دولة سومر، النبع الاول للحضارة الانسانية

دولة سومر، النبع الاول للحضارة الانسانية (*) د. رضا العطار

اكتشافات !

عام 2004 ق م بدأ الضعف يدب في الادارة الاكدية مقابل ازدياد قوة ملوك المدن

ذو النزعة السومرية الذين استطاعوا ان ينتزعوا السلطة من ايدي الاكديين تدريجيا، وبهم بدأ العصر السومري الحديث.

لقد جرت العادة ان تبنى بيوت الشعب حول المعابد تبركا بالآلهة. وكان للكهنة فيها دور كبير. كان اهم الآلهة عند السومريين هم – ان – اله السماء و – انانا – عشتار اله الحب والخصب و – انليل – اله الفضاء و – ان كي – اله الماء و –نانا – اله القمر و – اتو – اله الشمس و – انانا – اله الأنثى و – نين مخ – اله الأم المقدسة.

انه من الاهمية بمكان ان لا نحط نحن العراقيين من قيمة انجازاتنا الروحية الرفيعة، بل نأكد على فكرة الآله الواحد، خالق هذا الكون، هذه العقيدة كانت مغروسة في ضمير العراقي منذ اليوم الذي فيه ولد، نبتت في روحه وازدهرت كما تزدهر زهيرة الصحراء

بعد ان عثر علماء الاثار عام 1959 في ( مجيدو ) على جزء من ملحمة كلكامش، وتمكن الباحثون ان يترجموا نصوصها بما يتعلق بنزعة التوحيد التي كانت تضطرم وتمور في وجدان الرافدي. فالقطعة تشير الى ان السومري حينما كان يناجي الأله ( شمس ) كان يستعمل عبارة العتاب قوله

( اذا كان هذا المشروع لن يتحقق، فلماذا بذرت في قلبي شهوة القلق ؟ )

أفليس هذا دليل واضح على وجود صدى صريح لصوت الله في انساننا العراقي القديم ؟

وتواصلا للحديث اقول ان السومريين اعتقدوا ان الحاكم الحقيقي لمدينتهم هو الهها، وان الملك نائبه، فنظام الحكم في سومر كان نظاما دينيا. واذا اراد الشعب السومري ان ينال الرفاهية ويسعد في الحياة عليه ان يخدم الآلهة عن طريق بناء السدود وشق الجداول وتجفيف المستنقعات لهم .

كانت المعابد تتمتع بمركز سياسي ديني واقتصادي فائق. فكانت تمتلك ثروات طائلة تشمل المزارع والحقول والحضائر والمستودعات ومشاغل للحرف ومخازن التموين ومراكز التوزيع. بالاضافة الى ذلك كانت المعابد تدير تجارة فعالة وتنظم القوافل برا وبحرا وله مراكب نهرية ايضا.

كانت لبلاد سومر علاقات تجارية مع بلدان المنطقة، فكان الذهب والفضة تجلب من ارمينية والتوابل والبخور من الهند والقصدير من الشمال والاخشاب من سورية والاحجار الكريمة من افغانستان والعاج والعقيق من مصر و النحاس من مسقط والصدف واللؤلؤ والمرجان من شواطئ الجزيرة العربية.

لقد ظهرت بوادر الصناعة في المراحل الاولى من الاستقرار. واكتشف السومريون الدولاب الذي ساعد على صنع انواع من الاواني الفخارية، وقالب الطين والطابوق. كما ظهرت عندهم صناعة اواني الطبخ والادوات المنزلية من معدن النحاس الى جانب صناعة حلى النساء من البرنز والفضة والذهب، كما اشتهر السومريون في صناعة نحت التماثيل لألهتهم وملوكهم من الرخام العماني الصلد.

كانت الزراعة هي اساس الثروة في بلاد سومر. فقد زرع الفلاح السومري الحنطة والشعير والنخيل والأعناب، لأن الزراعة كانت تسمح له بالاستقرار في مكان معين وتوفير الغذاء وتعطيه الوقت الطويل للراحة والتفكير والأبتكار في الفسحة الزمنية بين زرع البذور وجني الثمر. لكن رغم ذلك لم يتاح للباحثين امكانية معرفة النظام الزراعي الذي كان يؤخذ به يومذاك، علما ان اكثر من ثلث مجموع الاراضي الصالحة للزراعة، كانت مستحوذة من قبل الملوك.

* مقتبس من كتاب الواح طينية السومريون لصموئيل كريمر جامعة شيكاغو 1963

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here