المآرب السياسية تقودنا!!

المواقع والصحف بأنواعها تحتشد بالكتابات المرهونة بالمآرب السياسية , فالأقلام ربما تتحول إلى مطية للمآرب المغرضة في نواياها وتطلعاتها.

والأكثر مقروئية يقع في هذه الخانة , وذلك خطر على الوعي العام , وإساءة لبناء الرأي وإتخاذ القرار , لأن المآرب السياسية تسعى للتحريف , والإتيان بما يمكن توظيفه لتحقيق الأهداف المرسومة , ولهذا فالكتابات ستكون تعبيرات عن صدى المآرب السياسية.

ومن الصعب أن تجد كتابات صادقة ذات قدرة على تجاوز المآرب والبحث في الجذور , وإبراز الحقائق والغايات الكامنة وراء التصريحات والمسرحيات , التي يتم إخراجها بإتقان نفسي وسلوكي مدروس.

بل أن هذه الكتابات لا تُقرأ لأنها تريد إعمال العقل , وإنتشاله من مستنقعات العطل والشعور باللامسؤولية , لأن السائد أن العقل لا يعمل وملغي ويستعير عقل الكرسي ويعبر عنه ويمثله , لتنامي نزعة إلقاء المسؤولية على الآخر.

ووفقا لمعطيات هذا السلوك فنهوض الأمة سيتعثر , لأنها في مراوحة وإستنقاع , وفيها نخب تسعى لترسيخ ما يؤذيها ويعطلها , وتحسب أن ما تكتبه يساهم بغير ذلك , لأنها سقطت في مطب المآرب وأصبحت تدين بها , وتتخذها مواضيع للكتابة والإبداع الزائف المريض , الذي يصيب رأس الأمة بعاهات وأوجاع حضارية مريرة.

أي أن كُتاب المآرب السياسية يخدمون مساعي الكراسي وتطلعاتها السيئة , ويسوغونها للناس ويسوقونها وهم لا يشعرون.

إن الكاتب الحقيقي الذي يؤمن برسالة الكتابة عليه أن يكون باحثا عن الحقيقة , ولا يكون عاطفيا إنفعاليا , إنعكاسي الإستجابات , ومسكون بأحكام مسبقة وتصورات مبنية على أكاذيب وخداعات ومعتقدات , ولا يكون متدرعا بأتراس إنفعالية تذهب ببصيرته , وتعمي بديهيته وتحوله إلى أداة صماء.

أو دمية خرقاء تحركها أصابع المحترفين الساعين لإجهاض الخير والفضيلة , وإعلاء شأن الرذيلة والسوء المقيت.

فهل من كتابة ذات أفق إنساني مبين؟!!

د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here