لحية وبيادة!!

هايل علي المذابي

شيئان قيّمان في الوطن العربي: اللحية والبزة العسكرية!!

كانت اللحى في أزمنة غابرة مبعثاً للطمأنينة لكنها اليوم أصبحت مصنعاً للقلق ومدعاة للنفور و لم يقتصر السوء الذي تبعثه فقط على صاحبها وإنما على ما يعتنقه من معتقد فتم تشويه صورة الإسلام عموماً؛ وما يجب فهمه أن الإسلام ليس لحية ، الإسلام معاملة وأخلاق وبالمثل البزة العسكرية فبدلاً من أن تكون مدعاة للأمان وباعثه للإرتياح أصبحت نذير شؤم في نظر المواطن وكل ذلك لم يكن ليحدث لولا استخدامها استخداما غير مشروعا مثلما استخدمت اللحية لأغراض غير سلمية وغير مشروعة فصار وجودها أخطر من وجود القنبلة النووية التي تهدد الجنس البشري بالإنقراض …

إن الوطنية ليست في بزة نلبسها أو شعاراً نتزين أو نتجمل به والدين بالمثل ليس لحية نربيها كل ذلك يجب أن يكون تعامله راقياً والأخلاق الراقية هي ما تؤكد للآخرين جمال ورقي ما نعتنقه من فكر ومعتقد ..

البزة العسكرية شكل هوس ارتدائها إجهاضا للعملية التربوية وشللاً في المفاصل التعليمية فبدلاً من التسلح بالعلم والمعرفة صار التسلح بها وبدلاً من التسلح بحب الآخرين والتأسيس لثقافة المحبة والتسامح تم التأسيس لثقافة القوة والعنف ولا تختلف اللحية كثيرا عن هذا، حين نتحدث عنها كرمز، فسعى أصحابها جاهدون للتميز ليس بها فقط وإنما بما يفعلونه من خراب ودمار وكان الأجدى بهم أن يكونوا سفراء أخلاق ومحبة لا سفراء للقنبلة ..

قيمة هذان الشيئان في هذا الوطن إن كان لهما قيمة فهي قيمة سيئة جداً، إنها تعمل جاهدة بأفعال أصحابها على صناعة الفوبيا لدى الآخر والفادح أنه ليس في حساباتها أي رؤية عن وضع البلاد وما يحتاج من دعم فأضحى ضحية لأفعالهم وتوقف بالتالي الدعم الخارجي له وسببوا حالة استنفار شديدة في العالم برمته وليس عربيا فقط..

إن أهم مشكلة قد يعاني منها من يتحدث باسم الدين أو باسم الوطنية هي أنه يختزل ما يمثله في شكله ويعتبره حكراً عليه ويلغي الآخرين من حساباته ويرى أنه على الصواب فقط ويثق مطلقاً في حجته وكل دعوة للحوار معه لا تغير شيئاً من قناعاته تلك في حال قبل الحوار مع الآخر أي لا جدوى من الحوار معه في الحقيقة سواء قبل به أم لم يقبل والأكثر من ذلك أنه لا يرى أحد غيره قادر على إحداث تغيير في المجتمع أو حتى في العالم إلا عن طريقه وعلى طريقته وهذه الأخيرة ومع الأسف ترى أن المخالف يستحق الموت ولا تتقن شيئا غير العنف …

إن أهم ما أريد أن أوصله وأختم به حديثي هو أن محمد بن عبدالله جاء داعية للمحبة وسفيراً لمكارم الأخلاق وفتوحات من اهتدوا بهدية كانت بسماحة الإسلام وليس بإرهاب اللحى أو جبروت البيادة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here