هذا إقتراب من كرة القدم بمنظار نفسي سلوكي , وليس من باب الإنفعال والبهجة , والتوهم بأن الإنجاز الكروي هو الذي نستطيعه وحسب.
من الملاحظ في مونديال قطر , أن الفرق الكروية العربية أبلت بلاءً حسنا وعبّرت عن إرادة الأمة , وأشارت إلى أن فريق كرة القدم إنعكاس حيوي لواقع المجتمع الذي يمثله.
وهكذا فعل الفريق السعودي والتونسي والجزائري , ولا يزال الفريق المغربي يشق طريقه نحو مراتب أعلى.
كنت أتابع المبارات مع عدد من أبناء أفريقيا , فوجدتهم بغاية الغبطة والبهجة والحماس بفوز الفريق المغربي.
إن روح الأمة المُجسدة في الفرَق التي تمثل بعض دولها , كتبت رسالة واضحة مفادها أن الأمة تحقق إرادتها , وتمضي في مسارها الصاعد نحو جوهر ذاتها , وينبوع كينونتها الحضارية الباسقة.
فبث روح النصر في أرجاء النفس العربية , أشبه بالهزة اليقظوية النهضوية القاضية بإطلاق قدرات الأمة وإنتشالها من وهدة القنوط والإنكسار.
إنها روح الغَلبة والفوز أخذت تسري في عروق الأجيال , وتحثها على المنازلة المعاصرة بثقة وثبات وعزيمة لا تلين.
فما تحقق في ميدان كرة القدم سيتحقق في ميادين أخرى متنوعة , مما يعني أن الأمة ستتحرر من أصفاد التبعية والإنتكاسية والإنهزام.
إنها تتحرك نحو العُلى ولا تستكين للضيم والإنحدار والألم , فهي تريد وإرادتها تتجسد ومشوارها المشرق إبتدأ , وأجيالها المتحدية المؤمنة بجوهرها العريق تمزق شرنقة الكسل , وتدوس على رأس المشاعر الدونية الإنهزامية , التي تؤججها الحروب النفسية المتوالية.
فالفرَق الكروية الباسلة أنعشت الأعماق , ومنحتها طاقة الإقتدار على المنافسة والمطاولة وتحقيق الطموحات , وتجسيد الأهداف المشروعة لتأكيد حقوق الإنسان , وإطلاق كينونته في مسيرة الحياة السامية والرفعة والإنتصار.
وإن الأمة تكون!!
د-صادق السامرائي
Read our Privacy Policy by clicking here