أطراف سياسية تسعى لعرقلة جلسة برلمانية لإدانة القصف الإيراني

بغداد/ تميم الحسن

يتوقع جلسة عاصفة يوم الثلاثاء المقبل في البرلمان إذا تمكن الاخير من مناقشة التهديدات الايرانية المتصاعدة لاقتحام الأراضي العراقية.
وستكون المرة الاولى التي تتناول فيها القوى السياسية الهجمات الايرانية على الاقليم بمستوى تمثيل رفيع يتم الحديث عنه.

ويرجح ان تحضر الرئاسات الثلاث وقادة الاحزاب وقيادات عسكرية رفيعة الجلسة التي لم يعلن عن موعدها بشكل رسمي حتى الان.
وتحاول فصائل مسلحة مقربة من طهران، لديها تمثيل برلماني، ان تعرقل عقد الجلسة او منع مجلس النواب من الخروج بإدانات شديدة ضد ايران واستبدالها بكلمات عائمة.
وبحسب معلومات، فان بعض تلك الفصائل التي لديها برلمانيين، قد اصرت على زج الهجمات التركية في جلسة المناقشات المرتقبة، للتشويش على التهديدات الايرانية.
وكان الاطار التنسيقي، قد انشغل في حزيران الماضي، باحتلال مقاعد التيار الصدري (استقال نواب التيار في نفس الشهر) في جلسة كانت مخصصة بالأساس لادانة القصف التركي.
وبحسب بعض الوكالات الغربية، فان طهران قد هددت باجتياح العراق بذريعة ملاحقة المعارضين الايرانيين الكرد، بالتزامن مع اعلان هجوم تركي جديد في كردستان تحت اسم “مخلب- السيف” لملاحقة حزب العمال الكردستاني المعارض لانقرة.
ومازال العراق يواجه مصاعب امنية، حيث قتل اول امس 4 جنود في هجوم يعتقد شنه داعش على ثكنة عسكرية جنوب كركوك.
وفي تلك الاثناء أعلن النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، شريف سليمان، عزم البرلمان، عقد جلسة سرية لإلزام الحكومة بالرد على اعتداءات دول الجوار التي تنتهك فيها سيادة البلاد.
وقال النائب في حديث متلفز إن “جلسة سرية سنناقش خلالها الاعتداءات الايرانية والتركية على سيادة العراق، كون سيادة العراق مخترقة لسنوات عديدة وقد طفح الكيل”.
وأضاف أن “الجلسة ستلزم الحكومة بصيانة العراق والحفاظ على امنه وسيادته واتخاذ القرار باجراء الحوار مع دول الجوار لا سيما ونحن نشهد اساءات متكررة”.
وأكد أن “الجلسة السرية ستحضرها شخصيات من أعلى المستويات من مسؤولين وأحزاب، وكذلك السلطات الثلاث”.
ولم يعلن البرلمان حتى الان عن عقد الجلسة المفترضة، فيما نشر جدول اعمال جلسة اليوم الاثنين ولم تتضمن مناقشة تلك الهجمات.
وتقول مصادر سياسية مطلعة لـ(المدى) ان “بعض القوى السياسية والفصائل المقربة من طهران تحاول منع عقد تلك الجلسة لادانة ايران، او ان تخفف من بيانات الادانة الى كلام دبلوماسي”.
وتزداد الشكوك باستهداف إيران للأراضي العراقية مع كشف (المدى) قبل نحو اسبوع وجود اسماعيل قاآني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني في العراق.
وظهر قاآني بشكل علني مع مهدي الصميدعي الذي يدير دار الافتاء، فيما لم تظهر اية صور في لقاءات مزعومة جمعت الأول مع قادة عراقيين.
وتداولت صورة يوم الجمعة الماضي، تظهر الجنرال الايراني مع الصميدعي في جامع ام الطبول غربي بغداد، وبرفقتهم السفير الإيراني محمد كاظم آل صادق.
وتتهم ايران الاحزاب الكردية المعارضة بالوقوف وراء موجة الاحتجاجات المستمرة منذ 3 اشهر في طهران.
ويقول مسؤول قريب من الاحزاب الايرانية الكردية المعارضة في حديث لـ(المدى) وطلب عدم نشر اسمه ان “تهديدات طهران بالاجتياح غير حقيقية، وهي هروب من الازمة الداخلية لكن هناك فصائل عراقية هي من تشجع على الهجوم”.
ونفى المسؤول ضلوع تلك الاحزاب بما يجري في ايران، لكنه اضاف: “طهران لديها توغل كبير داخل العراق وتعرف كل المعلومات وهذا يشكل خطراً على المعارضة الايرانية”.
وبحسب معلومات غير رسمية فان طهران تتوغل داخل الاراضي العراقية بنحو 20 كم، فيما ادعت طهران في وقت سابق بان لديها اتفاقية مع العراق لنزع سلاح المعارضة.
وكشف وزير الاستخبارات الإيراني إسماعيل خطيب العام الماضي، عن اتفاق جرى مؤخرا بين بلاده والعراق، يقضي بنزع الأخير سلاح الأحزاب الإيرانية الكردية المعارضة في إقليم كردستان.
وقال الوزير في تصريح نقلته وكالة “فارس” الإيرانية شبه الرسمية، “ستقوم السلطات العراقية بنزع سلاح العناصر الإرهابية المضادة للثورة في إقليم كردستان العراق في أقرب وقت ممكن، بعد الاتفاقات التي جرى التوصل إليها”.
وتتهم طهران مجموعة “البيجاك” التي تقول بان اعدادهم تتراوح بين 1000 الى 1200 بين سوريا والعراق، بتنفيذ هجمات داخل الجمهورية الاسلامية.
و”البيجاك” هي قوات تابعة لحزب الحياة الحرة الكردستاني بزعامة عبدالرحمن حاجي أحمدي الذي تأسس في عام 2004.
وادانت وزارة الخارجية العراقية قبل اسبوع، القصف المدفعي والصاروخي الإيراني، على أربع مناطق في إقليم كردستان العراق، ما أدى إلى مقتل واصابة 9 اشخاص.
وقالت الخارجية في بيان إنها “تدين بأشد العبارات الاستهداف المدفعي والصاروخي من قبل الجانب الإيراني، متزامنا مع إستعمال عشرين طائرة مسيرة تحمل مواد متفجّرة، طالت أربع مناطق في إقليم كردستان العراق، وأوقعت أعدادا من القتلى والجرحى، في تطور خطر يهددُ أمن العراق وسيادته، ويضاعِف آثار الخوف والرعب على الآمنين من المدنيين”.
ورأت أن “هذه الأعمال الإستفزازيّة، أحادية الجانب، تعقد المشهد الأمني وتلقي بظلالها على المنطقة ولن تساهم إلا بالمزيد من التوتر”، مؤكدة أنها تتابع عن كثب تطورات القصف المتتابع.
وكانت طهران قد تبنت قصف مقرات الحزب الديمقراطي الكردستاني – إيران المعروف بامس (حدكا)، في كويسنجق، ومقرات الجمعية الثورية لكادحي كردستان وجمعية كادحي كردستان إيران في زركويز بالسليمانية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية ناصر كنعاني تعليقاً على قصف قوات الحرس الثوري لهذه المقرات في اقليم كردستان: “لن نتهاون بشأن أمننا الحدودي وسنرد على تهديدات الجماعات الانفصالية في كوردستان العراق”.
بدوره يؤكد الباحث السياسي الكردي كفاح محمود في حديث مع (المدى) على “صعوبة إطلاق طهران عملية برية شاملة وانما الاستعاضة بعمليات محدودة للبحث عن المعارضين”.
وينفي محمود وجود قوات مسلحة كردية معارضة لإيران في كردستان، وبين ان “هناك مقرات للأحزاب المعارضة في كويسنجق الواقعة بين اربيل والسليمانية”.
وتابع الباحث السياسي: “لكن هذا لا ينفي ان يكون هناك بعض المسلحين في المناطق الجبلية الوعرة التي تفصل بين العراق وإيران وهي مناطق لا يستطيع العراق تطهيرها”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here