المرجع الخالصي يؤكد بان العملية السياسية ما زالت تستنزف العراق وحركة الامة سائرة نحو التكامل

شدد سماحة المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 21 جمادى الأولى 1444هـ الموافق لـ 16 كانون الأول 2022م، على موضوع الارتباط العائلي القوي في داخل الاسرة، وأهمية احترام الأب والام، والجد والجدة، والشيوخ والعطف على الصغار؛ لأن هذه الأمور هي النقطة المركزية التي يشكو منها الغرب اليوم بسبب كفره والحاده وعلمانيته، ويحاولون ان يصدروها إلينا ولكنهم يُصدمون حين يجدون الحاجة الماسة إليها، ويُعجبون بالعائلة المسلمة والارتباط الطبيعي الحاصل بينهما، فقد شاهد العالم بعض المشاهد البسيطة التي تجسد ارتباط المسلم بأهله، وكيف انعكس هذا بقوة على الوضع النفسي للمجتمع الأوروبي المعقد والمتفسخ والمهمل.

وتابع: ان الحصانة الرئيسية التي نملكها في مجتمعاتنا ضد التحلل والاباحية والفساد؛ هي حصانة عقائدية إيمانية وعقلية، فيها مصالح البشر ومصالحنا جميعاً، ترتبط بالفطرة الإنسانية السليمة، مبيناً ان دفاعنا عن المجتمع هو دفاعٌ عن القيم، ودفاع عن وجودنا وعن كرامتنا وعن انسانيتنا، وهو دفاع حتى عن المجتمعات الاخرى التي يوجد فيها من يُشاركنا الرأي ويحاول ان يقاوم موجة الفساد والتحلل التي يُراد فرضها بشتى الطرق وشتى الوسائل والإمكانيات الهائلة والأرباح المادية الشديدة وبتوجيه سيدهم الشيطان ابليس ضمن مشروع المسيخ الدجال.

وعليه؛ يجب ان نبدأ بالاهتمام في التربية من داخل الاسرة، وان نهتم بنشأة ابنائنا على هذه المعايير والقيم العظيمة، وأن ترى المرأة كرامتها في بيتها مع زوجها ومع أبنائها، والبنت مع اخوانها وابيها. لافتاً إلى القصور يشملنا في هذ الشأن ولسنا مثاليين تماماً، ولكن يمكننا ان نتلافى هذا الأمر ضمن موجة مقاومة مشروع التحلل الذي يريد ان يستغل الثغرات لكي ينفذ من خلالها لتهديم مجتمعنا.

وفي سياق متصل أكد سماحته (دام ظله) على ان وحدة الامة هي القضية المركزية للأمة، وأن الامة لن تنسى قضيتها بانها امة واحدة، رغم كل محاولات التطبيع والخيانة والارتباط والتزييف التي يراد منها ابعاد الامة عن رسالتها وعن قضاياها، وتجلى بعض ذلك في بعض المناسبات التي يلتف الناس حولها ويسقط من خلالها مشاريع التقسيم الطائفي، كما حصل ذلك عندما فاز المنتخب العراقي في احدى المباريات الكروية، وايضاً هنا العرب والمسلمون وحتى الاحرار في العالم تجمعوا على نصرة القضية المركزية للأمة وهي وحدة كلمتها والتفاف الامة حولها من جديد.

وفي الشأن الداخلي العراقي أكد سماحته (دام ظله) قائلاً: لا زلنا نرى ان الحكومة القائمة لها مدعيات كبيرة بينما الواقع ينافي هذه المدعيات، ولا نقول جعجعة بلا طيحن، ولكن نقول: يجب ان يبرز الطحين على الأقل بقدر الجعجعة. فعلى الأقل ان يتم تتبين الأمور لعامة الناس، فلا ندري اين وصلت قضية الفساد المعلنة، وأين أصبحت تفاصيلها الغامضة؟

وفي سياق متصل تابع سماحته قائلاً: ان أحد الذين جاؤوا مع الاحتلال الأمريكي، وكان أحد المبشرين بهم أراد ان يتخذ موقفاً نزيهاً، فأراد التحقيق والتدقيق حول الأموال المصروفة خلال هذه السنين، فقام بذلك بناءً على تكليف من رئاسة الوزراء آنذاك، فأعلن حينها: ان موارد العراق من تأسيس الدولة عام (1920 وحتى 2003) بلغت حوالي 371 مليار دولار امريكي، واليوم قد بلغ الرقم من (2003 وحتى الآن) حوالي ترليون و320 مليون دولاراً امريكياً وما يزيد!، وان الموارد من السنين الاولى بعد الاحتلال بلغت حوالي 531 مليار دولار امريكي، وان النفقات بلغت حوالي 115 مليار دولار، فهنالك فارق يقرب من حوالي 416 مليار. وقام بإيصال هذه المعلومات والأخبار إلى رئاسة الوزراء والمعنيين بهذا الامر، فكانت النتيجة انه أُبعد، ثم مات، ويبدو أنهم قد ضجروا منه فانتهت حياته سريعاً وبطريق مشبوه ومريب، وقد قال المقربون منه: أنه قد قتل قطعاً.

والسؤال المهم: اين هذه المبالغ؟؛ اسألوا عصابات الجريمة المنظمة التي تديرها أمريكا وإسرائيل لسرقة المال وتدمير العراق، هذا شيء واضح ولا غبار عليه او نقاش فيه.

وعلّق سماحته على هذا الأمر: ان هذه القضايا لا يمكن ان يُسكت عنها او ان تمر هكذا، هذه مصالح امة ومصائر شعوب، وقرارات تمس الفرد والانسان والكرامة في الصميم.

وأضاف: ان المال مهم ولكن كرامة البشر المهدورة من أجل هذا المال هي الأهم، فلا دواء ولا خدمات ولا مال ايضاً، ونرى المئات من الناس يزدحمون على باب المساعدات التي تسمى الرعاية الاجتماعية، بشكل يدعو إلى الألم والحزن دون ان تكفي هذه الأموال لسداد حاجاتهم الأولية.

وتابع قائلا: انه مشروع الاذلال النهائي لهذا الشعب ولهذه الامة التي شاء الله تعالى ان تكون عزيزة، فاعتزوا بعزة الله يا عباد الله، (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ) هود:113، (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ) المنافقون:8.

وفي الشأن الدولي والعربي بيّن سماحته ان انتصاراتنا يمكن ان تكون في اجتماع الحركات الإسلامية المجاهدة المقاومة في فلسطين او لبنان والعراق وبلاد الشام سوريا وغيرها مع الحكومات المخلصة التي تقف معها في مواجهة مشروع التدمير الذاتي الذي صدره لنا المستعمرون بتوجيه الصهاينة.

وفي هذا السياق دعا سماحته (دام ظله) تركيا إلى المبادرة بإنهاء الازمة والتي كان يمكن تلافيها منذ البداية كما اقترح الكثير من العقلاء للوصول إلى الالتزام بمبدأ ان الامة مازالت موحدة وان مشروع الأعداء قد انتهى بإذن الله تعالى.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here