معامل المقاعد المدرسية متوقفة ونزاع دام على مقعد

ماجد زيدان

افاد مصدر امني بمحافظة النجف، يوم الأحد، الماضي بإصابة 14 شخصاً في هجوم على مدرسة بناحية المناذرة اثر خلاف بين طالبين أدى بذوي احدهم للهجوم على متوسطة ابو الأسود الدؤلي باستخدام العصي والحجارة والاسلحة النارية.

الخبر مؤلم ويثير الغضب الشديد والادانة ليس على جهالة ذوي المعتدي فحسب , وانما ينبغي توجيه اللوم الى مديرية التربية في النجف التي لا توفر المستلزمات المدرسية الاساسية لمدارسها وتترك طلابها في اجواء غير صالحة للدراسة ,

الواقع ان هذا الحال المائل والمتردي تتشاطر فيه مدارس كثيرة في العراق كله , ولا توجد لدى وزارة لتربية احصائيات دقيقة عنها , فبين الحين والاخر تنشر وسائل الاعلام صورا وفيديوهات عن تلاميذ يفترشون الارض في الصفوف وبعضهم يتلقى مواد المنهج وقوفا , خصوصا اذا كان اعداد التلاميذ في الصف الواحد تتجاوز ال 90 طالبا , لأنه لا توجد في مدارسنا قاعات دراسية بسعة 30 رحلة مدرسية ,

ومن المشاهد المؤلمة ان هناك طلبة يحملون يوميا ” جدولية ” لفرشها على ارض الصف في المدارس الطينية للجلوس عليها .

المفارقة الكبرى ان احد المسؤولين صرح قبل ايام متبجحا بانه المعامل الخاصة بصناعة المقاعد الدراسية تسد الحاجة وتحقق الاكتفاء الذاتي , اذا كان هذا الكلام حقيقة لماذا لا تزود مديريات التربية بحاجتها من الرحلات المدرسية وتنهي النزعات والخلافات بين الطلبة في المدارس التي تعاني من الاكتظاظ في الصفوف وعدم توفر المقاعد ام انه مجرد تصريح للاستهلاك وللهروب من المشكلات ومعالجاتها ,

ان انشاء معامل لصناعة المقاعد والاثاث المدرسي مسألة بسيطة ولا تتطلب جهدا ومالا كبيرين , كما ان العمالة والخبرة متوفرة الى جانب امكانات القطاع الخاص العالية في النجارة .

المشكلة هي في الارادة المفقودة للعمل على بناء مستلزمات العملية التربوية واستغلال الامكانات المتاحة وتطوير وانشاء ما نحن بحاجة اليه ,

لا ضمان لعدم تكرار الفوضى وهذه النزعات الدامية في ظل الجهل والتخلف وغياب تشخيص الاسباب الحقيقية وراء هذا الواقع المتردي في المدارس.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here