بمناسبة خروج صدام من الحفرة: نهاية المجرم في القرآن الكريم (ح 1)

الدكتور فاضل حسن شريف

قال الله تعالى عن المجرمين في كتابه العزيز “لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ” ﴿الأنفال 8﴾ المجرمون في الآية المباركة اي المشركون، ليعزَّ الله الإسلام وأهله، ويذهب الشرك وأهله، ولو كره المشركون ذلك، و “فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ” ﴿يونس 17﴾ لا يُفلح المجرمون: لا يفوزون بمطلوب، المجرمون هنا المشركون، لا أحد أشد ظلمًا ممن اختلق على الله الكذب أو كذَّب بآياته إنه لا ينجح مَن كذَّب أنبياء الله ورسله، ولا ينالون الفلاح، و “قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ” ﴿يونس 50﴾ المجرمون هنا المشركون، قل أيها الرسول لهؤلاء المشركين: أخبروني إن أتاكم عذاب الله ليلا أو نهارًا، فأي شيء تستعجلون أيها المجرمون بنزول العذاب؟ و “وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ” ﴿يونس 82﴾ ويثبِّت الله الحق الذي جئتكم به من عنده فيُعليه على باطلكم بكلماته وأمره، ولو كره المجرمون أصحاب المعاصي مِن آل فرعون، و “وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا” ﴿الكهف 53﴾ وشاهد المجرمون النار، فأيقنوا أنهم واقعون فيها لا محالة، ولم يجدوا عنها معدلا للانصراف عنها إلى غيرها، و “وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ” ﴿الشعراء 99﴾ إلا المجرمون: أي الشياطين أو أوّلونا الذين اقتدينا بهم، قالوا معترفين بخطئهم، وهم يتنازعون في جهنم مع مَن أضلوهم، تالله إننا كنا في الدنيا في ضلال واضح لا خفاء فيه، إذ نسويكم برب العالمين المستحق للعبادة وحده، وما أوقعنا في هذا المصير السيِّئ إلا المجرمون الذين دعونا إلى عبادة غير الله فاتبعناهم.

ان اهلاك الاشخاص الطغاة والامم الظالمة سنة الله الجارية “وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا” (الاحزاب 62) و “وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا” (فاطر 43) و “لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ” (ال عمران 196-197) و “وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ” (الانعام 147) ومن الامثلة الحديثة أمة صدام وهي بالملايين من المنتفعين وكتاب التقارير ورجال الامن وغيرهم من المجرمين. ولن يستفيد الظالم من دعواه يوم القيامة “قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ * فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ” (الانبياء 14-15) وهؤلاء الظالمون الصداميون في قبورهم يعذبهم الله تعالى وعند خروجهم منها. واهلاك الطغاة هي عبرة وبصيرة للاخرين “قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ” (الانعام 104) فخروج صدام ذليل مهان من حفرته على الآخرين الاعتبار منها وان لا تعمى القلوب التي في الصدور وهي البصيرة لا البصر. والطاغية عندما يحيطه الموت يطلب النجاة من الله ولكن هيهات “قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ” (يونس 90) وربما فرعون افضل من صدام اعترف ولكن صدام استمر في عناده وتسفيهه للشعب الذي حكمه قتلا وقهرا وجوعا. والمؤمن المحتسب عليه ان يصبر على ظلم الطغاة عند مجابهته لهم “فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا” (مريم 84) وهكذا صبر ابناء العراق الشرفاء على ظلم صدام الملعون. والله تعالى يقصم ظهر الظالم وقومه “وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ” (الأنبياء 11) كما قصم ظهر صدام واتباعه الى قيام يوم الدين.

جاء في صحيفة رأي اليوم: إنه ورغم مرور 15 عاما على عملية الفجر الأحمر، أو القبض على صدام حسين في السرداب حيث كان يختبيء، في ديسمبر/كانون الأول 2003، لا تزال الأسرار تتكشف تباعا حول أبعاد وخلفيات هذا الفجر. وأوضحت المجلة، في تقريرها، أن “نقطة التحول في عملية البحث، التي استمرت أشهر دون جدوى، حدثت خلال يونيو/ حزيران 2003، عندما كشف اثنان من رجال الأعمال العراقيين عن تفاصيل مذهلة عن جهاز الأمن الرئاسي الذي هيمنت عليه نصف دستة من العوائل التي كانت شاهدة على رحلة صعود صدام حسين وارتبطت مع قبيلته بعلاقات قربى ومصاهرة، ومع استمرار التحقيقات وتدفق المعلومات برز اسمان بعينهما، كان أولهما حدوشي والآخر هو محمد إبراهيم المسلط. وأضافت أنه تم شن غارة على مزرعة الأول، الواقعة في ضواحي تكريت، حيث كانت مفاجأة كبيرة العثور على حاوية حديدية مدفونة كانت تضم قرابة عشرة ملايين من الدولارات في رزم، بالإضافة إلى مفاجأة أخرى، عندما عثروا على كميات كبيرة من المجوهرات الخاصة بزوجة صدام، ساجدة طلفاح، موزعة على نصف دستة من أكياس القمامة الممتلئة مدفونة في التربة، وكذلك العديد من الوثائق الشخصية المهمة. وفي التاسع من ديسمبر/كانون الأول، وبعد سلسلة من المداهمات، قادت وشاية من طفل في التاسعة من عمره إلى اجتماع في الصحراء الواقعة غربي تكريت، إلى إلقاء القبض أخيرا على محمد إبراهيم المسلط، مؤكدة أن المحققين تمكنوا بعد ذلك من إقناعه بأن يقودهم إلى موضع اختباء صدام حسين مقابل أن يتم إطلاق سراح أربعين من السجناء من أفراد عائلته، وهو ما حدث. وبعدها مباشرة، صدرت الأوامر سريعا بالمداهمة. وبالنسبة لتفاصيل العملية، قالت المجلة إنه تم العثور أولا على صاحب الأرض وشقيقه وهما من فريق حماية صدام، لكنهما رفضا الإفصاح عن مكانه، فتمت الاستعانة بالمسلط الذي كان مرعوبا، فأشار بقدمه إلى بقعة غارقة في الظلام. وتم إزالة التربة عن مدخل حفرة تم فتحها. ونقلت المجلة عن المترجم العراقي سمير، والذي تمكن من التعرف على صوت الرئيس الراحل على الفور، أنه عندما فتحنا الحفرة، بدأ صدام حسين بالصراخ، فصحت عليه بالعربية بأن يخرج، فرفع يديه عاليا، وختمت المجلة تقريرها، حسب ما ذكر المترجم أن سمير بدأ بكيل الصفعات لصدام حسين، إلا أن الأوامر تنص على وجوب الإبقاء عليه حيا. وقد علق محمد صيهود من بلاد الرافدين عما كتبته الصحيفة قائلا: الى عبيد صدام أحسنت أنهم (نسوا الله فأنساهم أنفسهم) لا هم كانوا صادقين في حبهم له فنصروه يوم شدته..ولا هم صادقين الان في رثائه .بل يظنون أنهم يثيرون حفيظة ضحاياه واستولت عليهم أحقاد توارثوها بلا تمحيص ولا سؤال للنفس ..هل ما نكتبه الآن ..يرضي الله تبارك وتعالى ؟ للعلم أن من يذكر أجرام صدام لا يمدح من أسقطه بل أن العراق يحترق منذ قبل 1921 ولحد الان ولا بواكي على الشعب العراقي. اللهم أبرء اليك ممن دعا للطواغيت اللهم احشر من يحب صدام معه يوم الحشر واحشرني مع من أحب. وأحد المعلقين قال: في أحد محاكماته وعلى رؤوس الاشهاد وأمام ملايين الناس ممن يتابعون المحاكمات المنقولة تلفزيونيا اعترف صدام حسين (انه يعرف من وشى به وهو في الحفره وأنه لا يعرف من وشى بولديه قصي وعدي) هذا كلام صدام نفسه .هذا أولا وثانيا لماذا لم يقم بتكذيب خبر إلقاء القبض عليه وهو في الحفرة خلال المحاكمات الكثيرة. فاحترموا عقولكم وعقول الآخرين واستحوا من الله والشعب العراقي والكويتي وإيراني وكل الأبرياء ممن قتلهم صدام ظلما. وقال معلق آخر: حياته كانت عبارة عن أجرام يومي ومسلسل مرعب ونحن العراقيين عشنا عقود تحت حكمه ونعلم كيف كنا نرتعب عندما تنزل قوة لأي شارع المطبلون لصدام لابواكي لهم نشأ رجل عصابات و مدانا بالاف الجرائم. قال آخر معلقا: متى يتعلم ويتعظ الزعماء العرب من مصير صدام حسين والقذافي ومبارك وبن علي وعلي عبد الله صالح وخلافهم. قال معلق: ما يزال بعض المساكين عبيدا لشخصيات متسلطة و مجرمة مثل صدام حسين الذي سلم بلاده دون دفاع، أن الارواح المستعبدة لا تستريح للحرية بل تستأنس بالعبودية. أن جبانا رعديدا مثل صدام حسين اختلقوا له بطولات و رأوا وجهه في القمر وأكثر من ذلك لا يريدون ان يصدقوا أنه خرج من حفرة بلحية تشبه لحية الدراويش رغم انه دخل قصره مخفوراً مقيداً بالسلاسل امام آلاف المصورين. تعساً للعبودية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here