حدود العراق الملتهبة !

مهند محمود شوقي

ماتزال الهجمات التركية الإيرانية على حدود العراق والمناطق المتاخمة لاقليم كوردستان تشكل تهديدا أمنيا حقيقيا على العراق واقليمه ضمن حدود مشتركة تبلغ مع الجانب الإيراني مسافة ١٥٠٠ كم ومع تركيا مسافة ال٣٥٠ كم … تلك الضغوطات ترجمت إلى هجمات تنوعت مابين صاروخية وأخرى بأستخدام طائرات مسيرة … لتسهدف بالفكرة مواقع تواجد الاحزاب الكوردية المعارضة في إقليم كوردستان العراق…أما عن المضمون فقد ترك آثارا سلبية لضحايا كورد في قرى إقليم كوردستان ودفع العديد منهم لمغادرة أراضيهم بعد أن باتوا واستيقضوا على دوي الصواريخ والطائرات …إلى ذلك وفي حادثة سابقة كانت قد أعلنتها وبكل وضوح قبل أشهر من الآن إيران عندما قصفت مدينة أربيل بصواريخ هددت أمن المدينة تحت حجة التواجد الاسرائيلي في الاقليم الأمر الذي دفع البرلمان العراقي والحكومة العراقية لنفي هذا الموضوع جملة وتفصيلا بعد أن شكلت عدة لجان أقرت في نهاية البحث والتحري عن لا وجود لتلك المقرات وان إيران قصفت الاقليم بحجج واهية وان كان الصوت خافت في الطرح…. أو دبلوماسي حد القبول بأي هدنة لا تتيح أو تسمح لإيران بإعادة كرتها تلك ….
ولم تغب تركيا المشهد هذا إذ وبعد أيام من القصف الإيراني المتكرر للاقليم قامت تركيا بقصف حافلة كانت تقل سياحا عرب لجؤوا للاقليم للاستمتاع بالأمان الذي فقد عندما ضرب الصاروخ التركي تلك الحافلة التي راح ضحيتها العشرات من الشهداء العراقيين …
المعطيات في ظل المعادلة الصعبة للعراق والإقليم مع كم الضغوطات التركية الإيرانية بحجج تواجد الاحزاب الكوردية المعارضة دفعت برئيس الاقليم نيجيرفان بارزاني للتوجه إلى بغداد وعقد عدة اجتماعات ابتدأت مع رئيس حكومة العراق محمد السوداني مرورا بقوات الأمن العراقية لإيجاد طريقة وفق تنسيق مابين القوات العراقية والبيشمركة لمسك حدود العراق والحد من تلك الهجمات …. واعلنت الحكومة العراقية استجابتها لدعوة الرئيس نيجيرفان بارزاني لإيجاد حلول سريعة لها … وان كان التعويل على الحلول السياسية مع إيران وتركيا هو الأساس لخلق بيئة تفاهمات تتيح للعراق والإقليم اخراج القوات الكوردية المعارضة من تلك المدن والقرى التي بدأ التواجد فيها لتلك الأحزاب المعارضة في فترة الثمانينيات إبان الحرب العراقية الإيرانية والتي مازالت حتى الآن تشكل حجج جاهزة للتدخلات الإيرانية التركية على إثر تواجدها هناك مما خلق حالة من التدهور الأمني المباغت كل فترة على مدن إقليم كوردستان العراق ومنها كويسنجق التي قصفت مرارا من قبل الجانب الإيراني …
#مسك الحدود مع تركيا وإيران عملية صعبة لكنها ليست بالمستحيلة !!
يقول مراقبون عسكريون وامنيون أن التضاريس الجبلية المعقدة والوعرة عبر حدود العراق وإيران وتركيا والمناطق التي يستغلها التواجد الكوردي المعارض هناك أمور ليست بالسهلة نحو السيطرة لكنها أيضا ليست بمستحيلة اذا ما أعدنا الحسابات عندما أعادت القوات العراقية وقوات البيشمركة وفق تنسيق وصف حينها بالعالي المستوى في تحرير مدن عراقية كانت قد احتلت قبل حين وتم إعادتها بعد انتصارات شهدها وتحدث عنها التحالف الدولي في اروع صور للانتصارات ….

حتى اللحظة لايبدو أن المشهد الأمني في ظل ايقاع صوت طائرات الدرون وصباحات الصواريخ على مدن الاقليم ومواطنيه وحدود العراق بصورة عامة تبشر خيرا مع رفض دولي افضل مايوصف بالقول لا الفعل ضعيف …وسياسية مازالت حتى الآن تبحث في الأساس عن تفاهمات عراقية عربية وكوردية مابين بغداد واربيل وفق الدستور لتضمن حلول على الأرجح أنها ستوقف تلك الاعتداءات وتكبح جماح حجج التدخلات تلك وتعطي للعراق فرصته لإيجاد التفاهمات مع الجميع من دون الخضوع للتدخلات الخارجية الإيرانية التركية التي ماعاد لها موعد للحضور فهي حاضرة آنا شائت على حدود العراق الملتهبة

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here