كسفارتي العراق في كل من التشيك و سلوفاكيا و بين سفاراتي صربيا و البوسنة والهرسك ، بين سفاراتي هنغاريا والنمسا ، و بين مولدافيا ورومانيا ، بين سلوفينيا وكرواتيا و بين الدنمارك والسويد ، هكذا هلمجرا ، مرورا في دول أفريقية وانتهاء بدول أمريكا لاتينية وآسيوية أخرى ، حيث قليل جدا وجود الجالية العراقية ، فضلا عن ضعف النشاط التجاري والاقتصادي المهم ــ مثلما أسلفنا أعلاه ..
بذلك يكون العراق قد وفرّ سنويا عشرات ملايين دولارات لميزانية الدولة ، وهي بالدينار العراقي يبلغ المليارات !، حيث يمكن توظيفها أو استثمارها لخلق فرص عمل للعاطلين الكثيرين جدا ، وكذلك في مجالات بناء وتأهيل مستشفيات ومدارس عصرية و راقية وتبليط طرق وتحديث بنى تحتية ومجمعات سكنية للمحتاجين ، سنة بعد أخرى ، بفضل هذه الأموال الهائلة التي ستجري عملية توفيرها ــ طبعا ، افتراضا ..
فلنتخيل نفقات سفارة عراقية واحدة في الخارج على هذا النحو التالي :
1ـ نفقات إيجار بناية مقرا للسفارة تبلغ مئات آلاف دولارات سنويا ، زائدا نفقات الصيانة ومصاريف الماء والكهرباء و الخدمات و رواتب البستاني وثلاثة حراس و اثنين من سائقي السيارة ، منظفة أو مقدمة الشاي والقهوة والخ ..
2 ـ راتب السفير و نفقات إيجار بيته الذي غالبا ما يقع في منطقة راقية ذات إيجار مرتفع جدا !..
3 ـ راتب سكرتيرة السفير ، وهي في الغالب موظفة محلية
3 ـ راتب السكرتير الثاني أو نائب السفير ونفقات إيجار بيته
4 ــ راتب القنصل ونفقات إيجار بيته
5 ــ راتب نائب القنصل ونفقات إيجار بيته
5 ــ راتب محاسب .. أو محاسبة ونفقات إيجار السكن ..
6 ــ مترجمان ــ على الأقل ــ وهما في الغالب من المستخدمين المحليين .
ربما موظفات وموظفين محليين آخرين ..
( علما أن معظم دبلوماسيي أو موظفي سفارات العراق في الخارج يمثلون أحزابا و تنظيمات حسب اتفاقات ضمن محاصصة طائفية وقومية مفروضة فرضا محاصصتيا كأولوية ، أي قبل أية جدارة مهنية أخرى !! ــ وهنا لا نقصد التعميم المطلق على الجميع )
ففي النهاية لنسأل سؤالا مشروعا : بالله عليكم ماذا يستفيد العراق من سفاراته في جزر القمر أو موزمبيق أو موريتانيا ، أو في كمبوديا أو في لاوس ، أو في أوروغواي ، في كولومبيا أم في كوستاريكا أو في أي بلد آخر ، حيث لا يوجد أي نشاط تجاري أو اقتصادي مهم ولا عدد معقول من الجالية العراقية ــ مثلا وليس حصرا ؟!..
بمعنى آخر فما هو الطابع التجاري أو الاقتصادي القوي والمكثف وذات مردود نافع ومفيد بين هذه الدول والعراق ؟ ..
إما ضئيل أو معدوم تماما .. أي لا شيء !..
وبالتالي فلا يستحق كل هذه التضحية المالية الكبيرة والضخمة .
……………..
* ( السوداني ينوي إلغاء 20 سفارة..
بغداد/ تميم الحسن
ينوي رئيس الحكومة محمد السوداني إلغاء عشرات السفارات بسبب عدم وجود عراقيين في تلك الدول ــ نقلا عن صحيفة صوت العراق )

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here