عبد الستار نورعلي
وداعاً، أبا حيدر…
بسم الله الرحمن الرحيم
حُكمُ المنيَّةِ في البريَّةِ جارِ
ما هذه ِالدنيا بدارِ قرارِ
بَيْنَا يُرَى الإنسانُ فيها مُخبِراً
حتى يُرَى خبراً مِنَ الأخبارِ
بمزيدٍ مِنَ الحزنِ والأسى رحلَ عنّا أمس الأخُ العزيز المناضل الإنسان الطيّب (فائق أبي خالگه أبو حيدر). كانَ نعمَ الأخ والصديق الصدوق المخلص الوفيّ، والرجل المناضل الشيوعي الشهم الذي بقي وفياً لمبادئهِ ولمحبته التي كانتْ نسيماً عاطراً في هذه الأيام الخانقة، دائمَ السؤال عن الأصدقاء ورفاق الدربِ والطفولة في تلك المنطقةِ/ باب الشيخ وشارع الكفاح، أيام الطفولة والصِبا والشباب، وأيام النضال الوطني. لم يبخلْ يوماً ولم ينقطع عن الإتصالِ والسؤالِ عن الأحوالِ،
وعن كلِّ الأهلِ والأٌقاربِ والأصدقاءِ، منْ كبيرهم حتى صغيرهم. كان طيباً متفائلاً صامداً صبوراً رغم مرضه العضال، مرحاً ذا ابتسامةٍ ونكتةٍ لا تفارقان شفتيه حتى في أشدِّ حالاتِ مرضه. أبى وهو في أيامه الأخيرة إلا أنْ يتصلَ بي ليودعني. فكانت لحظةً ثقيلةً حقّاً، وهو يودّع ويحمّلني سلامه الى العائلة والأهل والأصدقاء، وكان ينطق بصعوبةٍ بالغة. كان رجلاً يمنحُ النفسَ نسائم التفاؤل والمحبة والصبر، ويعيد الى ذاكرتنا ذكريات الأيام الخوالي، والزمان الجميل، زمن الصدق والألفة والتلاحم والوفاء والنضال والمحبة.
عليك الرحمة والسلام، يا أبا حيدر، تركتْ فينا أُثراً لا يُمحى، وذكرىً لنْ تُنسى مادامَ فينا دمٌ يجري.
وبهذه الفقدان الأليم نقدّمُ أنا وعائلتي لعائلته العزيزة الكريمة ولأنفسنا التعازي الحارّة.
وداعاً، يا خيرَ أخٍ وصديقٍ ومحبٍّ. سنفتقدكَ كثيراً……
عبد الستار نورعلي
الأحد 4/12/2022
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط