مسؤولون استراليون ينتقدون عودة عائلات (داعش): لا تضعوا الجلاد والضحية في المكان ذاته


كشف مسؤولون محليون استراليون،الجمعة، أن إعادة الحكومة عائلات تابعة لتنظيم (داعش)، يضع الجلاد والضحية بالقرب من بعضهما، فيما بينوا أن هذه “الإعادة” تعني تجديد صدمة اللاجئين من مختلف القوميات العراقية التي هربت من عنف التنظيم سابقاً.

وقال موقع “مايكل ويست ميديا” الاسترالي في تقرير إن “عودة نساء وأطفال مقاتلي (داعش) من العراق وسوريا الى سيدني تثير انتقادات ومخاوف متزايدة، حيث عارض رؤساء بلديات في سيدني هذه الخطوة وتأثيرها المحتمل على سلامة مجتمعاتهم”.

وأوضح التقرير الأسترالي أن “ثلاثة من رؤساء بلديات سيدني التقوا وزيرة الشؤون الداخلية كلير أونيل للتأكيد على معارضتهم لإعادة نساء وأطفال (داعش) الى احياء جنوب غرب المدينة”.

ونقل التقرير عن رئيس بلدية ليفربول نيد مانون ان “اعادة توطين العائلات في غرب سيدني، قد تتسبب بتجديد الصدمة للاجئين من الايزيديين والاشوريين الناجين من عنف (داعش) من العراق وسوريا، واستقروا مؤخرا في المدينة”.

وانتقد مانون فكرة وضع “ضحية الجريمة الى جانب الجاني أو الشخص الشريك في الجريمة”، مضيفاً أنه “إذا كانت الحكومة ملتزمة بجلبهم، فهذا جيد، لكن المؤكد أن المنطق السليم يقول انه لا يمكن وضع هؤلاء الأشخاص في هذه الأحياء”.

وتابع قائلا انه “تشاور مع سكان أحياء في المدينة، وقالوا له إن هذا جنون”.

ولفت التقرير إلى أن” 4 نساء أستراليات كن في مخيم روج في سوريا منذ سقوط (داعش)، وصلن الى سيدني مع 13 طفلاً خلال الشهر الماضي بعد عملية سرية لنقلهم”.

وتابع التقرير أن “لقاء عقد بين مانون وعمدة فيرفيلد فرانك كاربوني وعمدة كامبلتون جورج جريس، مع وزيرة الداخلية اونيل، في اجتماع جاء بعد ان وجه الثلاثة رسالة الى رئيس الوزراء الأسترالي انطوني البانيز يتحدثون فيها عن مخاوفهم من عملية التوطين”.

ونقل التقرير عن مانون قوله “لا نريد ان نسيس المسألة، إلا أنها تؤثر على التماسك الاجتماعي والنسيج الجميل في غرب سيدني”، مشيرا الى ان “المئات من أفراد عائلات (داعش) قد يتم توطينهم في هذه المناطق المتنوعة حضاريا”، معربا عن “قلقه من احتمال شعور اللاجئين المقيمين فيها، بانعدام الأمان”.

وأوضح مانون أنه “ليس ممكنا وضع عائلات (داعش) بالأماكن التي يتواجد فيها اللاجئون المستقرون هنا بعد فرارهم من التنظيم في العراق وسوريا”، مبينا بالقول “ضعهم في مكان بعيد عنهم”.

ودعا مانون إلى “تخفيف التأثير على الأشخاص الفارين من (داعش) وتقليل الصدمة التي واجهوها”.

كما نقل التقرير عن وزير العمل الفيدرالي جيسون كلير انتقاده الحكومة الائتلافية السابقة التي أعادت ايضا افراداً من عائلات (داعش) من دون أن تتشاور مع ممثلي بلدته بانكستاون نهائيا”، مبينا بالقول إنه “لا يمكن الافتراض أن النساء اللواتي تمت اعادتهن مؤخرا، قد نبذن (داعش)”.

وقال كلير ان “(داعش) كانت منظمة إرهابية تقتل الأبرياء”، مضيفا ان “ما من أحد في استراليا، سيقول كلمة طيبة عنهم”.

وختاما اشار التقرير الى ان “تنظيم (داعش) نشأ من خلال فراغ سياسي في العراق والحرب الاهلية في سوريا ثم أعلن قيام الخلافة في العام 2014 وحكم بقبضة حديدية على مساحات من الأراضي في البلدين، واستقطب التنظيم آلاف المقاتلين الاجانب بينهم عشرات الاستراليين الذين ارتكبوا فظائع وعمليات ابادة جماعية تجاه الايزيديين والاشوريين والمسيحيين”.

وكان مفوض الشرطة الفيدرالية ريس كيرشو قال الثلاثاء الماضي إن “الشرطة تحقق فيما إذا كان الاستراليون العائدون قد انتهكوا قوانين تحظر السفر الى مناطق حرب محددة، بما في ذلك سوريا”، مضيفاً أن “العائدين الـ17 الجدد الذين استقروا في مناطق فيكتوريا ونيو ساوث ويلز، يتعاونون مع تحقيقات الشرطة”.

ولفت التقرير إلى أن “الحكومة الاسترالية تقول بأن جهود المراقبة والقيود ستساهم في التخفيف من أية تهديدات تطرف محتملة من جانب النساء والأطفال العائدين”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here