تقرير اسرائيلي يدعو واشنطن لدعم المعارضة في إيران لإسقاط النظام


دعت صحيفة “جيروزاليم بوست” الاسرائيلية، يوم الثلاثاء، الولايات المتحدة الى دعم المعارضة في ايران من اجل اسقاط النظام في طهران، مشيرة الى ان ايران تشكل خطرا متزايدا على اسرائيل والولايات المتحدة وغيرهما.

وذكرت الصحيفة الاسرائيلية في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، ان “التظاهرات الحالية في ايران والتي بدأت في منتصف ايلول/سبتمبر الماضي، تعتبر الاكثر قوة مقارنة بموجات الاحتجاج التي شهدتها ايران من قبل، مضيفة ان “العديد من المتظاهرين يريدون اسقاط النظام، وان واشنطن تأمل ان ترى “تغييرا للنظام” في طهران مذكرا بان الرئيس الامريكي جو بايدن كان تحدث في 3 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، عن رغبة ادارته بتحرير إيران”.

وبرغم ذلك، لفت التقرير الى ان الولايات المتحدة “تتجنب” فكرة تغيير النظام بعد الصراعات المكلفة التي جرت في العراق وافغانستان. الا ان التقرير اشار الى انه بخلاف افغانستان في العام 2001، والعراق في العام 2003، فان الاضطرابات في ايران والتي قد تقود الى تغيير النظام، ليست ناتجة عن دور للولايات المتحدة ولا قيادتها.

واوضح التقرير الاسرائيلي ان المعارضة الايرانية تمثل حركة متجذرة ، ولهذا فان كفاحها يعتمد على الشعب الايراني، وهو الحال اللذي يجب ان تبقى عليه، الا انها تحتاج الى المساعدة.

وتابع التقرير ان ايران تشكل “تحديا خطيرا” للولايات المتحدة وحلفائها، وخاصة في الشرق الأوسط، وذلك بسبب سياستها الخارجية وبرنامجها النووي، مضيفا انه اذا تمكنت ايران من انتاج سلاح نووي، فان ذلك سيصعد الصراع مع اسرائيل التي لديها بحسب مصادر عدة، قنابل نووية، وقد تقع بينهما، حرب نووية.

وبالاضافة الى ذلك، فان من التداعيات الرئيسية تتمثل في انه بعد حصول ايران على سلاح نووي، فان دولا اخرى في الشرق الاوسط مثل السعودية، ستسعى الى للحصول على سلاح نووي، وهو ما سيجعل المنطقة اكثر خطورة ليس فقط بالنسبة لمن يعيش فيها.

ولهذا، يعتبر التقرير ان “نظاما ايرانيا جديدا، قد يكون اكثر اعتدالا”، وانه حتى لو حافظ على البرنامج النووي، فانه قد لا يسعى الى تطوير اسلحة نووية، وهو احتمال افضل من النظام الحالي.

وتابع التقرير ان النظام الايراني الذي يسبب المعاناة لسكان الشرق الاوسط، بما في ذلك للايرانيين، يفعل الشيء ذاته بالنسبة الى الاوروبيين، في اشارة الى دور ايران في دعم روسيا في حربها في اوكرانيا، وانه بذلك، في حال استبدال النظام الايراني، سيعرقل ذلك العملية العسكرية لروسيا.

وبعدما اشار التقرير الى رغبة ايران في تنصيب انظمة موالية لها في العراق وسوريا واليمن ولبنان، اعتبر التقرير الاسرائيلي ان اسقاط النظام الايراني، سيخدم المصالح الامريكية في الشرق الاوسط كتحقيق الاستقرار واعادة اعمار دول عربية كالعراق.

وللمفارقة، يقول التقرير ان محاولة ايران السيطرة على دول اخرى، قد يؤدي بها الى فقدان سيطرتها على دولتها نفسها. وفي حين لفت الى عقوبات فرضتها وزارة الخزانة الامريكية قبل ايام على سلطات اعلامية في ايران بالنظر الى دورها الى جانب الحكومة في قمع الناس وفرض الرقابة وقطع الانترنت، قال التقرير ان على الولايات المتحدة ان تفعل المزيد من اجل مساعدة المعارضة الايرانية، وهو دعم يمكن الا يكون مكلفا.

واوضح ان بامكان واشنطن ان تستخدم قدراتها السيبرانية والالكترونية من اجل مساعدة المعارضة الايرانية في هذا المجال، مضيفا ان المعارضة تحتاج ايضا الى دعم مالي لتلبية احتياجاتها الاساسية كالغذاء والاتصالات ومعدات الحماية وغيرها.

وبرغم ان التقرير لم يستبعد ان تصل هذه الاموال والموارد المرسلة الى ايران، الى “الايادي الخطأ”، الا انه اضاف انه بحال وصل بعض هذه المساعدات الى حيث يجب ان تصل، فذلك سيكون شيئا مساعدا.

وتابع ان مثل هذه المساعدات، قد تكون مساعدة عمليا، وفي جعل المعارضة الايرانية تدرك انها ليست وحدها في هذا الكفاح. كما اقترح التقرير العمل من اجل تحريك الاقليات في ايران والتي تتعرض للقمع، مثل العرب والكورد وغيرهم، معتبرا انهم يريدون ايضا رؤية سقوط النظام الايراني.

وختم التقرير بالقول انه برغم “التجربة السيئة” للولايات المتحدة مع مبدأ “تغيير النظام” في افغانستان والعراق، فان “الظروف في ايران، مختلفة”، مشيرا الى ان الايرانيين بدأوا هذه العملية ومستمرون في كفاحهم برغم تعرضهم لخسائر قاسية ويواجهون اعتقالات واسعة وغيرها من المخاطر.

وخلص الى القول إن “بامكان ادارة بايدن، سواء بشكل غير رسمي او رسمي، بذل المزيد من الجهد لمساعدة المعارضة الايرانية”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here