الأسلامُ لمَن : …؟ الدين والسياسة تمييز لا فصل ؟

الأسلامُ لمَن : …؟ الدين والسياسة تمييز لا فصل ؟
الدين أصل والسياسة حارس وما لا أصل له فمهدوم وما لا حارس له فضائع
الكاتب : د . خالد القره غولي…
إن العلاقة بين الدين والسياسة علاقة جدلية فقد تكون العلاقة بينهما علاقة تصالحية تؤدي إلى تحقيق مصالح البشر وإسعادهم في الدنيا وقد تكون علاقة استغلالية يستغل الساسة الدين ورجاله من أجل أن يحققوا أطماعهم ومآربهم ومن أجل تخدير الشعوب وقد تكون علاقة تصارع وتقاطع , قد تكون العلاقة بين الدين والسياسة علاقة تصالحية توافقية عندما يكون الدين حاكما على الحكام والمحكومين فلا يستطيع الحاكم الاستبداد والظلم واستغلال الشعوب ونهب ثرواتهم لأنه يعلم بوجود جهة رقابية تراقب وتضبط تصرفاته وأعماله وقراراته وسلوكه ويلتزم المحكومين حدودهم فلا يتعدوها فهم يعرفون مالهم وما عليهم من حقوق وواجبات وبذلك تتحقق المصلحة لهم في دنياهم لأن السياسة في هذا المقام تعني فعل ما هو الأصلح لهم وقد عبر الإمام الغزالي فقال ( الدين أصل والسياسة حارس وما لا أصل له فمهدوم وما لا حارس له فضائع ) أن ( الاسلام ) يدعو إلى الوحدة والاخوة والمحبة وينهي عن التفرق والتنافي والاختلاف والتناحر وقتل النفس , حيث قال سبحانه وتعالي ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ) انه امرنا بالوحدة, لأن الوحدة قوة ولان في الوحدة عزة وكرامة, فما احلى التصافي بين افراد الشعب, لان افراد الشعب هم جزء من هذه الامة فكلما وجدت هذه الوحدة بين افراد الشعب صارت قوية ومعززة ومكرمة, قلنا اننا خرجنا من حرب بشعة شرسة دخلت فيها كل فنون التفرق والتناحر والفتن ، واكلت المئات والالاف من خيرة شبابنا وكانت في وقتها وسائل الود والوحدة والتلاحم والتعاطف في ما بيننا مفقودة كأننا نعيش في عصر الجاهلية، نأكل الحرام ونأتي الفواحش ويقتل بعضنا الاخر, ونقطع الارحام وننسى الجوار ويأكل القوي منا الضعيف ونخون الامانة ونقذف المحصنات ونقول الزور كل هذه الحلقات كانت مفقودة حتى أصبحنا على هذا الوضع السيئ الذي لا يسر عدوا ولا صديقافلو تمسكنا بديننا قليلاً لكان الوضع اكثر اماناً واستقراراً, فالعقيدة اساس الوحدة التي تجمع الشعب، تحت رحمة الباري، عز وجل، والايمان بالتوحيد، فرب واحد وكتاب واحد دين واحد ونبي واحد وقرآن واحد وقبلة واحدة واسلام واحد، فلا عنصرية ولا تفضيل الكبير على الصغير ولا الغني على الفقير ولا الابيض على الاسود ولا طائفة على اخرى ولا مذهب ولا عرقية على حساب الاخرى (ان اكرمكم عند الله اتقاكم) فيجب ان نكون سواء كنا أفراد أم جماعات عند حسن الظن وان نتمسك بالخلق الكريم… ونحب بعضنا الاخر, وأينما وجدت المحبة وجدت الوحدة, ان الوحدة في الاسلام عزيزة عند الله وعند الرسول الكريم ويجب على من بأيديهم امور هذه الامة ان يحافظوا عليها ويمنعوها من التفرق والتنافر لأن أعداء الاسلام كثيرون ولا تعجبهم وحدتنا , بل اضطربت انفوسهم وتحركت مؤسساتهم وبدأوا يتآمرون ويسعون بكل الوسائل لاحباط تلك المساعي الرامية إلى وحدة الشعب , فأعداء الاسلام بصورة عامة يملكون من الوسائل ما لا يملكها أحد فهم أصحاب وكالات وقنوات فضائية واذاعات مسموعة ومرئية كثيرة اضافة إلى الصحف والمجلات الفاضحة ويحرضون بعضنا على الكلام ويشيعون اشاعات كاذبة ومغريات حياتية كثيرة , والاتقاء من شر هذه الاشاعات هو الابقاء على وحدة صفنا وكلمتنا فانها خير سلاح بوجه هذه التحديات, وكذلك اصلاح ذات البين والتعاون والبر والتقوي والايفاء بالعهد واللين والتسامح وتجنب كل الأسباب التي تؤدي إلى تفرقة الشعب والتكبر وتحقير الناس وايذائهم والسخرية منهم واجتناب سوء الظن والتجسس لصالح الكفر والالحاد… بديننا حتماً سننتصر باذن الله ما دمنا نتمسك بالدين الاسلامي العظيم ونعالج الامور بالحكمة والموعظة الحسنة… والله الموفق

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here