السيسي وأردوغان وعودة سوريا

السيسي وأردوغان وعودة سوريا، نعيم الهاشمي الخفاجي

منذ الحرب العالمية الأولى اتفقت الدول الكبرى على تقاسم النفوذ واسقطوا الإمبراطورية العثمانية وقاموا برسم عشرات الدول على انقاضها، كذلك الحال تم تقسيم ورسم حدود القارة السمراء إلى دول عديدة، جميع دول الشرق الأوسط والشرق الأدنى دول الاستعمار هي التي رسمت حدودهم ودعمت وعملت على تاسيس دول وأنظمة حاكمة عميلة تابعة لدول الاستعمار، وتحملت الشعوب العربية الوزر الأكبر من ظلم دول الاستعمار للشعوب العربية حيث مكنت أشخاص عملاء ليحكموا تلك الدول خدمة للاستعمار واضطهاد الشعوب وحكمهم بعقلية بدوية متخلفة طائفية وشوفينية، من رسم حدود تركيا والعراق وسوريا ودول الجزيرة العربية هي الدول الاستعمارية التي انتصرت بالحرب العالمية الأولى.

وجود تنوع قومي ومذهبي بالعراق وسوريا كان سبب رئيسي للتدخل الخارجي وذلك لعدم وجود دستور حاكم يحكم دول العرب وخاصة العراق وسوريا، وإنما يوجد أشخاص حاكمين، لازلنا ليومنا هذا نعاني من الصراعات القومية والمذهبية، ولازلنا غالبية ساستنا يتخوفون من الحلول الجذرية ويهرولون وراء الحلول الترقيعية، مصر تمثل مركز ثقل العرب الأساسي وتليها العراق وسوريا والجزائر واليمن، الوضع المصري جعل المكون المسيحي لاعب مهم في الوقوف ضد سيطرة حركة الإخوان المسلمين للسلطة، الجنرال السيسي لولا وقوف جزء كبير من الشعب المصري من المسلمين ومعهم المكون المسيحي المصري لما استطاع ابعاد الإخوان المتوهبين من السلطة، مصر السيسي ليس مصر مرسي هناك فرق شاسع مابين الاثنين، السيسي يقف مع الشعب والحكومة السورية، بينما مصر مرسي يقفون مع الإخوان ومع اردوغان، بعد المصالحة المصرية التركية بات من البديهي أن تعاد علاقات سوريا مع تركيا، بعد أحداث الربيع وهزيمة الإخوان، بقيت مصرُ آخر دولة عربية تتصالح مع تركيا، وبعد لقاء السيسي مع أردوغان في قطر صرح اردوغان أنه لايستبعد إعادة العلاقات مع سوريا، سوريا الصامدة بوجه الاطماع الاردوغانية المدعومة من المصالح الغربية في تدمير سوريا، إعادة العلاقات مابين دمشق وانقرة بات على وشكِ العودة إلى وضع ماقبل أحداث الربيع المدمر، ونهاية الخلاف الذي دام عشرَ سنواتٍ مع الحكومتين، بعد فشل المخططات الدولية في تغير النظام في سوريا، أيقن اردوغان من مصلحة تركيا عدم تفكيك سوريا إلى دويلات وخاصة وجود دولة كوردية في سورية.

عودة العلاقات المصرية التركية بدأت منذ عام 2021 في قمة العلا السعودية، حيث توصل الفرقاء المصريون والأتراك الى توافقاتٍ مهمة، وقبل عدة ايام اكتملت المصالحة على مستوى القيادة في اجتماع السيسي اردوغان برعاية أمير قطر، خلال حفلِ افتتاح كأسِ العالم، اختاروا افتتاحية كأس العالم لاجتماع الرئيسين، الجنرال السيسي بعام 2013، أطاح في احلام اردوغان عندما عزل مرسي واودعه السجن مباركة دولية وليست في إرادة مصرية، عالم تحكمه المصالح وليس القيم، مرسي والإخوان سيئين لذلك فرح الكثيرون بسقوط حكمهم لأنهم تعاملوا مع الاقليات في مصر والشام بمنظور ايدولوجي ديني وهابي تكفيري، فبلا شك خلع مرسي وطرد الإخوان يكون عامل مفرح لعشرات ملايين الناس المهددون بالقتل والذبح حسب شريعة الأخوان المتوهبون،

إعادة العلاقات المصرية التركية السورية عامل مفيد إلى أردوغان في إيجاد حلول للمشاكل حول الثروات الغازية في شرق البحر الأبيض المتوسط، اردوغان أيقن لاسبيل إلا بعودة العلاقات ومشاركة الشركات التركية في العمل في سوريا ومصر وليبيا والعراق والخليج، السيسي يعتبر ليبيا الرئة الاقتصادية لمعيشة الشعب المصري بعد الاتفاق مابين السيس اردوغان يتم تقاسم النفوذ في ليبيا بدعم حكومة موالية إلى مصر، اردوغان يشارك في إرسال الشركات التركية والعمال الأتراك للعمل في تركيا ويأخذ حصته الاقتصادية.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

1/12/2022

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here