السلطة المخصية : يا خصيان الوطن اتحدوا

السلطة المخصية : يا خصيان الوطن اتحدوا.
حمزة الحسن

مصدر مسؤول في قناة العراقية الحكومية ومن مصادر
عدة أمنية وطبية،
تؤكد انتشار تجارة غريبة في العراق:
تجارة بيع الخصيتين.
تقول المصادر الحكومية إن الأجهزة الأمنية تلاحق هؤلاء،
وهذه التجارة منتشرة بصورة خاصة في أربيل وفي غيرها،
ومفارقة أن القوى الأمنية تطارد هؤلاء،
مع ان وظيفتها ودورها هو الخصاء العقلي Castration Mintel وهو الأخطر
من العضوي لأن العقلي هو عقم فكري ونفسي وغياب أي مساحات للمرونة
والاحتمال وذهنية الأبيض والأسود وباقي الثنائيات،
وجنون الارتياب والخوف من المداهمة أو الاعتقال الكيفي
دون أن يدري المواطن المخصي عقلياً في قبضة أي جهاز وقع
وتابع لمن؟.
والخصاء العقلي وهو مفهوم في علم الاجتماع يشمل الرجل والمرأة،
وفي أزمنة حرجة يعاني منه الجميع دون أن يظهر للسطح،
لأنه ظاهرة نفسية وعقلية خفية يعاني منه الجميع
وفي مجتمع مغلق لا تناقش هذه القضايا الكبيرة لان الحديث يجري في السياسة
ولغة السياسة تحلل كل شيء دون ان تحلل شيئاً.
كيف لدولة تطارد وتحاسب من يبيع خصيتيه،
بعد أن فتش في أثاث منزله وفي جسده وفي جيوبه وفي ورثة أجداده،
ثم فطن أن شيئاً عاطلاً عن العمل والفاعلية يمكن أن يكون
مفيداً بسعر سبعة وثمانين ألف دولار،
كما ان حرم صاحب المعالي لم تعد بحاجة لخصيتيه لأن مواقع التواصل تعوض أفضل وبالانتقاء وهؤلاء طابور مزدحم حسب الطلب ويتم رفع وخفض بعضهم حسب الرغبة والوقت والمكانة ….. والمكانة تضاعف الرغبة وتشحن افضل لذات مجوفة بلا اي عمق عدا الاستعراض والاقنعة والتمثيل المحاكاة ،
في مجتمع ينحدر نحو كارثة واضحة المعالم.
أليس هذا ما أوصلته اليه النظريات الثورية
والعقائد الحارة ولعنة النفط والشركات والمافيات والعصابات الى هذا الحال المزري،
في حين لا يساوي سعره هو دولاراً واحداً في سوق الغزل أو رصيف الملابس المستهلكة
في الباب الشرقي،
كيف لهذه السلطة الحق في الحساب وهي باعت البلاد والعباد وحتى ثروة أجيال
وتركت هذا المواطن وغيره يبيع لحمه ويبيع شرفه ــ ها
ويبيع السلالة لانه يعرف انه يعيش في بلاد بلا مستقبل
ولا حاجة للانجاب في دولة مخصية؟
اذا كانت الخصية رمز الخصوبة والسلالية والاستمرارية،
فهذه السلطة رمز العقم والجفاف وانقطاع الأمل،
ولم تترك لهذا المواطن شيئاً من ثروته غير أن يقتطع جزءاً من جسده لكي يبيعه.
في الجانب الآخر من هو سيئ الحظ من سيزرع فيه هذا العضو
الهارب من العراق ويتوقع أن ينتج شيئاً مثمراً،
اذا كان صاحبه قد تخلى عنه بلا رجعة وهو يحمل كل كوارث التاريخ
دون ان يدري انه سيزرع قنبلة فتاكة في جسده؟
ماذا تنتج السلطة المخصية غير مخصيين
بنوعي الخصاء العقلي والعضوي؟
هل نحن بحاجة الى نوع جديد من الخصيان،
وعندنا من قبل خصيان في السياسة والثقافة والأدب والفكر والابحاث والاحزاب،
وخصيان المنابر الذين كل خطبة منهم لا تقتل شهوة الحياة فحسب،
بل تصيب قارة من الرجال بكل أنواع العقم والانطفاء والجفاف العقلي؟
ظاهرة الخصي قديمة في التاريخ كعقاب وممارسة مألوفة للعبيد،
لكن عملية البيع الطوعي جديدة على مجتمعنا:
على المستوى الأعمق،
ما دام الخصاء العضوي الفردي يلحق ضرراً بالفرد نفسه وبالشريك،
ولا يظهر للخارج ومن دون أضرار إجتماعية أو سياسية،
لأن هذا المواطن نفسه هامشي ومعطوب ومحطم،
وسواء كان مخصياً عضوياً أم عقلياً،
فهو خارج التاريخ والفاعلية والإنتاج وخارج ذاته ومنفي في جسده ووطنه،
فأي نوع من الخصاء الشرير لقادة هذا النظام؟
كيف نفسر هذا العقم العام في غياب العدالة والاستقلالية والسيادة
والأمن والثروة والأمل والمستقبل؟
كيف لدولة مخصية تطارد مخصييها؟
من هو المخصي عملياً بأضرار مالية واجتماعية وسياسية واقتصادية ونفسية،
المواطن اليائس الذي يبيع هذا العضو الفائض عن الحاجة،
أم النظام السياسي المخصي المرتهن سبب كل العاهات والرذائل الاخلاقية؟
عام 1813 تحت حكم سلالة تشينغ في الصين،
إنتفض الخصيان وأسقطوا إمبراطورية جائرة،
فهل يفعلها خصيان العراق عضوياً وعقلياً،
في تحالف مشترك أو “إطار تنسيقي” وهم الأكثرية الساحقة في معركة مع السلطة والمجتمع؟
لم يعد هناك من نناديه في هذا الخصاء العام غير هؤلاء:
يا خصيان الوطن إتحدوا.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here