السوداني والذئب

مصطفى النعيمي

الامثال تضرب ولاتقاس ، ونأخذ الدروس من الاساطير ونستفاد منها ، عندما كنا اطفالا كانت اسطورة او قصة ليلى والذئب تلاحقنا اينما ذهبنا ، فالوالد يحكيها لنا والوالدة تعيدها والجد والجدة والعمة والخالة فأينما ذهبنا نجد هذه الاسطورة تسبقنا الى احضان من يحبنا ،ليكلمنا عنها ، وهذا كله ليوصلوا لنا فكرة ان على ان بطلة القصة لم تسمع كلام والدتها التي كلفتها بالذهاب الى جدتها لتأخذ لها الكعك الذي خبزته الام ، ونصحتها بالذهاب في الطريق الصحيح (العدل) والابتعاد عن الطريق الخاطئ ( الاعوج) ، لتبتعد عن المشاكل ولكنها خالفت اوامر ونصائح الام ، وارادت ان تجرب الطريق الغير صحيح ( الاعوج) ، لتلتقي بالذئب المتوحش الذي طلب منها ان يتسابق الى بيت جدتها ، فسلك طريق مختصر ووصل الى بيتالجدة ويلتهما ، وكانت النهايات لتلك القصة مختلفة وحسب الراوي ، فالاب ينهي القصة بالتهام الذئب للجدة وليلى ، اما. الام فتنهي القصة بتدخل صياد ليفتح بطن الذئب ويخرج الجدة ، وهكذا اختلف النهايات بين السعيدة والتعيسة ،لنفرح على فرحها ونحزن على حزنها ، اليوم بطل القصة هو السيد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني المعروف بنزاهته ووطنيته ، اما الامفي هذه القصة هو الشعب العراقي ، الناصح وصاحب. الطلب للسيد السوداني ، ليواجه الذئب والذي يمثل آفة الفساد النهب والسرقات التي نخرت البلد واحالته الى بلد. أًُبيحت سيادته واصبح الاغلب يتعاملون معه باستصغار ، ام الجدة فهو العراق ، فاما ان يسمع السوداني للشعب فيقضي على الفساد ويعيد العراق الى مساره الصحيح وينقذه من فك الذئب الذي سوف يلتهمه ، واما ان لا يستمع للشعب وطلباته ،فيلتهم الفساد ما تبقى من العراق ويحترق تاريخ السوداني المشرف ويضيع بين الملفات الكثيرة والكبيرة من النهب والسرقات والفساد وغيرها.

مضى على تشكيل الحكومة حوالي الشهر ، ونرى ان هناك

تحركات كثيرة من قبل الحكومة باتجاه الاعمار والقضاء على

الفساد وتقديمالخدمات للمواطن ، ولكن الانطلاق بأي مشروع ليس بصعوبة المحافظة على استمراريته ، فاليوم نحتاج ان نرى هذا النشاط مستمر ،وملموس وواقعي وبعيد عن الورق وادراج المكاتب ، نحتاج ان يترجم الى عمل الى اعمار الى خدمات

سكنية وصحية وبنى تحتية ، والسؤال الذي يطرحه اغلب

العراقيين ، هل سيستمر السوداني على نفس الوتيرة ،ويترجم برنامجه الحكومي على ارض الواقع ؟ ام يترك الجدة ليلتهما الذئب ؟.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here