ذي قار: منظمات مدنية تدعو الحكومة لزيادة دعم ذوي الإعاقة

ذي قار/ حسين العامل

دعت منظمات مجتمعية وناشطون في ذي قار الى تفعيل دور المؤسسات الحكومية في تقديم المزيد من الدعم لذوي الإعاقة.

وذكر مراسل (المدى)، أن “منظمة تيما لإغاثة الاسرة العراقية بالتعاون مع مكتب مفوضية حقوق الانسان في ذي قار أقامت ندوة حوارية حملت عنوان (دور متحدي الإعاقة في الاندماج الاجتماعي)، وحضرها عدد من المسؤولين الحكوميين وممثلين عن منظمات مجتمعية وفرق تطوعية وناشطين في مجال حماية وتطوير الاسرة”.

وأضاف المراسل، أن “ذلك بالتزامن مع اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة وتماشياً مع خطة التنمية المستدامة لعام 2030 المتمثلة في (ألا يترك أحد متخلفا عن الركب) التي تدعو لها الامم المتحدة”.

وقال الاعلامي مجتبى كريم السعيدي عن مشاركته بالندوة، إن “الهدف من اقامة الندوة في اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة هو تسليط الضوء على التحديات التي تواجه هذه الشريحة التي تتطلب رعاية حكومية ومجتمعية خاصة”.

وشدد السعيدي، على “ضرورة تمكين الاشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة من الاندماج في المجتمع، واداء دورهم بما يتناسب مع قدراتهم البدنية والمعرفية”.

ودعا، إلى “تفعيل دور المؤسسات الحكومية والمنظمات المجتمعية والانسانية تجاه الأشخاص من ذوي الإعاقة”.

وأشار السعيدي، إلى “عدد التجارب العالمية الناجحة التي جرى فيها تقديم الرعاية المطلوبة لأفراد هذه الشريحة وهو ما ساعدهم على تنمية قدراتهم البشرية وتحقيق انجازات مهمة في المجالات العلمية والرياضية وغيرها من المجالات الأخرى”.

ورأى السعيدي، أن “تمكين ذوي الاعاقة من الاندماج في المجتمع وتنمية قدراتهم من شانه ان يجعلهم اشخاصا فاعلين ومرموقين اجتماعياً وحتى ملهمين لغيرهم”.

وذكر مراسل (المدى)، أن “المشاركين في الندوة التي اقيمت على قاعة مكتب مفوضية حقوق الانسان انتهوا إلى جملة من المحاور والقضايا من بينها مناقشة بنود اتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بالأشخاص من ذوي الإعاقة والتعريف بيومهم العالمي واهميته في تسليط الضوء على التحديات التي تواجههم، كما استعرض الحضور سيرة عدد من الشخصيات العالمية المرموقة من ذوي الإعاقة”.

وتابع، ان “التوصيات تضمنت تقديم الدعم المناسب والرعاية المطلوبة لذوي الاعاقة والعمل على تبني برامج حكومية لتطوير وتنمية قدراتهم، واتخاذ تدابير ادارية تسهل مراجعة افراد هذه الشريحة للدوائر الحكومية واستحداث مداخل خاصة ‏بالأشخاص من ذوي الإعاقة”.

وأشار المراسل، إلى أن “المشاركين اقترحوا ترشيح موظف من كل دائرة لتلقي دورات خاصة بالتعامل مع بعض الإعاقات ولاسيما في مجال لغة الإشارة للتفاهم مع شريحة الصم والبكم، والدعوة إلى تأمين سكن ملائم لذوي الاحتياجات الخاصة عبر شمولهم بتوزيع قطع الاراضي والوحدات السكنية”.

ويصادف اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة في الثالث من كانون الأول من كل عام وهو يوم عالمي خصص من قبل الأمم المتحدة منذ عام 1992 لدعم ذوي الإعاقة.

ويهدف هذا اليوم إلى زيادة الفهم لقضايا الإعاقة ودعم التصاميم الصديقة للجميع من أجل ضمان حقوق هذه الشريحة.

كما يدعو إلى زيادة الوعي بإدخال أشخاص لديهم إعاقات في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية.

وترى الامم المتحدة أن الالتزام باعمال حقوق الأشخاص ذوي العوق ليس مسألة عدالة وحسب؛ وإنما هو كذلك استثمار في مستقبل مشترك.

وتؤكد، “اهمية خطة التنمية المستدامة لعام 2030 المتمثلة في (ألا يترك أحد متخلفا عن الركب)”.

وأشارت الامم المتحدة ضمن برنامجها الخاص باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة، إلى انه “على أهمية أن تتعاون الحكومات والقطاعان العام والخاص مع الأشخاص ذوي الإعاقة في الوصول إلى حلول مبتكرة لهم بما يجعل هذا العالم أسهل وأيسر”.

ودعا رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد إلى وجوب إصدار التشريعات الضرورية للحفاظ على حقوق ذوي الاعاقة كاملة وتأمين احتياجاتهم وممارسة دورهم في بناء بلدهم ومجتمعهم من خلال الاستفادة من قدراتهم وطاقاتهم وتوظيفها وتحويلها إلى طاقات إيجابية واعدة لتطوير ورقي المجتمع.

فيما ذكر رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني في تغريدة له، “ليكن اليوم العالمي لذوي الإعاقة، فرصة وطنيّة ومجتمعيّة لمراجعة ما قدّمنا لهذه الشريحة، وأنْ يكون منهجنا تمكينهم، والأخذ بأياديهم إلى مستقبل يلبّي أحلامهم واحتياجاتهم”، مضيفاً “يحتم علينا بذل المزيد من أجلهم”.

ويعد العراق بفعل ما شهده من الحروب الطويلة والمتتالية التي خاضتها الحكومات السابقة، مع دول الجوار وأطراف دولية، فضلاً عن أحداث العنف بعد سنة 2003، واحداً من أكثر البلدان التي تضم ذوي احتياجات خاصة، وغالبا ما يشكو أفراد هذه الشريحة من عدم تلقي الرعاية الكافية وتراجع مستوى الخدمات التي تقدم لهم.

وكانت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، كشفت في كانون الثاني 2021 عن وجود نحو اربعة ملايين معاق في عموم البلاد بحسب الاحصائية الاخيرة، بينما اشارت الى انهم فئة كبيرة وهشة تحتاج الى رعاية ودعم مستمرين من قبل الحكومة.

وكان عدد من شريحة ذوي الاحتياجات في محافظة ذي قار، نظموا العام الماضي، تظاهرة تطالب بانصافهم واعطائهم حقوقهم المشروعة. مشيرين الى ان المعاق في العراق بات يعيش بين مطرقة المرض وسندان الاهمال الحكومي.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here