المواجهة الحاسمة التي يخشاها النظام الايراني

محمد حسين المياحي

منذ الايام الاولى لقيام نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، کان يزعم وبصورة ملفتة للنظر بأنه نظام منبثق من الشعب الايراني ولذلك فإنه لايخشى أحدا وإن بقائه وإستمراره مضمون بتإييد ودعم الشعب الايراني، وهذا الزعم الباطل والذي يخلط الحق بالباطل ويشوه ويحرف الحقائق، کررته الى حد الاجترار أوساطا إعلامية عن قصد ومن أجل مآرب أو عن جهل وقصور فهم للواقع الايراني، ذلك إن الذي کان واضحا وجليا ومنذ الايام الاولى لتأسيس هذا النظام، هو إستخدامه للممارسات القمعية ضد الشعب الايراني وخصوصا عندا صادر الحريات بکل أنواعها وفرض نهجه وبصورة قسرية على الشعب وبشکل خاص على شريحتي الشباب والنساء.
هذا النظام من فرط تماديه في الثقة بنفسه وبإستحالة سقوطه أو إسقاطه، فإنه فسر ويفسر أية حرکة شعبية مضادة له تدعو للحرية والتغيير وفق نظرية المٶامرة، والمثير للقرف والإشمئزاز إنه قد قام بإصدار أغرب القوانين وأکثر إثارة للسخرية في هذا العصر ضد من يثبت بأنه ضد النظام ومن تلك القوانين قانون”المحاربة” أي إن الذي يحارب النظام فإنما يحارب الله تعالى ولذلك فإن دمه مباح!! وهذا يفسر تمادي في مواجهة الانتفاضات والحرکات المضادة له بل وحتى إنه السر في معاداته الاستثنائية لمنظمة مجاهدي خلق التي تدعو جهارا لإسقاطه، وهو في قمعه لأية إنتفاضة کان يطلق الاکاذيب والمزاعم الواهية المختلفة التي کان يکرر من خلالها مزاعمه السابقة بإستحالة إسقاطه وعن مناعته المزعومة، غير إن الانتفاضة الشعبية الاخيرة التي إنطلقت في 16 أکتوبر2022، قد أعطت إنطباعا کاملا بأن من لازال يصدق مزاعم بقاء وإستمرار النظام أو إستحالة إسقاطه، فإنه واحد من أثنين لاثالث لهما؛ إما إنه تابع ومتورط في العلاقة مع هذا النظام، أو إنه لايفهم شيئا في السياسة وتطورات الاحداث!
هذه الانتفاضة التي ستدخل شهرها الرابع وهي تزداد عزما وتصميما أکثر من السابق على ضرورة إسقاط النظام بل وحتى إعتبار ذلك بمثابة ضرورة ملحة لايمکن أبدا التخلي عنه ولاسيما بعد أن بات التإييد والدعم الدولي يتزايد لها بإضطراد مع تزامن ذلك بتزايد العزلة الدولية للنظام أکثر من أي وقت آخر الى جانب حدوث أحداث وتطورات مٶلمة للنظام نظير صدور قرار المحکمة الدستورية البلجيکية بتعليق قرار الافراج عن الارهابي أسدالله أسدي وکذلك وقرار طرد النظام من لجنة المرأة التابعة للأمم المتحدة، ومايمنح ذلك من عزم وقوة وتفاٶل للشعب الايراني المنتفض، ولذلك يمکن القول وبکل ثقة بأن النظام يخاف من الانتفاضة الحالية کثيرا بل وحتى لاحدود لخوفه ولاسيما وإنه کان لم يتصور أن يصل يوما الى هکذا مرحلة وهکذا وضع!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here