جريمة سوف تکلف النظام ثمنا باهضا

محمد حسين المياحي

المواقف الدولية الغاضبة التي صدرت على أثر قيام النظام الايراني بتنفيذ حکم الاعدام بحق الشاب محسن شکاري، وهو من معتقلي الانتفاضة الشعبية المندلعة بوجه النظام، أثبتت بأن الاوضاع لم تعد کالسابق حتى يقوم بإرتکاب الجرائم والانتهاکات الفظيعة في مجال حقوق الانسان کما يحلو له، وإن النظام قد أصبح تحت دائرة الضوء ولم يعد بإمکانه أن يتصرف کسابق عهده.
الملفت للنظر هنا والذي يجب أخذه بنظر الاهمية والاعتبار، هو إن السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية التي وصفت في بيان أشدرته بهذه المناسبة الاليمة إن” إعدام شهيد الانتفاضة محسن شكاري بأنه علامة على عجز خامنئي ونظام الملالي في مواجهة الانتفاضة والثورة الديمقراطية والخوف من آفاق السقوط، وقالت إن هذه الجريمة الشنعاء ستضاعف نار غضب المواطنين والثوار وأن المنتفضين والثوار خاصة شباب شارع ستار خان لن يتركوها بلا رد.” وحثت”الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء والمدافعين عن حقوق الإنسان على التنديد بشدة بإعدام محسن شكاري واتخاذ إجراءات فعالة وعملية ضد النظام الفاشي الديني الحاكم في إيران من أجل وقف عمليات الإعدام والقتل.”، فقد کان هناك صدى دوليا واسعا لبيانها ولاسيما بعد المواقف الامريکية والالمانية والبريطانية المنددة بشدة لهذه الجريمة والمطالبة بمحاسبة”النظام الإيراني على العنف الوحشي الذي يمارسه ضد شعبه”، کما جاء في تغريدة لمستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان عبر حسابه في تويتر يوم الخميس الماضي.
النظام الايراني الذي إعتقد ويعتقد منذ تأسيسه بأن الممارسات القمعية وسياسة الحديد والنار هي السبيل والطريقة الوحيدة للتعامل مع کل الانتفاضات والاحتجاجات الشعبية التي تطالب بالحرية، لکن لايعلم بأن الانتفاضة الشعبية الايرانية الحالية المستمرة منذ 16 أکتوبر2022، قد قلبت الاوضاع رأسا على عقب ووضعت جرائم النظام وإنتهاکاته الفظيعة في الصورة ولاسيما بعد أن صار واضحا بأن من أهم سمات الانتفاضة الحالية کونها منظمة ولها هدف واحد ومحدد وهو تغيير النظام، ولذلك فإن هذه الجريمة النکراء من شأنها أن تصبح بمثابة القشة التي ستقصم ظهر البعير.
المواقف الدولية المنددة بالنظام لإرتکابه جريمة إعدام الشاب محسن خسروي، والمتناغمة والمتجاوبة مع البيان الذي أصدرته السيدة رجوي، يمکن إعتباره نقطة تحول وبمثابة صفعة قاسية موجهة للنظام خصوصا وإن السيدة رجوي قد إختتمت بيانها بتأکيدها من إنه:” يجب إغلاق سفارات هذا النظام وطرد دبلوماسيه وعملاء ومرتزقة وزارة المخابرات والحرس. إن التعامل مع نظام يمثل وصمة عار على جبين الإنسانية المعاصرة لا ينتج سوى تقويض قيم حقوق الإنسان.”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here